"بطانية لكل معتقل"، مبادرة إنسانية أطلقها عدد من الشباب المستقلين، بهدف رد الجميل للأحرار والحرائر الذين دفعوا حريتهم ثمنًا للمطالبة بحرية الجميع, فى محاولة متواضعة منهم لتخفيف برد الزنازين عنهم وما يعيشون فيه من أوضاع مأساوية داخل سجون العسكر "المبادرة لاتقبل تبرعات مادية " .. كانت هذه أحد الشروط التى وضعها الشباب أصحاب المبادرة، عبر صفحتهم على الفيس بوك, مؤكدين أن المبادرة تجمع فقط التبرعات العينية والتى لا تقتصر على البطاطين, وانما يتم قبول ملابس شتوية مثل “أطقم الكلسون الداخلية – شرابات بيضاء – دفاية يتم فرشها فوق البطانية”، بجانب البطاطين.

وأوضحوا أن طريقة وصول التبرعات ستكون من خلال الزيارات والتواصل مع أصدقائهم بالداخل.

"الحرية والعدالة" تحدثت إلى أحد الشباب الداعين للمبادرة، وهو الناشط "إسلام سمير"، والذى أكد أن أهم ما تهدف إليه المبادرة هو إشعار الثوار داخل سجون وزنازين العسكر, أن الثوار بالخارج لم ينسوا ما بذلوه من تضحية من أجل حرية هذا الوطن, مؤكدًا أن المبادرة تهدف إلى تجميع 40 ألف بطانية بعدد المعتقلين الذين يعيشون أوضاع مأساوية داخل السجون ومنهم من يموت بالفعل من البرد داخل الزنازين دون أن يشعر به أحد.

وأشار إلى أنه رغم أن المباردة لاتزال فى الأيام الأولى من تدشينها؛ إلا أنها لاقت تجاوبًا كبيرًا من المحافظات المختلفة، وعلى رأسها محافظة الإسكندرية؛ حيث تم التبرع بعدد كبير من البطاطين فضلاً عن عدد كبير من أطقم الكلسونات والشرابات.

ولفت إلى أن المبادرة ستكون مرحلة أولى لمبادرات أخرى كثيرة جميعها تصب فى صالح الأحرار داخل سجون العسكر، مشددًا على أن هذه المبادرات لن تنتهى إلا بخروج جميع المعتقلين من السجون.
وأضاف: أنهم يعملون بالتعاون مع عدد من المحامين لتجميع معلومات عن جميع المعتقلين السياسيين داخل السجون لمساندتهم ومساندة ذويهم.

وأوضح أنهم لايقبلون، فى مبادرتهم، التبرعات المادية؛ وإنما يقبلون التبرعات العينية فقط، وأن طريقتهم فى توزيع ما يتم تجميعه من بطاطين سيكون عن طريق أهالى المعتقلين أنفسهم، مشيرًا إلى أنهم حرصوا فى الإعلان عن المبادرة بوضع شروط للبطاطين التى يتم التبرع بها، والتى تتمثل فى أن تكون البطانية ذات طبقة واحدة وليس طبقتين حتى لا يتم منعها من إدارة السجن.

وأكد سمير، فى تصريحاته لـ "الحرية والعدالة"، أن المبادرة يقودها شباب مستقلون ليس لهم أى انتماءات سياسية؛ وإنما يجمعهم الرغبة فى مساندة شركاء الميدان من الثوار الذين زج بهم فى سجون العسكر دون أن يرتكبوا أى جرم سوى أنهم خرجوا ليطالبوا بالحرية لهذا الشعب الذى عانى طويلاً من الظلم، لافتاً إلى أن المتجاوبين مع المبادرة تتعدد، هم الآخرون، انتمائتهم السياسية، فمنهم من ينتمون للتيار المدنى، ومنهم من ينتمى للتيار الإسلامى، ومنهم من هو مؤيد للانقلاب ولكنه رافض للظلم الذى يقع على المعتقلين، مؤكدًا أن المبادرة وما سيتبعها من مبادرات أخرى ستكون فرصة لتحقيق الاصطفاف الوطنى الذى يسعى إليه الجميع.