03/01/2010م

كتب/ مصعب خالد :

مازالت إبداعات نواب الوطني في إبتكار وسائل برلمانية جديدة مستمرة فقد أستخدموا الهتافات الجماعية علي طريقة مشجعي الدرجة الثالثة في مباريات كرة القدم للتشويش علي نواب المعارضة أثناء مناقشة المجلس الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على الحدود مع غزة حيث أخذوا في ترديد كلمات مثل " اقعدوا... اقعدوا " و" برة ... برة ... برة " في صورة أقل ما توصف بة أنها غير متحضرة. 

وجاء ذلك في جلسة مجلس الشعب اليوم "الأحد" والتي شهدت خلافًا حادًا بين نواب الإخوان والمعارضة والمستقلين من ناحية وبين نواب الحزب الوطني.

ففي البداية ألقى الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية بيانه المؤيد  للجدار وتسبب ذلك في وقوع أزمات عديدة بين نواب الإخوان والمستقلين وبعض لجان المعارضة الرافضين لبناء الجدار العازل ونواب الأغلبية المؤيدين للجدار.

طالب النواب بضرورة فتح باب المناقشة للتعقيب على هذه البيانات ورفضت الأغلبية بالمجلس الموافقة على الطلبات التي تقدمت بها المعارضة والمستقلون بفتح باب المناقشة حول البيان الذي ألقاه د. مفيد شهاب بشأن تلك الإنشاءات الهندسية على الحدود.

وقال سرور إنَّ لجنة الدفاع والأمن القومي، أعدت مشروع بيان حول الموضوع خلال اجتماعها الأربعاء الماضي وعندما رأيت أن بعض نواب المعارضة لم تسنح لهم الفرصة لإبداء رأيهم، قمت بإحالة الموضوع للجنة العامة التي انعقدت اليوم واستمعت إلى ثمانية أعضاء من المعارضة.

وأشار سرور إلى أن اللجنة العامة أدخلت بعض التعديلات على مشروع البيان السابق وأقرته ووافقت على إقراره في الجلسة بدون مناقشة، وأضاف سرور أنه تلقى عدة طلبات من النواب المستقلين والمعارضة بفتح باب المناقشة ردًا على البيان الذي ألقاه شهاب.

وعرض الأمر على المجلس فرفضت الأغلبية فتح باب المناقشة وسط اعتراضات شديدة من نواب الإخوان الذين كان من بينهم د. محمد البلتاجي ود. أكرم الشاعر وصبري عامر ورجب أبو زيد ومعهم نائب الحزب الدستوري الحر محمد العمدة، فيما التزام نواب الوفد وعدد من نواب المستقلين مثل علاء عبد المنعم وكمال أحمد وحمدين صباحي الهدوء رغم اعتراضهم على البيان.

ورفض نواب كتلة الإخوان المسلمين ما ورد بالبيان الحكومي جملة وتفصيلاً، وهو ما جعل نواب الحزب الوطني يعترضون وظل عدد منهم يردد "اقعدوا.. اقعدوا" وتطورت المسألة بعد أن رفض د. حمدي حسن (أمين الإعلام بالكتلة) ما ورد بالبيان.

وتدخل سرور قائلاًً: "لو لم تلتزم سأمنعك من حضور الجلسة" وهنا صفق نواب الوطني ابتهاجًا بالقرار, وعرض سرور الأمر للتصويت ووافق نواب الوطني، وتم معاقبة حسن بمنعه من حضور الجلسة، وصفَّق نواب الوطني للقرار، وتعالت صيحاتهم في هتافات مرتفعة "برة برة برة".

وكان المهندس أحمد عز قد نجح في حشد نواب الأغلبية تحت القبة، وأخذوا في التصفيق لحديث الدكتور شهاب عند كل فقرة من البيان، واستمر شهاب في إلقاء البيان وسط تصفيق حاد من الأغلبية واستهجان شديد من نواب الإخوان والمستقلين وبعض نواب المعارضة.

فيما زعم  شهاب خلال الجلسة، أن بعض التنظيمات "المتطرفة" المرتبطة بجهات خارجية حاولت استغلال الأنفاق الأرضية لاستهداف الساحة الداخلية، قد دفعت بعناصر إرهابية ومتفجرات وذخائر إلى داخل البلاد، مما أدى إلى ضبط عدد من المتسللين يحملون كميات من الأسلحة والقنابل والأحزمة الناسفة بهدف القيام بأعمال تخريبية لزعزعة الأمن والأضرار بالاقتصاد القومي.