جسدت الطالبة أسماء حمدي، بنت الـ22 ربيعا، نموذجا للتحدي والإبداع من خلال صنعها لحقائب صوفية وأوشحة يدوية داخل المعتقل، مكتوب عليها "صنع في السجن"، ما أثار اهتمام كثير من الأوساط الإعلامية الأجنبية، وهو ما نستعرضه في السطور التالية:

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية: "إن طالبة طب الأسنان، أسماء حمدي، التي اعتقلت بسبب احتجاجها ضد النظام الحالي, ترسل من خلال حياكتها لحقائب من الصوف من داخل السجون المصرية رسالة مفادها "أن خيالها حر، ولا تستطيع القضبان تقييده"، مشيرة إلى أن رفيقات أسماء في المعتقل طلبن منها بعض الحقائب لعائلاتهن بعدما كانت تصنعها لأصدقائها وأفراد عائلتها فحسب"، ونقلت عن إبراهيم رجب، خطيب أسماء، قوله: "إن الرسالة التي تريد أن تبعث بها هي "حتى لو سجنتمونا، فلن يمكنكم إيقافنا، فأرواحنا حرة. ومهما حدث، فلن يوقف السجن خيالنا، وكما تقول أسماء دوما، نحن أقوى من الانهيار".

وتحت عنوان "دع الخيال ينطلق بلا قيود من وراء قضبان السجن", كتبت صحيفة "ذا هندو" الصادرة باللغة الإنجليزية، نقلا عن عائلة أسماء أنها حاكت حوالي 50 حقيبة بسعر 6 جنيه إسترليني للواحدة (حوالي 70 جنيه مصري)، كما اقترحت في رسالة أخرى أنها ربما تهجر طب الأسنان لتعمل في مجال التصميم، إلا أن خطيبها قال "إن المال ليس هو الهدف الرئيسي"، مشيرة إلى  أن أسماء كانت واحدة من مئات طلاب الجامعات المصرية الذين زجوا بالسجن لفترة بسبب احتجاجاهم على الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في يوليو 2013".


في ذات السياق، قالت مجلة "جود""إن أسماء تقضي فترة بالسجن خمس سنوات داخل السجون المصرية، لكنها وجدت ما يشغل وقتها من خلال حياكة حقائب اليد من الصوف"، مضيفة "كما توسعت أسماء في صناعتها لتشمل الأوشحة والأساور، بينما أجبرت سلطات السجن أسماء على إزالة " صنع في السجن" قبل تصديرها لخارج الأسوار"، مضيفة أن أسرتها يحضرون لها في كل زيارة كيلوجرام من الصوف، وبعد أسبوعين تسلمهم المنتجات النهائية و تتزود منهم بالصوف للتشغيلة القادمة".

بينما وصف موقع "كايرو سين"ما تفعله أسماء بأنه الإبداع وراء القضبان، بدأ كهواية ثم أصبح سريعا خط صناعة حقائب يستحوذ على اهتمام الجمهور الدولي"، مشيرة إلى أن ما تفعله أسماء يجعلها تبدو أكثر تماسكا ويؤكد أن السجن لن يكسرها"، ونقل الموقع عن منال صابر والدة أسماء "إن إدارة السجن ترفض تسمية "صنع في السجن" وكأنها تعيش في حديقة أو شيء من هذا القبيل"، كما قال خطيبها "إن أسماء موجه لها سبع تهم خيالية: بأنها أضرمت النار في كافيتريا الكلية وهاجمت أمن الكلية، لكن كل من يرى أسماء يعرف أنها لا يمكن أن تفعل هذه الأشياء".

أما موقع "العربية" الصادر باللغة الإنجليزية فقد أبرز أن خط صناعة "أسماء حمدي" أصبح شائعا خاصة على صفحتها على الفيسبوك"، ونقلت عن الجارديان قولها "إن أسماء استطاعت أن تتجاوز الانقسام السياسي، حيث تشاركت أسماء زنزانة واحدة مع ماهينور المصري، المناهضة لمرسى".