هاجمت ميسون المصري، شقيقة المعتقلة ماهينور المصري، تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان وتصريحات محمد فائق، رئيس المجلس، بعدم مقابلة ماهينور في السجن.

ونشرت حملة "الحرية للجدعان" تصريحات ميسون التي قالت فيها: "فوجئت منذ أيام قليلة بالمؤتمر الصحفي للمجلس القومي لحقوق الإنسان، والتي جاءت اللجنة لتعلن فيه نتائج جولتها داخل عدد من السجون.. شعرت بالهزل الشديد وأنا أسمع نتائج الجولة، التي أعلم تمام العلم من خبرتنا مؤخرا بالاحتكاك بعالم السجون أنها غير صحيحة بالمرة".

وأضافت ميسون "لكن ما أثار غضبي واشمئزازي حقا من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم مدافعين عن حقوق الإنسان، هو كم الكذب والتلفيق في ادعائهم بأن ماهينور- كما ادعى محمد فايق رئيس المجلس القومي، والمحامي حافظ أبو سعدة عند زيارتهم لسجن دمنهور- لم تكن هناك، محاولين أن يخفوا تقصيرهم وراء كذب وتضليل بأنها ربما تكون خرجت لجلسة تحقيق؛ لأن الحقيقة أن ماهينور كانت هناك ولم يطلب منها أحد مقابلة أعضاء المجلس، والمعروف لدى الجميع أن ماهينور محكوم عليها حكم نهائي، فأي جلسة تحقيق يتحدثون عنها؟!".

وتابعت.. "في يونيو 2015 تقدمت المحامية وفاء المصري- محامية ماهينور- بشكوى للمجلس القومي لحقوق الإنسان باسم ماهينور، من ازدحام العنابر وتكدسها إلى جانب غلق السجن كل منافذ الهواء داخل الزنازين. وكان أقل ما يجب على المجلس أن يذهب عند زيارته لسجن دمنهور ليقابل صاحبة الشكوى ويحقق في استجابة السجن لحلها، ولكن هذا لم يحدث".

وقالت: "أخبرتنا ماهينور بكل ما تجاهل المجلس سماعه، ولكم بعض مما جاء في حديثها، التي أرادت أن يصل للجميع نظرا لتعذر خروج أي مقالات أو بيانات بخط يدها من داخل محبسها، فهذا أيضا ممنوع ضمن عدد كبير من الممنوعات في السجون، لذلك حاولنا حفظ كل ما قالت في ذاكرتنا حتى ننقل كل ما قالت. ما أخبرتنا به ماهينور في زيارتنا لها، بعد زيارة المجلس لسجن دمنهور بأيام، أنها علمت بقدوم وفد المجلس، ولكنَّ أحدا لم يطلب زيارتها".

والمضحك في الأمر أن الشخص الوحيد الذي جاء ليتحدث معها كان لواء شرطة من سجن برج العرب، جاء مرافقا للوفد، وذهب ليتحدث معها حول وضع صديقها يوسف شعبان في سجن برج العرب، في حين كان من ضمن أعضاء الوفد الناشط سابقا محمد عبد العزيز، أحد مؤسسى حركة تمرد، والذي كان يعرف ماهينور معرفة شخصية، ولكنه لم يخطر بباله أن هذا السجن يضم رفيقة له، "لتسقط له آخر ذرة عذر في نفس ماهينور" كما أخبرتنا في الزيارة".

وتابعت "أخبرتنا ماهينور في زيارتنا لها أنه قبل زيارة المجلس للسجن، يوم 23 أغسطس بأسبوع، كانت هناك تحضيرات مبالغ فيها داخل السجن، من طلاء مباني السجن وتعليق بوسترات وتركيب مراوح جديدة (بعدما قضت السجينات موجة الحر العنيفة دون اهتمام بإصلاح المراوح التي من شدة بطئها لا تشعر بوجودها)، والتأكد من أن الشفاطات تعمل (رغم الشكاوى المتعددة بعدم عملها)، وانتهى الأمر بتركيب شبكة كرة طائرة داخل السجن، مع أنه في الأساس ممنوع على السجينات الخروج من العنبر الرئيسي.

وجاءت اللجنة الممزوجة بوجوه قبيحة تحسب على أنها من المدافعين عن حقوق الإنسان، إلى جانب رتب الداخلية الذين رافقوا الوفد خطوة بخطوة. وسار الوفد في الجولة السياحية التي أعدتها الداخلية، يدخلون العنابر التي يسمح لهم بالدخول فيها فقط، تلك التي لن يجرؤ من بداخلها على التحدث عن الانتهاكات التي تحدث بالداخل. أخبرتنا عن المعاملة السيئة داخل مستشفى السجن، أو كما تسميها "المشرحة"، حيث تواجه السيدات التعذيب بالضرب على يد الطبيب المعالج، وهو ما أدى لوفاة سجينة قبل العيد الصغير.

"بينما لم يذهب المجلس الموقر لزيارة مستشفى السجن من الداخل، أخبرتنا عن قسوة التفتيش بعد العودة من الجلسات، حيث تجبر السيدات- الذين أكثرهن من كبار السن ومن الغارمات- على المبيت يوما كاملا في غرفة ضيقة ( تحتوي على كل من كان في جلسة، أيا كان عددهن)، اللاتي يتم التفتيش بتعريتهن من الحارسات، ثم ينتظرن لليوم التالي ويضطرن لقضاء حاجتهن أمام الحارسات، وأن لم يفعلن يبتن يوما آخر. حدثتنا عن عدم وجود موعد محدد للتمام والفتح، حيث إنه في الأيام العادية يغلق حوالي الساعة الثانية ونصف، وهو وقت غير كافٍ لإعداد الطعام، بسبب الانقطاع المستمر للماء والكهرباء (بعد جهد ومفاوضات كثيرة، أصبح التمام في الساعة الرابعة)".

"وحدثتنا عن الليالي التي يقضيها السجينات في الصراخ لمحاولة جذب النظر؛ لأن هناك مريضة في العنبر أو امرأة تلد، حتى إنه في مرة ولدت امرأة داخل العنبر بسبب تأخر الفتح عليها لساعة ونصف، حدثتنا عن محاولتها المستميتة في الاطلاع على لائحة السجن، والتي انتهت برد المأمور مؤخرا "مش من حقك"، وكأنها سر مقدس وليس لائحة لتنظيم نظام السجن وحقوق المسجونين، من حق كل سجين أن يعرف ما له وما عليه فيها".

"حدثتنا عن أن عنبر المخصوص (الإعدام) واجهوا موجة حر مميتة داخل الزنزانة ذات الطاقة الصغيرة، المتروكة بلا تهوية. كانت ماهينور ستحدثهم عن مدة الزيارة التي تتبع مزاج الإدارة، يوم تكون 15 دقيقة ويوم آخر نصف ساعة، وبعد إصرار وصراعات استطعنا أن نصل إلى 45 دقيقة، في حين أن لائحة تنظيم السجون تنص على أن المدة القانونية للزيارة هي 60 دقيقة. كانت ستحدثهم ماهينور عن الغارمات، اللاتي كن ينتظرن بنية حسنة الوفد لتشكين لهم انتظارهن لوعود الدولة، بأنه لن تكون هناك غارمات في مصر بحلول نهاية العام".