عث الداعية الإسلامي المعتقل الدكتور صلاح سلطان، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، برسالة من محبسه بمناسبة مرور عام على اعتقاله، يثبت فيها من في الخارج ويبشرهم أن النصر قريب.
نص الرسالة ( ج 3 )

وقد عشتُ بين نورين وليس نارين: نور الصبر الجميل على منعي من ولدي الكبير وحبيبي الأثير السجين محمد شهورا طويلة، ونور الصبر الطويل على ولدي المضرب عن الطعام منذ 240يوما الآن، وكان جسما فارعًا فصار هيكلًا فارغًا، لكني أسمع القرآن والدعاء منه كأننا معا في مقام في السماء لا الأرض، فإذا نزلت فهناك آلام مع كل لقمة أطعمها كأنها العلقم؛ لأن ولدي وصاحبي السجن محمد مضرب تمامًا، في إرادة مبهرة ومدهشة للجميع بفضل الله، ولطالما وضعت أذني على فمه وأنفه اتحسس هل لا يزال حيا يتنفس؟ ويغمى عليه ولا مغيث إلا الله، فكأني أموت كل يوم مرارا، لكن كل هذا لم يزدنا معا إلا قوة وإصرارا، ورباطا على الحق حتى نلقى الله تعالى، ويبدو أن محمدا دخل السجن لأنه ابن القيادي صلاح الدين سلطان، وسنخرج بإذن الله - وأعرَف بأني أبو البطل محمد سلطان.

وأبشركم إخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي، بأن الأمل يسبق العمل، والفرج قريب، وأني والله ما دعوت لكم في حياتي كما دعوت بالليل والنهار في سجداتي، وفي خلواتي مع ربي، بما يزيد عن عشر سنوات من الدعاء لكم، فاسعدوا بذلك وأرجوكم أن تكثروا لنا من الدعاء، وكلي رجاء أن يكون الدعاء مشفوعا بحمل أمانة "الحرية لرسالتي"، و" تحرير الأسرى والأقصى والدي وفلسطين".

فإذا لم تستطيعوا أن تطلقوا جسدي الضعيف من السجن لأن هذا بيد الله وحده، فإن قوتي في رسالتي، وهي سبب سجني، وبين أيديكم كتبي وأبحاثي وخطبي وبرامجي الفضائية، وأقدم لكم مشروع تلاميذي العلمي والتربوي، ومشروع القادة الربانيين، وكل ذلك موجود على صفحاتي وعلى الانترنت، فكلي رجاء أن تحرروا رسالتي، فإذا حملتم الرسالة وأوصلتموها إلى كل مكان في العالم، إلى موضع كل خف وحافر، إذا ترجمتموها، فإنكم تدخلون في دائرة دعواتي الخاصة مرات عديدة في اليوم الواحد لطلابي النبغاء، حملة أمانة تحرير الأقصى إنها دعوات يشهد الله أنها من أعماق القلب ومن سويداء الفؤاد، لكل من حمل شيئا مما رزقني الله، من فيض علمه سبحانه وتعالى، والله ما كتبت كلمة إلا وكان بين ناظري قوله تعالى: "بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ" (الدخان:80)، وقول الشاعر: و لا تكتب بخطك غير شيء * يسرك في القيامة أن تراه و كذا من كان قوله وفعله نصرة غزة العزة و فلسطين.

فبين أيديكم رسائلي حرروها قبل أن تفكروا في تحرري، ينالوا خيرا، ولم يحققوا هدفا، فماذا عسى أن يكون هذا الجسد! نحن سنذهب إلى الطين والتراب والقبر لكن أرواحنا تشف وترقى وعلم ينتفع به أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له.. وانتم جميعا أبنائي وبناتي أحبكم في الله جميعا حبا جما، فأرجوكم أن تكون هذه العناية بكتبي وأبحاثي ومقالاتي وبرامجي خاصة عن مسرى الحبيب هي الوصال بيننا، هي التحدي لمن ظلمنا، لمن حرمنا أن نلقاكم وجها لوجه، لكني ألقاكم في الرؤى كما ذكرت، ولن يحرمني الله عز وجل لقياكم. " وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا" (الإسراء: 51). "نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" (الصف:13) وإن غدا لناظره لقريب..


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته