طالب باحث صهيوني بارز حكومة بنيامين نتنياهو بالحصول على ضمانات من قائد الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي يلتزم بموجبها سحب القوات المصرية من شمال سيناء بمجرد أن يتم القضاء على التهديد الذي تشكله الجماعات «الجهادية».

وفي مقال نشرته صحيفة «ميكور ريشون» في عددها الصادر أمس (الجمعة)، قال الدكتور موشيه فوكسمان، أستاذ الدراسات الشرقية والتاريخ في جامعة «بار إيلان»، إن الأوضاع المضطربة في مصر ترمي بظلال من الشك حول قدرة نظام السيسي على الصمود، محذرا من أن تغيير الواقع السياسي في مصر يشكل تحديا استراتيجيا كبيرا لإسرائيل في حال ظلت القوات والعتاد العسكري الذي يعود للجيش المصري على حاله في شمال سيناء.

ونوه فوكسمان إلى أن «إسرائيل» سمحت للسيسي بإدخال مروحيات ومدافع وقوات كوماندوز وعربات مدرعة للمنطقة لمساعدته في الحرب على الجهاديين، مشددا على أن تغيير الواقع السياسي في مصري يعني فتح المجال أمام تحول هذا العتاد وتلك القوات إلى مصدر كبير على الأمن «القومي» الصهيوني.

وأوضح فوكسمان أن هناك حاجة لتقديم الولايات المتحدة ضمانات مماثلة لإسرائيل على اعتبار أنها وقعت على اتفاقيات «كامب ديفيد»، وبفعل تأثيرها على دوائر صنع القرار في القاهرة.

وشدد فوكسمان على أن الحكومة الصهيونية محقة في سماحها للسيسي بإدخال هذه القوات على اعتبار أن حسم المواجهة مع «الجهاديين» يتطلب تمتع الجيش المصري بتفوق نوعي، مستدركا أن هذا لا يعني عدم الإصرار على تقديم ضمانات حتى لا تُستخدَم هذه القوات ضد إسرائيل في حال غاب السيسي عن المشهد.

وأعاد فوكسمان للأذهان حقيقة أن «إسرائيل» رفضت بإصرار طلب الرئيس المخلوع حسني مبارك إدخال آليات وطائرات للمنطقة، رغم علاقتها الوثيقة به، مشيرا إلى أن دوائر صنع القرار في تل أبيب تدرك العوائد الإيجابية للحرب التي يخوضها السيسي على الأمن القومي للكيان الصهيوني.

وأوضح فوكسمان أن ملاصقة شمال سيناء لقطاع غزة وقربها من الحدود مع الكيان الصهيوني تفاقم خطوة وجود قوات مصرية في المنطقة، في وقت يُستبدَل فيه بنظام حكم السيسي المتحالف مع إسرائيل نظاما آخر.

وأشار فوكسمان إلى أن تقديم المساعد للسيسي في ظل الوقت الحالي تنطوي عليها فوائد تكتيكية للكيان الصهيوني، محذرا من أن سقوط نظام السيسي وحلول نظام آخر معاد لإسرائيل سيحول هذه الفوائد إلى ضرر استراتيجي هائل.

وتكتسب توصيات فوكسمان أهمية من حقيقة أن جامعة «بار إيلان» التي يعمل فيها تعد «مركز التفكير» الأهم الذي يخدم اليمين الصهيوني وحكومة نتنياهو بشكل خاص.