اشتكى ثمانية مواطنين معتقلين بسجن المنيا العمومي من تعرضهم لانتهاكات جسيمة ومعاملة سيئة لم يسبق لها مثيل، حيث يواجهون الموت في كل ساعة، من قبل قوات أمن الانقلاب، منذ اعتقالهم فى أكتوبر الماضي.
 
المعتقلون تم اختطافهم من منازلهم منذ الثامن من أكتوبر 2014، وظلوا مغيبين قسرًا لمدة أسبوع بأكمله، لا يعلم عنهم أهاليهم شيئًا، حتى تم تحرير محضر لهم برقم (10623) لسنة 2014 إداري بندر المنيا، وتم عرضهم على النيابة يوم الأربعاء 15 من أكتوبر الماضي، فيما وجهت لهم تهم: "تكوين خلية إرهابية بالمنيا مسئولة عن وقائع تفجير العديد من العبوات الناسفة بنطاق المحافظة"، وهو ما أنكره المعتقلون جميعهم أمام النيابة.
 
تعرض المعتقلون أثناء فترة التغييب القسري لشتى أنواع التعذيب البدني والنفسي، وظهر منه كدمات وإصابات شديدة، حسب رواية الأهالي، وهو ما ظهر في الفيديو الذي أذاعته داخلية الانقلاب، حيث أجبرهم ضباط الأمن الوطني على الاعتراف بتهم وجرائم لم يرتكبوها، بينما رفضت مستشفى السجن إجراء كشف طبي عليهم، كما رفضت النيابة طلب محاميهم بإجراء الكشف الطبي عليهم، وهو ما يثبت تواطئًا مفضوحًا، وتعنتًا غير مسبوق من شتى الجهات الأمنية والقضائية في التعامل مع هؤلاء المواطنين.
 
تم نقل المعتقلين إلى سجن المنيا العسكري، الذي ظلوا فيه عدة أيام قبل أن يتم ترحيلهم إلى سجن المنيا العمومي، وإيداعهم في زنازين تأديبية، كل 4 أفراد في زنزانة واحدة حجمها 2 متر x 2.5 متر، (بحسب ترتيبب المعتقلين اللاحق؛ تم وضع الأسماء من 1 : 4 في زنزانة، والأسماء من 5 : 8 في زنزانة أخرى).
 
وبحسب أهالي المعتقلين، لا يسمح لذويهم في اليوم إلا برغيف خبز وكوب ماء، وتم منعهم من التريض، ولا يسمح لهم بدخول دورة المياه سوى مرة صباحًا وأخرى مساء ولا تزيد المرة الواحدة عن خمس دقائق، ولا يرى المعتقلون بعضهم بعضًا إلا في وقت دخول دورات المياه.
 
كما يشكوا المعتقلون من أن الزنازين مليئة بالحشرات والصراصير والبقِّ والعقارب، حيث تم قتل عقرب كبير منذ أيام بواسطة أحد المعتقلين، ولا توفر لهم إدارة السجن المياه لغسيل ملابسهم، ولا تسمح بدخول الملابس النظيفة إليهم من قبل ذويهم إلا الشيء اليسير، كما يشكون من عدم توفر الكهرباء أو أي أنوار بالزنازين، باستثناء ضوء النهار الطبيعي، وأنهم يظلون من الرابعة قبيل المغرب وحتى السادسة صباحًا في ظلام دامس.
 
ولاحظ أهالي المعتقلين في الزيارتين الأخيرتين أن ذويهم يرتعشون من شدة البرد، وأن لون جلدهم تغير، وظهرت عليه آثار بقع حمراء وتورمات جراء لسع الحشرات، واشتكى المعتقلون من بطاطين السجن، الخفيفة، والممزقة، والمليئة بالحشرات، في حين ترفض إدارة السجن دخول بطاطين لهم من قبل ذويهم.
 
وقال المعتقلون لذويهم إن غالبيتهم يشكون من وجود أملاح زائدة بجسمهم، وبعضهم أصيب بالصديد بسبب احتباس البول، والبعض الآخر يشتكي من البواسير، في حين أن إدارة السجن لا تحرك ساكنًا.
 
وفجر محامو المعتقلين مفاجأة إذ قالوا إن المحكمة أوعزت إليهم أن المعتقلين ليسوا على ذمة أمن الدولة، ولكنهم موجودون بسجن التأديب بناء على توصية من أمن الدولة، وهو ما يفسر المعاملة القاسية التي يتلقاها المعتقلون.
 
بينما يشكو الأهالي من ضيق وقت الزيارة الذي يتراوح من 7 : 10 دقائق على الأكثر، كما يشكون من تضييق إدارة السجن في إدخال الأطعمة لذويهم، والتفتيش العشوائي فيها الذي يفضي إلى إفسادها واختلاط بعضها ببعض.
 
كما أبدوا قلقهم الشديد علي ذويهم، وأنكروا تمامًا كافة الاتهامات التي وجهتها لهم نيابة الانقلاب، والتي على إثرها يتم تجديد حبسهم بشكل دوري.
 
والمعتقلون الثمانية هم:
 
(1 علي عبد المنعم محمد (27 سنة) - طبيب بيطري - ومقيم بشارع عاكف ببندر سمالوط.
(2 أحمد فتح الباب عبد الحي (40 سنة) - مندوب مبيعات - ومقيم بقرية الشراينة مركز سمالوط).
(3 مصطفى أحمد يحيى محمد (20 سنة) - طالب بكلية الصيدلة جامعة المنيا - ومقيم بقرية بني أحمد الغربية بمركز المنيا).
(4 محمد حسن محمد الحسيني (33 سنة) - مهندس - ومقيم بقرية دمشير بمركز المنيا).
(5 أحمد فراج عبد الغني ( 23 سنة) - طالب بكلية طب الأسنان - ومقيم ببندر سمالوط.
(6 الطاهر يحيى محمد حسين ( 43 سنة) - فني بهيئة المساحة - ومقيم بمساكن المهندسين بحي شاهين).
(7 عبد الرحمن حسن محمد الحسيني (21 سنة) - طالب بكلية الهندسة - ومقيم بقرية دمشير.
(8 لؤي محمد أبو بكر حسن، وشهرته أبو جاسر (28 سنة) - مهندس بجامعة المنيا - ومقيم بعزبة شاهين بمدينة المنيا).