21/11/2010

أكد عبد المنعم عبد المقصود، محامي جماعة الإخوان المسلمين، أن حملة الاعتقالات ضد مرشحي ومؤيدي الجماعة زادت خلال الأيام القليلة الماضية بشكل غير مسبوق، حتى وصل عدد المقبوض عليهم حاليًّا إلى 1206 معتقلين، موضحًا أن الأجهزة الأمنية لا تزال مستمرة في احتجاز السيدات والمرشحين؛ حيث تمَّ القبض على 8 مرشحين و7 سيدات، في أكثر من محافظة، قبل الإفراج عنهم في وقت سابق.

وأوضح أن أجهزة الأمن عرضت المعتقلين على النيابة العامة بتهم ملفَّقة، والتي أمرت بحبس 702 منهم، وإخلاء سبيل الباقي، فيما شملت الاعتقالات 22 محافظةً، على رأسها محافظة الشرقية 241 فردًا، تليها الإسكندرية 203 أفراد.

وأكد أن المخاوف من تزوير الانتخابات بدأت تتحقق، بالتضييق الشديد على مرشحي الإخوان في غالبية محافظات مصر، ومحاولات منعهم من التواصل مع الجماهير أو نشر دعاياتهم الانتخابية، في الوقت الذي يتم فيه تسخير كل إمكانات الدولة الخدمية والإعلامية للترويج لمرشحي الحزب الوطني، وذلك بالمخالفة للقانون والدستور الذي يوجب المساواة بين جميع المرشحين.

وأضاف أن التضييق وصل لدرجة ممارسة العنف والبلطجة ضد الإخوان؛ من أجل منعهم ومؤيديهم من مواصلة الطريق، ودفعهم إلى ترك الساحة خاليةً أمام الحزب الوطني؛ وهو ما يعني أن هناك نيةً مبيتةً لإقصاء مرشحي الإخوان، والحيلولة بينهم وبين الوصول إلى البرلمان المقبل، خاصةً هؤلاء الذين كان لهم دور كبير في فضح فساد الحكومة والحزب الوطني في البرلمان السابق.

وأوضح أنه وبالرغم من كل تلك التضييقات والاعتقالات، فإن مرشحي الإخوان عقدوا العزم على مواصلة المسيرة؛ للتعبير عن الإرادة الحرة للشعب المصري، والحيلولة بين الحزب الوطني وتزوير إرادة الناخبين، ومنعهم من التعبير عن آرائهم بحرية وشفافية تامة.

وتابع عبد المقصود قائلاً: إن ما يتم مع مرشحي الإخوان يضر بمستقبل الوطن، ومن شأنه أن يعيد مصر إلى الوراء عقودًا طويلة، في وقت تنهض فيه مختلف دول العالم بما في ذلك النامية، وتتقدم بوتيرة متسارعة إلى الأمام.

وأشار إلى أن الاعتقالات تعبِّر عن عجز الحزب الوطني، وعدم قدرته على منافسة مرشحي الإخوان، ما يجعله يلجأ إلى التزوير خوفًا من تأثير الإخوان القوي في الجماهير، وقدرتهم على إحداث فارق كبير في نتيجة تلك الانتخابات إذا ما أُتيحت لهم الفرصة للمنافسة الشريفة.

وحذَّر محامي الجماعة من استمرار تلك الحملة التي من شأنها أن تنشر العنف والبلطجة في مصر؛ ما قد يؤثر في أمنها واستقرارها، مطالبًا بضرورة احترام القانون والدستور، وكفالة الحقوق والحريات، وترك الساحة للمنافسة الشريفة ما بين الحزب الوطني والمعارضة المصرية، بما فيها الإخوان المسلمون؛ خاصةً أن الإخوان قد أعلنوا المنافسة على أقل من 30% من المقاعد.

وأشار إلى أن مصر تمر بمنعطف خطير، يحتاج تضافر جهود كل القوى والمؤسسات المدنية والإعلامية؛ من أجل أن تخرج الانتخابات البرلمانية الحالية بطريقة ديمقراطية وشفافة؛ حرصًا على حاضر هذا الوطن ومستقبل أبنائه.

وأكد عبد المقصود أن "العالم كله يترقَّب نتيجة تلك الانتخابات، وهو ما يحتِّم على النظام أن يسهر من أجل إخراجها بشكل ديمقراطي نزيه وشفاف؛ حرصًا على صورة مصر ومكانتها أمام العالم أجمع، خاصةً أن لذلك انعكاسات إيجابية كبيرة على الاقتصاد المصري، إذ من شأنه أن يزيد من ثقة المستثمرين الأجانب في الاقتصاد المصري، ويؤكد لهم أن مصر تتمتع بالأمن والاستقرار".