نعيش لعدة أسابيع قادمة أخطر مراحل الثورة, مؤكد أن معركة الجمل (الثامنة) التي دارت بالعباسية قد فشلت في كسر إرادة الثوار ولكنها للأسف نجحت في إضعاف الرصيد الشعبي للثورة كما نجحت في تشويه وشيطنة الثوار, دارت تلك المعركة بتنسيق مخابراتي كبير وتم توظيف أمثل للإعلام الفلولي ( سواء إعلام صفوت الشريف وأنس الفقي أو إعلام رجال أعمال نظام مبارك), إضطر الإعلام الفلولي لأن يخلع مكياجه الثوري وعاد سيرته الأولى وبألوانه الطبيعية يشوه الثورة والثوار, لم نسمع هذه المرة حديثا عن دماء الشهداء ولا تنديدا بإنتهاك كرامة المصريين وسحلهم ولا إستنكارا لإعتقال الفتيات وحبسهم!!! .

ورغم أن الإخوان والدعوة السلفية والجماعة الإسلامية لم يكونوا في العباسية إلا أن الخطة المخابراتية إستهدفت توظيف الأحداث لتشويه الثوار عموما وتشويه الإسلاميين خصوصا, وذلك لأهداف مخابراتية إنتخابية إذ أن تشويه الثورة والثوار سيخدم محاولات تبليع البسطاء لمرشحي الفلول (شفيق وموسى) كما أن تشويه الإسلاميين سيقلل من رصيد المرشحين أصحاب الفرص الأعلى في المنافسة , وحين يزيد نسبيا رصيد الفلول ويقل نسبيا رصيد الإسلاميين سيسهل تزوير الإنتخابات. للأسف البعض تدفعه خصومته مع الإسلاميين إلى التغاضي عن هذا المخطط ولعل الفرز الواضح اليوم في البرلمان كان بالغ الدلالة.
 
علينا سريعا مواجهة الإعلام الفلولي, وفضح المخطط المخابراتي, وإعلان حقائق العباسية الغائبة, وإستعادة ثقة الجماهير في الثورة والثوار, والإلتحام الكامل بين الثوار والإسلاميين وبين الميدان والبرلمان, والتوفيق بين المرشحين الوطنيين قبل وبعد الجولة الأولى, والتأكيد التام الجماعي أن تزوير الإنتخابات -بأي درجة- لن يمر ولو بالآلاف من الشهداء.