30/06/2010م

نافذة مصر/ وكالات :

في تصريحات تحمل الشماتة والسخرية في آن واحد ، أعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي يوم الثلاثاء الموافق 29 يونيو أن إيران وضعت عدة تدابير لمواجهة العقوبات الأخيرة ضدها سواء تلك التي فرضها مجلس الأمن الدولي أو الاتحاد الأوروبي والكونجرس الأمريكي ، مشددا على أن اقتصاد بلاده لن يتأثر بتلك العقوبات .

ورغم أن ما سبق لا يخرج عن التصريحات المعتادة من قبل المسئولين الإيرانيين في هذا الصدد ، إلا أن الجديد هذه المرة هو الربط بين أحداث بطولة كأس العالم لكرة القدم في جنوب إفريقيا والعقوبات الأخيرة ، فقد فاجأ متكي الجميع بالتأكيد أن خروج منتخبات فرنسا وانجلترا وأمريكا مبكرا من المونديال وبفضيحة كروية وخاصة لكل من فرنسا وانجلترا هو "عقاب عادل لهم على سوء معاملتهم لإيران ".

وبالنظر إلى أن التصريحات السابقة قد تصدر عن أناس عاديين وليس عن مسئولين ، فقد تباينت وجهات النظر حولها ، حيث يرى البعض أن المسئولين يستندون للحقائق على أرض الواقع ولعبة المصالح في تقييم السياسات الخارجية والرد عليها عبر إجراءات سياسية واقتصادية ، أما إظهار "الشماتة" في مباريات كروية معروف أنها تنتهي دوما بفائز وخاسر وربطها بـ "الانتقام الإلهي" هو أمر غريب وغير معتاد في العلاقات بين الدول .

أيضا ، فإنه من غير المستغرب أن يربط متكي بين تراجع موسكو عن دعم إيران والكشف عن اعتقال 11 شخصا في الولايات المتحدة يشتبه في قيامهم بالتجسس لصالح روسيا وهو ما أعاد للأذهان أجواء الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا .

وكانت وزارة العدل الأمريكية أعلنت في 29 يونيو عن اعتقال 11 شخصا متهمين بالتجسس لحساب روسيا ، وأضافت في بيان لها أن هؤلاء الأشخاص "يزعمون" أنهم أمريكيون وكنديون أو من بيرو وألقي القبض عليهم بعد تنفيذهم مهمة سرية طويلة المدى في الولايات المتحدة لحساب روسيا .

وتابع البيان أن المتهمين اعتقلوا في نيوجيرسي ونيويورك وفيرجينيا وماساتشوستس ويواجهون عقوبة السجن 5 أعوام للاتهامات بالتجسس و20 عاما لتبييض الأموال ، وبالنظر إلى أن الكشف عن شبكة التجسس جاء في وقت تقاربت فيه موسكو مع الغرب في عدة قضايا كان من أبرزها التوافق على فرض العقوبات الأخيرة ضد إيران ، فإن هناك توقعات بتجدد التوتر في العلاقات بين موسكو وواشنطن وهو أمر قد تصفه طهران أيضا بأنه "انتقام إلهي" من موسكو لتراجعها عن دعم حليفها التقليدي إيران مقابل التقارب مع الغرب .