6 / 5 / 2009

الإسكندرية / محمد صلاح : 

عقدت اللجنة العلمية بنقابة أطباء الإسكندرية جلسة علمية حول مرض أنفلوانزا الخنازير وطرق علاجها والحد من إنتشارها ؛ وذلك مساء أمس الأربعاءعلى هامش المؤتمر العلمى الرابع  " الجديد فى طب المعامل " .

عقدت الجلسة فى ختام اليوم الأول للمؤتمر ؛ والذى يستمر لمدة ثلاثة أيام بقاعة ميراج فى الإسكندرية برئاسة أ.د / أسامة رسلان أمين عام الجمعية المصرية لمكافحة العدوى وأ.د/ سامى خليل الأستاذ بقسم الفايروسات فى كلية الطب جامعة الإسكندرية بالإضافة إلى أ.د/ نشوى أبو خضر أستاذ الميكروبولوجى بكلية الطب جامعة الإسكندرية .

وعرضت د/ نشوى عرضا تفصيليا لمرض أنفلوانزا الخنازير بشكل خاص ، والأنفلوانزا بشكل عام مشيرة إلى أن الأنفلوانزا مرض يصيب الجهاز التنفسى وينقسم إلى قسمين الأول يسمى H والذى يحتوى على 15 نوع بداخله والآخر يسمى N وهو ما يصيب الإنسان والخنازير معا موضحة أن مرض أنفلوانزا الخنازير عبارة عن مرض مستوطن ؛ وعند زيادة الإصابات به يتحول سريعا إلى وباء وينتقل من الإنسان إلى الإنسان ؛ ومنه إلى الحيوان والعكس .

وأرجعت د / نشوى مرض أنفلوانزا الخنازير إلى الطيور التى أصيبت بمرض أنفلوانزا الطيور وتكون لديها نوع جديد من الفايروس H1N1 مؤكدة على أن هذا الفايروس لا يشكل خطورة كبيرة على حياة الإنسان بقدر ما يشكله النوع الأحدث منه والذى تحور داخل جسم الخنازير لينتج جيل جديد وهو ما عرف باسم أنفلوانزا الخنازير ويسمى H5N1  .

وأشارت إلى أن الكارثة التى يمكن أن تحدث هو أن يتم تحور هذا الفايروس داخل جسم الإنسان مشيرة إلى أن العالم لم يثبت حالة واحدة للتحور داخل جسم الإنسان ولكنه متوقع بشكل ضعيف فى الأيام القادمة .

وحذرت من سهولة إنتشار المرض الذي  ينتشر عن طريق اللمس ؛أو التعامل المباشر مع المرضى أو حاملي المرض ؛أو عن طريق الهواء ؛ وأشارت إلى أن  أعراضة تتطابق تماما مع مرض الأنفلوانزا العادية التى تصيب الإنسان فى الوقت الذى يعجز فيه العالم حتى الآن عن الكشف بطريقة سهلة وسريعة عن المرض داخل جسم الإنسان ؛ كما أنه لا يوجد له علاج حقيقى حتى الآن .

من جانبه دعا د/ سامى خليل إلى عدم القلق من عدم وجود علاج للمرض حيث أن المصل يمكن إعدادة وتركيبه وتجربته فى مدة تتراوح بين 4 : 6 أسابيع ؛مشيرا إلى أن العلاج الحالى لأنفلوانزا الطيور أو الخنازير والمعروف باسم (( التاميفلو )) لا يعالج المرض لكنه يوقف تحور الفايروس داخل جسم الإنسان موضحا أن تحور هذا النوع من الفايروس يمكن أن يؤدى إلى ظهور 256 نوع جديد من الفايروس والذى لم يظهر منه حتى الآن إلا نوع واحد فقط هو H5N1  .

بينما طالب د/ أسامة رسلان إلى عدم الهلع من الأمر قائلا :" الناس حتموت من الخضة مش من الأنفلوانزا " مؤكدا على ضرورة التوازن فى التعامل مع الأزمة فلا تهويل ولا تهوين للمرض .

وأكد رسلان على أن المرض لم يتحول إلى وباء حتى الآن وإلا أصدرت منظمة الصحة العالمية قرارات بمنع السفر من البلاد خاصة فى المكسيك والتى مات فيها 30 شخص بسبب هذا المرض الذى أصاب 1450 شخص فى العالم حتى صباح أمس ؛ منتقدا من يتحدثون عن الرحمة وعدم ذبح الخنازير متسائلا : " أين كان هؤلاء المتحدثين عن الرحمة يوم كانت هناك مجزرة فى غزة " .

وأشار رسلان إلى أن الطريق الأول ويكاد يكون الوحيد للوقاية من المرض هو : النظافة العامة والحرص على غسل الأيدى باستمرار خصوصا لمن يتعاملون مع الطيور أو الخنازير ؛مؤكدا على أن المسئولية للوقاية من المرض وعمل حملات التوعية تضامنية بين الدولة والأفراد والبيوت والجمعيات ومنظمات المجتمع المدنى .