أثارت افتتاحية صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوعية العديد من ردود الأفعال، إذ وصفت ما يحدث في مصر بالانقلاب وأن مصر تشهد أسوء عصور حقوق الإنسان، وطالبت بقطع المعونة عنها.

وفي الوقت الذي هاجم فيه المقالة مؤيدي الانقلاب العسكري، أكد خبراء أن المقالة دليل واضح علي فشل زيارة قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي إلي الأمم المتحدة، وأن الانقلاب لم يحصل علي شرعية دولية كما يدعي.
وحذر محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصري الديمقراطي، من خطورة المقال الذي نشرته الصحيفة قائلًا:" المقالة مهمة لأنها نُشرت في أهم صحيفة في العالم، وأقواها تأثيراً على صاحب القرار الأمريكي في البيت الأبيض وفى الكونجرس.
وأوضح أبو الغار المؤيد للانقلاب أن خطورة المقالة أنها ليست بقلم محرر أو صاحب رأى، ولكنها بقلم مجلس تحرير الجريدة، وهو ما يعنى أن هذا هو خط الصحيفة بكل كتابها ومحرريها".
وأشار "أبو الغار" إلى أن المقالة تتهم النظام الحاكم في مصر بأنه قام بسجن الإخوان المسلمين، وبالتالى سوف يقوم بتحويلهم إلى إرهابيين مثلما حدث فى العراق وسوريا.
وواصل "أبو الغار" تحذيره من خطورة المقال، قائلا "اتهمت المقالة الجيش المصرى باستخدام الدبابات الأمريكية فى قذف المدنيين فى مناطق كثيفة السكان، وقال "تتهم المقالة انتخابات الرئيس السيسى بأنها مزورة، وأدانت ما جاء فى خطاب السيسى فى الأمم المتحدة عن حقوق الإنسان والحريات بأنه غير حقيقى".
 
وأضاف: "هنا أعتقد أن على السيسى أن يستمع إلى وجهات نظر مختلفة وليس فقط الجهات الأمنية، لأن عدم تعديل قانون التظاهر واستمرار الحبس الاحتياطي لأعداد كبيرة من الشباب، ومشاريع قوانين تؤثر على الحياة المدنية، مثل الجامعة والجمعيات الأهلية والتضييق على الصحفيين وسجن بعضهم، كل هذه الأشياء نقاط ضعف فى نظام السيسى، وهى تضر به وبشرعيته ولن تفيده بشىء، وإنما سوف تفيد رجال الأمن فقط".
وأوضح أحمد ماهر، عضو الهيئة العليا بحزب الوسط، أن التقرير الذي نشرته جريدة النيويورك تايمز الأمريكية، حول الانتخابات الرئاسية المصرية ووصفها بالمزورة، دليل على فشل زيارة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي لأمريكا.
قال "ماهر" في تدوينة له عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "حكام لا يتعلمون.. وجيل مناضل سينتصر، مقالة النيويورك تايمز التي لم يكتبها صحفي أو محرر، بل إدارة تحرير واحدة من أكبر النوافذ الإعلامية تأثيرا في الولايات المتحدة الأمريكية، دليل على فشل كبير لزيارة السيسي لأمريكا، ودليل على أنه وإداراته ومن يخطط له، فشلوا فشلا ذريعا في رسم ما يريدون عن مصر خلاف ما هو حقيقي على الواقع".
وأضاف: انتصر جيل الشباب في إيصال جزء من الحقيقية للغرب، ولن تفلح أدوات دولة ناصر المستهلكه في خداع عالم جديد ومصارعة أجيال جديدة.
وتابع: للأسف هكذا الحكام غير الشرعيين والقادمين للسلطة بعين مكسورة وبتزوير وبقمع ودماء، لا يريدون إلا سماع ما يريدون سماعه، ولا يلتفتون إلا من يزمر لهم من عبدة الكراسى".
واختتم: "لكن المهم أننا علينا أن نستمر في فضح هذا النظام وتعريته وعدم الاعتراف بشرعيته الزائفة حتى إقامة الدولة التي نريد، دولة الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية".
ووصف الكاتب الصحفي مأمون فندى المؤيد للانقلاب، المقال، بالأمر الخطر الذي لابد أن يستوقفنا جميعاً ولا سيما المسئولين الذين يتعاملون مع الانتقادات الخارجية بغرور، مشدداً على ضرورة عدم تجاهله تحت دعوى أن الجريدة متحيزة ضد مصر أو أن "نيويورك تايمز" هي صحيفة اليهود.
ولفت إلى أن المقال الذي نشر بالجريدة الأمريكية لا يعبر عن رأى كاتب فيها إنما بالطريقة التي عرض بها ومكانه في الصحيفة، ويعبر عن توجه الصحيفة الأولى في أميركا التي يقرأها ويخطب ودها كل من له علاقة بالسياسة الخارجية الأميركية، بداية من الرئيس أوباما، إلى وزير خارجيته جون كيري، إلى أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب أو الكونغرس، وذلك بحسب كلامه.
وعن ما شنته الجريدة من هجوم على رأس النظام فى البلاد وقولها أن الوضع في مصر فيما يخص الحريات أسوأ من عهد حسني مبارك، وأن عبد الفتاح السيسي جاء إلى الرئاسة من خلال ما أسمته انقلاب عسكري، واعتبار تصنيف "الإخوان" جماعة إرهابية أمر غير عادل، لفت فندى إلى أن مطالب الجريدة بربط المعونة الأميركية لمصر بتصحيح المسار أمراً خطيراً لاسيما اعتبار مصر بعيدة عن فكرة المسار الديمقراطي بهذه التصورات السابقة .
 وقالت الصحيفة إن قادة مصر يعتقدون أن المساعدات العسكرية التي يحصلون عليها كل عام، والتي تقدر بـ1.3 مليار دولار سنويا، حق لهم إلى الأبد مقابل توقيع مصر على اتفاقية السلام مع إسرائيل (كامب ديفيد) عام 1979.
وأضافت  إنه منذ تولي عبد الفتاح السيسي حكم مصر في "انقلاب عسكري" في يوليو 2013، عادت البلاد إلى الاستبداد وسجن المعارضين السياسيين، وإسكات المعارضين وتشويه صورة الإسلاميين "السلميين".
وأشارت إلى أن قيادات جماعة "الإخوان المسملين" تقبع الآن في السجون، وتتهم "ظلما" بأنها إرهابية، وبات أنصار الإخوان يفتقدون من يوجههم، مما يثير احتمال تحولهم إلى التطرف.
واعتبرت الصحيفة أن مصر اليوم أكثر قمعا مما كانت عليه خلال أحلك فترات حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأضافت: إن السيسي، الذي وصل إلى السلطة في انتخابات مزورة، ظن أن العالم كله لا يلاحظ ما يجري في مصر.