محمد عبدالرحمن صادق:



منذ أن صعد النبي صلى الله عليه وسلم على جبل الصفا مُعلنا عن نبوته وعن الدين الذي جاء به من الله عز وجل ولم تمر حِقبه من الزمان دون أن تُحاك بالإسلام الفتن والمؤامرت والمكايد ودون أن يُلاحق الدعاة المخلصين ، وفي كل مرة يتجدد شباب الإسلام فتره أصلب عوداً وأقوى تأثيراً وأكثر أتباعاً .

قال الخطيب الإدريسي في إحدى خطبه : " إنّ الإسلام إذا حاربوه اشتدّ، وإذا تركوه امتدّ، والله بالمرصآد لمن يصدّ، و هو غنيّ عمّن يرتدّ، و بأسه عن المجرمين لا يُردّ، وإن كان العدوّ قد أعدّ فإنّ الله لا يعجزه أحد، فجدّد الإيمان جدّد، ووحّد الله وحّد، وسدّد الصّفوف سدّد " .

أذكر ذلك بمناسبة تداعي الأمم على الإسلام في عصرنا هذا وفي أيامنا هذه بل وتداعي بعض العلماء الذين يُحسبون على الإسلام نفسه مما أغرى السفهاء والعملاء وظنوا أن فرصتهم قد سنحت للنيل من جسد الإسلام الذي يرونه هذيلاً نحيلاً فودوا لو هجموا عليه هجمة رجل واحد فأردوه صريعاً قتيلاً .

لقد تعرض الإسلام في الفترة القصيرة الماضية لضربات كالصواعق وذلك بمناهضة وتشويه علماء الأمة الأجلاء ورموزها الشرفاء وبث الفتن والأكاذيب ونشر الرذائل من كل نوع ولون ومن كل حدب وصوب وكل ذلك حتى لا تقوم للإسلام قائمة .

رأينا في الأيام القليلة الماضية فتاوى شاذة تدع الحليم حيراناً ورأينا ترويجاً للفسق والفجور والإباحية والشذوذ في ظل الصمت المُطبق من علماء السلطان ومن أصحاب العمائم واللحى الذين طالما ملئوا الدنيا نحيباً وعويلاً لأبسط الأسباب مثل عدم وقوف سائق التاكسي للمرأة المنتقبة ... وغير ذلك كثير .

كان آخر هذه الهجمات الصاعقة والمدوية - التي ظنوا أنهم بها سيغيروا هوية الدولة - هو ذلك الحفل المشئوم الذي حضره آلاف المثليين ليُعلنوا عن أنفسهم وليرفعوا علمهم في بلد الأزهر الشريف ومدينة الألف مئذنة .

وإيماناً منا بأن الإسلام كلما حاربوه اشتد فلابد وأن نصد هذه الهجمة الشرسة ونلقيها في نحورهم فندحرهم بها .

قال تعالى : " بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ {18} "        ( سورة الأنبياء ) .

- ولكي نحول سلبية إقامة حفل المثليين الشواذ إلى إيجابية ، ولكي نجعلها سبباً في تقوية الإسلام علينا الأخذ بكل أسباب الوقاية وذلك باتباع ما يلي :-

1- القراءة المتأنية عن حكم الشرع في هذه الفاحشة ( الزنا - اللواط - السحاق ) .

2- القراءة المتأنية عن أضرارها الصحية والأمراض الناتجة عنها .

3- توعية الأبناء والمحيطين بخطورة هذه الفاحشة من الناحية الدينية والناحية الصحية وأن هذه الفاحشة أشد عند الله تعالى من فاحشة آل لوط التي كانت قاصرة على الرجال فقط .

4- تنمية الوازع الديني لدى الأبناء وكل أفراد الأسرة مما يترتب عليه حسن مراقبة الله تعالى في التصرفات كلها .

5- التركيز على أن ديننا هو دين الحياء والعفة والطهر وأن مفتاح ذلك هو غض البصر وحفظ الفرج .

6- التركيز على أن شريعتنا الغراء تنبذ الاختلاط والعري والسفور والمجون .

7- الالتزام بضوابط الشرع أثناء الزيارات والمناسبات .

8- الفصل بين الأبناء عند النوم بداية من سن التكليف ( وفرقوا بينهم في المضاجع ) .

9- توعية الأبناء بحُرمة النظر إلى العورات وعدم التساهل في ذلك ( وذلك بين البنين والبنين - بين البنات والبنات - بين البنين والبنات ..... أو بأي صفة أخرى كانت ) .

10- توعية الأبناء بطبيعة مراحل النمو وبوظائف الأعضاء وذلك بأسلوب مُبسط وجاد يتناسب مع مراحلهم السنية ولو عن طريق مذاكرة المقرر الدراسي الذي يتناول ذلك معهم لضمان صحة الفهم .

11- توضيح أن الالتزام بضوابط الشرع ليس معناه الكبت ولا الحرمان ولكن الشرع قد أباح القنوات الشرعية التي تتمشى مع الفطرة السليمة والتي تحفظ النسل وتحافظ على الصحة .

12- التوعية بألوان العلم الخاص بالمثليين لتجنب كل من يحمله أو يرتدي ملابس بألوانه أو يستخدم أدوات ومقتنيات بألوانه .

13- تجنب كل من تبنى فكرة هذا الحفل المشئوم والتحذير من الأفكار التي يحملونها ويروجون لها وأن هذه الأفكار تأنف منها الحيوانات ولا تأتيها .

14- سرعة علاج من انجرف دون وعي أو تم التغرير به .

15- تضافر كل الجهود واستشعار المسئولية الجماعية واستشعار أن غضب الله تعالى وعقابه لا يستثني أحداً .

- قال تعالى : " وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {25}‏ "       ( سورة الأنفال ) .

- قال تعالى : " وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً {16} " ( سورة الإسراء ) .

أسأل الله عز وجل أن يحفظ ديننا وأن يعصم شبابنا وأن يبطل تدبير المدبرين ويرد كيد الكائدين .