نافذة مصر - تركيا 


قال "رجب طيب أردوغان" الذي تقلد منصبه رسمياً الخميس رئيساً للجمهورية التركية، أن التوجه الأساسي لسياسة بلاده الخارجية، هي إقامة السلام وتحقيق التعاون والرفاه، وأن تركيا ليس لديها أي مطامع في أراضي أية دولة أخرى، ولا تمتلك خططا أو مساعٍ للتدخل في الشؤون الداخلية للدول. جاء ذلك في كلمة له، خلال حفل تسليم وتسلم مقاليد رئاسة الجمهورية، من الرئيس التركي الحادي عشر "عبد الله غل"، والذي جرى في قصر "جانقايا" الرئاسي في العاصمة التركية "أنقرة"، مضيفاً أن "انتخاب رئيس الجمهورية من قبل الشعب ليست مجرد انتخابات مباشرة، إنما هي إغلاق لمرحلة تركيا القديمة، وفتح صفحة عهد تركيا الكبيرة، تركيا الجديدة، التي تحمل لبّ وروح السنوات الأولى من الجمهورية".

ولفت "أردوغان" خلال كلمته، إلى العلاقة الوثيقة التي تربطه بالرئيس التركي الحادي عشر "عبد الله غل" واصفاً إياه برفيق الدرب الطويل، مشيراً أنهما "تجاوزا على هذا الدرب الكثير من الصعوبات، وأن الرئيس غل، تمكن على مدار 7 سنوات، من قيادة البلاد والوفاء بمهامه على أكمل وجه"، مقدّماً لـ "غل" شكراً خاصاً باسمه واسم عائلته واسم الشعب التركي.  مشيرا إلى أن تركيا ستواصل السير قدماً، من أجل بلوغ هدفها الاستراتيجي، المتمثل بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بكل إرادة وتصميم، وأن الإصلاحات الديمقراطية التي تم تنفيذها لن تتباطأ، وعلى رأسها مسيرة السلام الداخلي (الرامية لإنهاء الإرهاب، وإيجاد حل جذري للقضية الكردية).

وتابع "أردوغان": "إن التاريخ والجغرافيا فرضت علينا انتهاج سياسة خارجية تقف بوجه الظلم والاضطهاد، لذا فإن أعداد القتلى التي تسقط كان الدافع الحقيقي وراء وقوف تركيا بقوة إلى جانب القضية الفلسطينية، كما أن الدافع الإنساني كان وراء احتضان تركيا لمليون و200 ألف سوري على أراضيها، وأننا في تركيا، لن نقف صامتين حيال مقتل أكثر من 200 ألف شخص في سوريا، لأن ما يجري هو عبارة عن مشكلة إنسانية ووجدانية، وسنواصل رفع صوتنا استناداً إلى المسؤولية السياسية الملقاة على كاهلنا حيال ما يجري في العراق وأفغانستان والصومال، وكل المناطق التي تشهد أزمات وصراعات".

وأكّد "أردوغان"، أن تركيا ترى بأن الإنسان أسمى من الأعراق والأديان، ولون البشرة، والنفط، والألماس، والذهب، وموارد الطاقة، لافتاً الى أن قيام تركيا بتحذير بعض الدول التي تناصب شعوبها العداء، هو واجب إنساني ينبغي فعله، ولا يندرج في إطار التدخل بالشؤون الخارجية لتلك الدول، شاكراً جميع المسؤولين والأصدقاء، الذين شاركوا في الحفل، مترحماً على أرواح الشهداء والمناضلين، سائلاً المولى جلّ وعلا أن يحمل انتخابه رئيساً، كل الخير للبلاد، متمنياً أن يعمّ الخير والسلام على العالم والإنسانية.