متابعة - محمد عبدالعزيز :

قالت الناشطة مروة أبوزيد أنه قد وصلت إليها رسالة من أحد ذوي المعتقلين بطره، اسغاث بها فيها من المعاملة الغير آدمية التي يتعرض لها المعتقلون.

حيث قالت في تدوينة لها بموقع فيسبوك :
رسالة هامة جدا  هي:
اليوم وانا واقف مستني الطفطف عند سجن المزرعة كان في مأمورية طالعة ومنها عربة ترحيلات واقفة قريب مننا (العربية دي جاية من سجن العقرب) فحد نده علينا منها وقال "الحقونا الناس بتموت ف العقرب، سألته اسمك ايه قال لي فلان، فقلت له كمل انا سامعك ،قالي في انتهاكات وصلت للتحرش الجنسي ،وتعذيب قاسي جداً ،وفي ناس مقفول عليها بقالها ٨شهور ما شافتش الشمس" دا نص الكلام اللي قاله طبعاً الظباط والعساكر اتلموا وبعّدونا عن العربية وبعد كدا مشيت.

انشروا وافضحوا النظام في كل مكان.

أقل مايُعمل انقاذا لإخوانا في العقرب وفي سجون الظلم.

أما عن معاناة الزيارة في الأيام السابقة تقول سندس جمال روايتها لبداية مشهد زيارة شقيقها عمر المحبوس داخل السجن:

"الزيارة في سجن العقرب فتحت بلّغوا الأهالي، هكذا انتشرت العبارة، فوصلنا بعد شروق شمس اليوم بدقائق، لنجد من سبقونا من الفجر، ونرى أسراً تبيت أمام بوابات السجن من الساعة 2 فجراً".

كله يهون لكن أشوفه

وأضافت "فُتِح باب السجن (العقرب)، وبدأ الناس بالدخول كأنه تصوير بطيء، حتى أنك تظن أن مَنْ يدخل دخل بروحه، وترك جسده محشوراً وسطنا"، ناقلة عن والد أحد السجناء عبارة: "كله يهون لكن أشوفه وأطمئن عليه".

سندس جمال، التي كشفت عن منع بعض الأهالي من الزيارة في نهاية اليوم (لم تحدد أعدادهم)، خلصت في نهاية زيارتها إلى أن "زيارة العقرب وإن سُمّيت زيارة، لا تعلم منها إلا حديث الدقيقتين مع شقيقها".

"رابطة أسر معتقلي العقرب" قالت في بيان لها اليوم، ضمن نقلها رواية سندس جمال وأخريات: "نجح حوالي 200 أسرة في الوصول إلى أمام بوابة العقرب والكثير منهم لم يتمكن من الزيارة".

وأشارت الرابطة إلى جملة مما تراه انتهاكات حدثت، منها "وقوف الأهالي أوقاتاً طويلة، وبتعديل طوابير الانتظار لهم أكثر من مرة، ما أصاب أهالي السجناء بالقلق من وصول الساعة إلى الثالثة (موعد انتهاء الزيارة)، دون دخول، ما دفع إحدى الأمهات التي كانت تحمل طفلها إلى أن تنهار من البكاء وتترك أحد الطوابير، وتغادر السجن دون زيارة".

ودشنت الرابطة على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغات #‏افتحوا_الزيارة، ‫#‏زيارة_60دقيقة # زيارة_بلا_حائل، للمطالبة بحقوقهم في زيارة ذويهم من دون حائل.

منذ الفجر في طوابير مذلة

آية علاء، زوجة حسن القباني الصحفي المحتجز فى سجن العقرب، تحكي جزءاً من مشهد زيارات العقرب قائلة: "توجهت للزيارة في سجن العقرب وكنت أمام السجن من الخامسة فجراً تقريباً، وبداخل ساحة الانتظار الساعة 9 صباحاً، وانتظرت وأسرة زوجي، ما بين شمس وبرد حتى عصر اليوم في طوابير مذلّة، يأتون بها شمالاً ويميناً، وإلى الأمام والخلف، وسط افتعال مشاكل ومشادة من إدارة السجن مع الأهالي ورفضهم أننا نقوم بتنظيم أنفسنا".

وأضافت في روايتها: "كانت ما تسمى كذباً وزوراً، زيارة، عبارة عن 12 ساعة ذلّ، وعذاب، من أجل دقيقة واحدة وليست مبالغة، دقيقة واحدة بالثانية، يتم بعدها قطع الكهرباء في الكابينة (حائل زجاجي يجمع الأهل والمحتجز عبر هاتف)، خلاصة القول، هذه ليست زيارة، ولكن تعذيب ممنهج".

زيارة بعد منعها شهرين

مثلها تحدث محمد خطاب عن أزمة زيارة والدته لشقيقه الأكاديمي الاقتصادي البازر المسؤول الأسبق بوزارة المالية، عبدالله خطاب، بسجن العقرب، قائلاً: "بعد أكتر من شهرين منع للزيارة، وبعد 9 ساعات انتظار من الفجر ومعاناة أمام سجن العقرب، أمي وأختي تمكنتا من زيارة أخي اليوم".

وأضاف: "كانت الزيارة 4 دقائق عبر حائل زجاجي، كل فرد دقيقتين ورفضت إدارة السجن دخول ياسمين بنت أخي لرؤيته، وأرادت أمي أن تقنع الضابط بأن تتمكن من رؤية أبيها، ولكنه رفض".

وتختصر آية البارة معاناتها اليوم بعد إتمام زياتها لزوجها طه السلهوب المحتجز بسجن العقرب، قائلة: "الطابور كان رهيباً وكل حاجة كانت صعبة، والزيارة دقيقتين".

رحلة شاقة للزيارة

وفي شهادتها عبر صحفتها على فيسبوك، شرحت البارة حرصها على مطالبها بفتح زيارة حقيقة، قائلة: "أنا أقوم في الساعة الثانية منتصف الليل، وأسافر 3 ساعات لأصل لسجن العقرب، وأقف في طابور من أربع لخمسة ساعات، على الأقل، ثم ندخل استراحة السجن، ساعة أخرى، ثم يأتي الطَفْطَف (حافلة لنقل ذوي السجناء داخل السجن)، ونتظر وقتاً آخر ثم يتم تسجيل اسمنا في الزيارة، ونقعد وقتاً جديداً حتى نسمع اسم المعتقل، ثم ندخل استراحة ما بعد التفتيش، لمدة نصف ساعة أو ساعة".

وأضافت "بعد كل ما سبق ‏ندخل مكان الزيارة نجلس نحو نصف ساعة، وندخل الزيارة وندخل كابينة (حائل زجاجي)، ونرفع سماعة الهاتف ونستمر ‏دقيقتين لثلاثة، والله والله لا يتجاوز 3 دقائق لـ٣ أشخاص كل واحد دقيقة، ثم نعود لمنازلنا بعد السادسة إن كنا محظوظين".

إلغاء الزيارات

وكشفت "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" ، في بيان لها عن وجود انتهاكات في زيارات سجن العقرب اليوم، بعضها متمثل في قصر وقت الزيارة، وعدم دخول الأطعمة والأغطية، وإلغاء زيارات كثير من الأهالي.

راجية عمران، الحقوقية المصرية عضوة المجلس القومي لحقوق الإنسان (الحكومي)، قالت إن "المجلس تحدث في جلسة أخيرة له عما يتحدث عنه الأهالي من وجود انتهاكات في سجن العقرب، من صعوبة في دخول الأدوية والأغطية والأطعمة، والزيارة القصيرة، وطالبنا من وزارة الداخلية بزيارة عاجلة للمجلس، لكن لم تحدد بعد".

وحول ما أثاره الأهالي من انتهاكات أثناء زيارة العقرب اليوم، أضافت عمران: "سمعت بعض ما تم، ونحن لنا تواصل مع بعض الأهالي، ونرصد الانتهاكات، ونعجل بزيارة السجن، ونحاول تصحيح الوضع".