اعتبر 130 من أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار الفارين من حملات قمع، مفقودين إثر غرق مركب كان يقلهم في خليج البنغال على ما أفادت الأربعاء شرطة بنغلاديش ومنظمة للدفاع عن حقوق تلك الأقلية، بينما حذرت الأمم المتحدة من تردي أوضاع المسلمين في هذا البلد وسط عجز عن إمدادهم بالغذاء والدواء.
وأفاد محمد فرهاد، المفتش في شرطة تكناف في الطرف الجنوبي الشرقي في بنغلاديش، أن أحد الناجين الستة من الحادث أكد للسلطات أن المركب كان ينقل حوالى 130 راكبا عندما غرق بين بورما وبنغلاديش بينما كان يتجه إلى ماليزيا قبل يومين.
وغادر المركب بلدة سابرانغ في بنغلاديش السبت وغرق -طبقا للشرطة- يوم الاحد باكرا.
وتعيش أقلية الروهينغا بولاية راخين البورمية حيث لا تعترف الدولة بمواطنتهم، وتعتبرهم الأمم المتحدة إحدى الأقليات الأكثر تعرضا للاضطهاد بالعالم، فهم يخضعون منذ عقود لقيود تحد من تحركهم ويحرمون من الخدمات الصحية والتعليمية وتصادر أراضيهم ويجبرون على العمل بالسخرة.
ودفع هذا الوضع ببعضهم إلى النزوح ولا سيما إلى بنغلاديش المجاورة. وأثارت أعمال عنف دامية مؤخرا موجة جديدة من النزوح واتجهت أعداد كبيرة منهم إلى ماليزيا كملاذ جديد.
وقد حذرت المنظمة الدولية من أن المخيمات التي يلجأ إليها المسلمون الروهينغا الفارون من قمع الأغلبية البوذية في ميانمار تخطت حدود قدرتها الاستيعابية وإمكانية تأمين المواد الغذائية لهم.
وأضافت المنظمة الدولية أن أسعار المواد الغذائية تضاعفت في المنطقة ولا يتوافر العدد الكافي من الأطباء لمعالجة المرضى والمصابين، كما أبدت المنطمة قلقها على مصير ستة آلاف شخص عالقين في سفن أو في جزر بعدما تقطعت بهم السبل على طول الساحل الغربي للبلاد.
وأعلن المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف، أدريان إدواردز، أن عدد النازحين نتيجة موجة العنف ضد أقلية الروهينغا في ميانمار تجاوز الـ 28 ألف نازح وفقا لتقديرات الحكومة.
اتحاد دولي للروهينغا
في هذه الأثناء أعلنت 32 منظمة روهينغية في ماليزيا تشكيل اتحاد دولي يهدف إلى توحيد الجهود السياسية والإنسانية لمساعدة مضطهدي الروهينغا في ميانمار، وحشد التأييد الدولي لقضيتهم.
ودعا الأمين العام لاتحاد المنظمات الروهينغية غياث عبد السلام إلى الضغط على المؤسسة الحاكمة من أجل وقف ما وصف بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الروهينغيون في إقليم أراكان، وإفساح المجال أمام المساعدات الإنسانية ومراقبين دوليين للوصول إلى المتضررين من أعمال العنف.
وكان رئيس الاتحاد العالمي للمنظمات الروهينغية راشد عثمان جوهر قال باتصال مع الجزيرة إن رئيس الوزراء الماليزي الأسبق محاضر محمد أوضح قبل أسابيع أن ماليزيا ترغب في تقديم دعم سياسي وإنساني، لكن الأمر يتطلب دعما من رابطة المؤتمر الإسلامي لتكليف كوالالمبور رسميا بإيجاد حل سياسي ودبلوماسي للأزمة.
وأوضح أن تمتع ماليزيا بموقعها الإستراتيجي وعضويتها بالمنظمات الإسلامية والإقليمية يمنحها دورا كبيرا بعملية التسوية، مشيرا إلى الدور الذي لعبته في حل أزمات سابقة بالفلبين وإندونيسيا والبوسنة.
ميانمار ترفض المحادثات
وكانت ميانمار رفضت عرضاً من رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) يدعو إلى بدء محادثات ثلاثية تجمع بين الرابطة والأمم المتحدة وحكومة ميانمار بهدف إنهاء العنف بين البوذيين وأقلية الروهينغا المسلمة في ولاية أراكان.
وقد حذر أمين عام رابطة آسيان من أن إخفاق المجتمع الدولي بما فيه رابطته في تخفيف الضغوط التي يعيشها الروهينغا قد يدفعهم للتطرف، مما يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين بما في ذلك مضايق مالقا التي تمثل الممر المائي الرئيسي للسفن التجارية على المستوى العالمي بين المحيط الهندي والهادئ.
وقال سورين بيتسوان إن حكومة ميانمار رفضت العرض للدخول في محادثات مع الرابطة والأمم المتحدة وقالت إن ما يجري شأن داخلي. ولوح الأمين العام لرابطة آسيان بأن المنظمة ستتدخل في حال استمرار موقف ميانمار على ما هو عليه.
وطبقا لإحصاءات أممية، فقد استهدف العنف ثماني مناطق بولاية أراكان، دمر فيها 4600 بيت، كما نزح نحو 26500 شخص - أغلبهم مسلمون - بسبب العنف الذي بدأ الأسبوع الماضي، أربعة آلاف منهم فروا بالقوارب إلى سيتوي عاصمة أراكان، ليلتحقوا بـ75 ألفا لجؤوا سابقا إلى المخيمات هربا من موجة عنف أولى اندلعت في يونيو الماضي.
الجزيرة / وكالات