استهدف مجموعة من المسلحين المجهولين حي المسلمين في بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى، اليوم الأحد، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرون بجروح.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه المدينة، تصويتاً على مشروع الدستور الجديد الذي من المنتظر أن يضع حداً للمرحلة الانتقالية التي تشهدها البلاد منذ عامين.
وفي تصريح للأناضول، قال أحمد ديليريس، عضو مكتب المسلمين في أفريقيا الوسطى، وهو أيضا أحد المشرفين على اقتراع اليوم بمركز "بايا- دومبيا"، بحي "الكيلومتر 5"، معقل المسلمين في العاصمة، إنّ "شخصا لقي حتفه، فيما أصيب آخرون بجروح، إثر فتح مسلّحين النار على سكان الحي".
من جهته، قال المتحدّث باسم المسلمين بالحي نفسه، عثمان أباكار، إن "كريم ميكاسوا، المرشح الرئاسي لانتخابات الـ 27 من الشهر الجاري، كان من ضمن الحشود التي استهدفها المسلّحون، ولحسن حظّه أنّه لم يصب بأذى".
ووفق مرشح الانتخابات البرلمانية المقبلة عن الدائرة الثالثة في بانغي، لازار دجادير، فإنّ هؤلاء المسلّحين هم أشخاص "يعرفهم الجميع"، وينتمون إلى ميليشيا "سيليكا" (ائتلاف سياسي وعسكري ذو أغلبية مسلمة)، إحدى أطراف النزاع الطائفي المندلع في البلاد منذ 2013.
وحتى الساعة 14.30 تغ، لم يصدر أي تعقيب رسمي عن الحادث، كما لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن ذلك، حتى التوقيت نفسه.
على صعيد آخر، شهدت مدينة "كاغا- باندورو"، شمالي البلاد، اضرابات على خلفية رفض عناصر من ائتلاف "سيليكا" إجراء الاقتراع في المناطق الخاضعة لسيطرته.
ونقل مراسل الأناضول عن شهود عيان أن عناصر من "الجبهة الشعبية لنهضة أفريقيا الوسطى"، التابعة لـ"سيليكا"، قامت بتعطيل سير العملية الانتخابية، كما سبق وأن حذرت من إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والاستفتاء الخاص بالدستور في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ودعي، اليوم، مليونا ناخب في أفريقيا الوسطى إلى صناديق الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء بشان الدستور الجديد للبلاد، فيما من المنتظر أن تجري المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 27 الشهر الجاري، والثانية في 31 يناير/ كانون ثاني القادم، لوضع حدّ للفترة الانتقالية التي تشهدها البلاد منذ مطلع العام الماضي.
وانحدرت أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، في مارس/ آذار 2014، إلى دوامة عنف، وشهدت البلاد حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا"، بالرئيس فرانسوا بوزيزيه، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب في عام 2003، ونَصَّب بدلاً منه المسلم "ميشيل دجوتويا" كرئيس مؤقت للبلاد.