نافذة مصر - صحافة عالمية


قال الكاتب البريطانى ديفيد جاردنر إن تطورات الصراع الأخيرة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة تشير إلى أن سقف إراقة الدماء ارتفع، ملقيًا الضوء على أن الحصار المفروض على غزة لن يزيد حماس إلا قوة.
وفى مقال له تحت عنوان«حرب في غزة لم يرغبها أي من الطرفين» في الفاينانشال تايمز اعتبر جاردنر، أنه "من الصعب تقدير عبثية الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس في غزة، فلم يكن أي منها راغبًا في معاودة العداء، ولكنها معاودة للأعمال العدائية ودوامة العنف والإرهاب".
وراح جارنز يفسر كيف يكون الحصار تعزيزا لقوة حماس فى غزة موضحا أن «حصار غزة من قبل إسرائيل والآن من قبل مصر، حول القطاع إلى سجن مفتوح كبير، حيث تقوم فيه حماس بدور الحارس، ومن هنا فالحصار يعزز من قوتها، وشبكة الأنفاق التي تستخدمها لتسليح نفسها ولإدارة الاقتصاد تبدو أكبر مما كان يعتقد، وهي الشبكة التي وصفها متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بغزة الدنيا».
ويرى أنه «من السهل على ما يبدو مراقبة حركة النقل لغزة لو فتحت الحدود من فوق، وهذا يعني القبول بحكومة الوحدة الوطنية، ونهاية العنف، حيث تقوم السلطة الوطنية بإدارة الحدود، ولكن هذا الحل يقتضي التفاوض حول الدولة الفلسطينية، وبدون هذا سيكون الذئب داعش على أبواب الإسرائيليين والفلسطينيين عاجلاً أم آجلاً، ما يحول هذه المواجهة العبثية إلى ذكريات حزينة."
وحول هدف كل من إسرائيل وحماس من الحرب يقول جارنر: «من هنا فكل طرف يريد تحقيق أي شيء لكي يقدمه لشعبه، فحماس تريد إنهاء سبعة أعوام من الحصار على قطاع غزة، وبالنسبة لإسرائيل فهي إعادة الردع، ولا أحد على ما يبدو لديه خطة طويلة الأمد لسكان غزة الذين يعيشون ظروف البؤس لا أمل لهم ولا مستقبل».
وينوه إلى أن شرارة البدء لهذه الحرب أعقبت عملية الاختطاف والقتل الشهر الماضي، حيث قتل ثلاثة طلاب يهود من المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما تبع ذلك من القتل الانتقامي للفتى الفلسطيني، حيث حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس المسؤولية، رغم أن الخاطفين يعتقد أنهم عائلة القواسمة في الخليل، الذين خربوا هدنًا سابقة مع إسرائيل.
ويتهم الكاتب هذه القبيلة "القواسمة" بالعمل على تخريب حكومة الوحدة الوطنية بين "حماس" و"فتح"، مشيرا إلى أن حماس حاولت التصالح مع منافستها في الضفة الغربية، بعد أن تم إخراجها من غزة عام 2007».
ويرى أن بحث "حماس" عن المصالحة جاء للخروج من عزلتها بعد أن خسرت دعم إيران بسبب رفضها دعم نظام رئيس النظام السوري بشار الأسد، وخسرت حلفاءها الإخوان المسلمين بعد "الانقلاب" الذي أطاح بحكم الرئيس محمد مرسي.
وبناء على ذلك، يقول جاردنر: "تبدو إسرائيل وبطريقة متناقضة حريصة على إضعاف حماس، ولكن ليس الإطاحة بحكمها في غزة، فالبديل عن حماس تقف جماعات شرسة مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، والذي لديه أتباع في غزة ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين» بحسب الكاتب.