علي شعبان أبو الغيط خليل، طفل يبلغ من العمر 15 عاما، لكن التهمة الموجهة له، قتل عمد لـ22 من مشجعي نادي الزمالك، والشروع في قتل المصابين، وترويع المواطنين امام استاد وزارة الدفاع.

لم يكن على على علم بما يدور خارج استاد وزارة الدفاع، أثناء مبارة انبي والزمالك، ولكن بين الشوطين، اتصل به شقيقه الأكبر مصطفي ليخبره، ويطلب منه الانتظار داخل المدرج حتى انتهاء المباراة لوجود اشتباكات في الخارج، وهو بالفعل ما فعله علي.

في الثانية عشر عقب منتصف الليل وصل علي بصحبه خاله أشرف حمدان قاسم، إلى منطقة المريوطية هرم، لكن عقب مشاجرة مع سائق توكتوك علي الأجرة أثناء مرور سيارة الشرطة، أُخٌذوا إلى قسم الهرم، عند دخوله للقسم وسؤاله "أنت جاى منين"، وكانت إجابته" من الماتش"، وكانت تلك التهمة.

توجه مصطفى شقيقه بصحبه والده إلى القسم، بعد أن أخبره أحد أصدقائه بأنه قبض عليه، إلى قسم الهرم، والذى أنكر وجوده، لكن صوت صرخات علي، كانت دليلا على وجوده بالداخل، وفقا لـ"مصطفي شعبان".

يضيف مصطفي لـ"مصر العربية"، أن والده عندما أخبر القسم أن هذا صوت ابنه، طردوه خارج القسم، وفي العاشرة صباحا قرروا إرسال تلغراف للنائب العام، باختفائه، لكن في الثالثة عصرا شَهد علي يخرج من مدرعة شرطة أمام قسم أبو النمرس بكلابشات في يده.

الثلاجة

كانت "الثلاجة"، مكان احتجاز علي لمدة 7 أيام، وهي كما يصفها شقيقه، غرفة بها كافة أنواع التعذيب، مساحتها متر ونصف، تعرض فيها للصعق بالكهرباء حتي التاسعة من مساء اليوم التالى، ثم رُحل إلى قسم أول مدينة نصر وتكرر معه التعذيب، ليعرض علي النيابة 12 مساء، وجُدد له 15 يوما وعاد لقسم أبو النمرس.

يشير مصطفي إلى أنه لم يتعرف عليه وقت العرض علي النيابة، لكثرة أثار الضرب الذى تعرض له، وارتدائه ملابس كبيرة الحجم، مضيفا: "فضل قاعد في الثلاجة 5 أيام، ولا شفناه ولا دخلنا له أكل، ولا نعرف ما يحدث معه، ولما وصلت له أنا ووالدتي عن طريق أحد العاملين في القسم  مستحملش انها تحضنه من كتر الضرب في جسمه، علامات حمراء وزرقاء، وأثار للكهرباء فى كل مكان".

لم يستطع علي رواية ما حدث لشقيقه إلا بجملتين: "انا كنت بتضرب ساعتين أو 3 وأنا مش عارف أنا بتضرب ليه، كل اللى رايح واللى جاى ضربني، وعلقوني فى السقف".

أزمة تنفس

وفقا لشقيقه فإن علي يعاني من ربو على الصدر، وخلل فى وظائف الكلي، ومياه بالعين اليسري، ولكن عند تعرضه لأزمة تنفس داخل القسم، ذهب مصطفى ووالده بطبيب لكنهم رفضوا دخوله.

أشار مصطفى إلى أن عربة الاسعاف لم تصل إلا عقب ساعتين، وكل ما فعلوه إخراجه من الزنزانة إلي الممر الخارجي ليستطيع التنفس، وبعد عودته لها تعرض للعقاب وعدد من المحتجزين لإجباره على معرفة كيف علم أهله بمرضه.

تابع مصطفى: "مكنش هاممهم إن طفل ممكن يموت فى حجز 3 متر فيه 50 فرد، ورفضوا دخول العلاج، وبعد 3 أيام من المحاولات قدرت أدخل له بخاخة للصدر".

أوامر

أوضح مصطفى أنه عندما تحدث لوكيل النيابة لإخلاء سبيله كان الرد: "مفيش في إيدى حاجة دى أوامر"، موضحا أن تجديد الحبس لم يتم إلا بعد ساعتين لانتظار وكيل النيابة للأمر، معلقا: "مصير طفل بمكالمة تليفونية".

لا تستطيع أسرة علي رؤيته إلا من خلال باب حديدى، ممنوع إدخال أيديهم للسلام عليه، مدتها لا تتعدى 3 دقائق، أو 5 دقائق عقب دفع الأموال، بحسب مصطفي شقيقه.

اختتم مصطفي حديثه قائلا: "علي مشكلته أنه بيحب الكورة، ولو كنت أعرف انها جريمة كنت منعته منها".