انتزع أطباء بوذيون بمستشفى تابع للحكومة المركزية في ميانمار أحشاء طفل من أقلية الروهينغا المسلمة، وسلموه إلى ذويه وفي جسده شق من عنقه إلى سرته خُيِّط بطريقة بدائية، في تكرار لحالات “سرقة الأعضاء” التي تعرض لها أفراد من هذه الأقلية المسلمة.
وتحوم الشكوك حول قيام الأطباء بقتل الطفل بطريقة متعمدة والاستفادة من أعضائه، وخاصة أن هذه الحالة تعتبر واحدة من عشرات الحالات التي يتم فيها شق بطون المرضى الروهينغيين.
وقال ذوو الطفل – لمراسل وكالة أنباء أراكان -: إنهم أدخلوا الطفل مستشفى “أكياب” عاصمة ولاية أراكان قبل أيام لعلاجه من مشاكل في الجهاز الهضمي، لكنهم فوجئوا يوم أمس الاثنين بوفاة ابنهم وانتزاع أعضائه الداخلية في المستشفى بطريقة وحشية، وفق تعبيرهم.
وقال المراسل: إن الطفل الذي يبلغ من العمر عشرة أعوام كان يسكن مع عائلته في مخيمات النازحين الروهينغيين في أكياب، واضطر أهله إلى إدخاله المستشفى الحكومي هناك لعلاجه من عسر في الهضم ومشاكل في عملية التغوط قبل أن يجدوه ميتًا وقد نزعت عنه أعضاؤه الداخلية من الكلى والكبد وغيرها.
ورغم تجريم القانون الدولي لتجارة الأعضاء البشرية، فإن أقلية الروهينغا بولاية أراكان شهدت خلال الشهرين الماضيين عمليتين لنزع الأحشاء، وهو ما يشير إلى تنامي عملية الاتجار بالبشر بأشكالها المختلفة على نحو واسع بولاية أراكان.
وقال مسؤول القطاع الحقوقي بالمركز الروهينغي العالمي د. طاهر الأراكاني: إن البروتوكول الأممي بشأن الاتجار بالبشر ينص على تجريم كل ما يتعلق بأشكال الاتجار أو الاستغلال أو نزع الأعضاء أو غيرها من الممارسات، لكن “كل هذه الحالات من الاتجار بالبشر حاصل في ولاية أراكان ضد مسلمي الروهينغا”.
وتعتبر الأمم المتحدة أن مسلمي الروهينغا هم أكثر الأقليات اضطهادًا بالعالم، وقد تعرضوا العام الماضي لأعمال عنف على يد متطرفين من أتباع الديانة البوذية في ميانمار، مما دفعهم للفرار إلى بنغلاديش المجاورة وعدة مناطق داخل تايلند إضافة إلى أستراليا.