احتشد الآلاف من المحتجين المطالبين بالديمقراطية في شوارع هونج كونج أمس الأربعاء وسخر بعضهم من الاحتفال بالعيد الوطني للصين مع وصول المظاهرات إلى منطقة جديدة مما يزيد الضغوط على الحكومة الموالية لبكين في المدينة.
 
ولم تظهر اشارات كثيرة على انحسار الزخم في اليوم الخامس لاحتجاجات حاشدة تهدف إلى احتلال أجزاء من المدينة والتعبير عن الغضب بسبب قرار الصين الحد من خيارات الناخبين في انتخابات زعامة هونج كونج عام 2017.
 
وأصابت حشود المحتجين أجزاء كبيرة من المركز المالي الآسيوي بالشلل فأعاقت الأعمال بدءا من البنوك وحتى متاجر الحلي. ولم ترد تقارير باضطرابات بحلول منتصف النهار اليوم لكن شهودا قالوا إن عدد المحتجين يزداد.
 
ومن بين المطالب التى يصر عليها المحتجون: استقالة حاكم الإقليم، وسحب بكين قرارها الذى يقيد الترشح لمنصب رئيس حكومة الإقليم فى الانتخابات المقبلة المقررة عام 2017.
 
واستخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل والهراوات مطلع الأسبوع لمحاولة قمع الاضطرابات لكن التوترات هدأت منذ ذلك الحين.
 
وامتدت الاحتجاجات من أربع مناطق رئيسية إلى منطقة تسيم شا تسوي التجارية التي يرتادها الزوار الصينيون من الجانب الآخر للميناء. وتزخر المنطقة بحركة التجارة في العادة في العيد الوطني.
 
واحتشد مئات المتظاهرين أمام الفنادق الفاخرة وأقاموا حواجز متنقلة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم تأهبا لاشتباكات محتملة مع الشرطة التي انتشرت بأعداد قليلة في معظم مناطق هونج كونج.
 
والاحتجاجات هي الأسوأ في هونج كونج منذ أن استأنفت الصين حكمها للمستعمرة البريطانية السابقة عام 1997 وتمثل أحد أكبر التحديات السياسية أمام بكين منذ أن قمعت احتجاجات تطالب بالديمقراطية في ميدان تيانانمين عام 1989.
 
ورد وزير الخارجية الصينى وانغ يى، على تعليقات للولايات المتحدة ودول أخرى بشأن الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، فى هونج كونج، قائلا: أنه يجب على الدول الاجنبية ألا تتدخل فى الشؤون الداخلية للصين. 
 
وقال وانغ -وهو أكبر مسؤول صينى يتحدث علنا بشان الاحتجاجات- إن بكين “ حددت بشكل رسمى وواضح جدا موقفها: شؤون هونج كونج هى شؤون داخلية للصين. يجب على كل الدول ان تحترم سيادة الصين.” 
 
وكان وانغ يتحدث فى مقر وزارة الخارجية الامريكية يوم الاربعاء قبيل محادثات مع نظيره الامريكى جون كيرى الذى جدد دعوات الولايات المتحدة للسلطات الصينية الى ممارسة ضبط النفس تجاه الاحتجاجات الحاشدة التى تتحدى الحكومة الشيوعية.
 
وكالات