13/04/2011
أكد المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين ومسئول ملف تطوير الجماعة، أن قرار الإخوان الخاص بعدم الترشيح لانتخابات الرئاسة القادمة ليس فيه رجعة، ولو قام أي فرد بالجماعة بترشيح نفسه فإن الجماعة لن تدعمه، حتى لو استقال من الإخوان المسلمين.
وأكد الشاطر خلال المؤتمر الحاشد للإخوان المسلمين بمحافظة الشرقية، أمس، تحت عنوان "مؤتمر الإخوان المسلمين بالشرقية حول آليات تطوير الجماعة" أن تطورات المرحلة الراهنة تحتاج من الجميع العمل من أجل مصر، وألا ينشغل أحد من الإخوان بالمعارك الفرعية، وأن يركزوا جهودهم في البناء.
وعرض الشاطر الآليات المقترحة لتطوير الجماعة، والاجتهادات التي وصلته، وكيفية التواصل مع جماهير الإخوان للإدلاء بآرائهم ومقترحاتهم في شأن تطوير الجماعة في ظلِّ المرحلة الراهنة.
وقال الشاطر: إن الجماعة أمام مشروعات ثلاث، الأول: كان عام 1990م وهو بناء نهضة الأمة، والمهمة الثانية: كانت مع الثورة وكيفية الحفاظ على مكتسباتها وتعظيم نتائجها، أما المهمة الثالثة: فهي العمل على تطوير آليات جماعة الإخوان المسلمين؛ حتى تصبح قادرة على تحقيق هاتين المهمتين الأساسيتين، ويجب أن ننشغل أثناء التطوير بالحفاظ على الثورة.
وأضاف الشاطر أن أول تصور لأي أخ في الجماعة هو تعديل اللائحة، وإجراء الانتخابات، وله الحق في ذلك، ولكن واجب الوقت يدفعنا للتفكير بشكل أكبر في تفعيل الجماعة وتطويرها، وأن التطوير مسألة كبيرة لها قواعد تبدأ بتطوير الثقافة، والإستراتيجيات، والبرامج، والتربية، والتنمية البشرية، ثم الهياكل، وأخيرًا لوائح المؤسسة؛ لأنها تحدد علاقة الأفراد بالمسئولين داخلها.
وأكد الشاطر أن مسألة التطوير لها قواعد فنية؛ حيث سيتم تبويب نقاط التطوير في أبواب ثم تُعرض على الجميع ليقدموا اقتراحاتهم فيها لدراستها وتفعيلها، وأشار إلى أن المقترحات تنقسم إلى أشياء يمكن تنفيذها في الوقت الراهن وأشياء أخرى يمكن تأجيلها لوقتها، مؤكدًا أن الإخوان يريدون تفعيل كل الطاقات لبناء دولة قوية، وتوعية الشعب.
وقال الشاطر: إنه يهدف من هذه اللقاءات إلى تحفيز الإخوان؛ لإخراج كل طاقتهم في العمل؛ لتطوير الجماعة، وأضاف قائلاً: " كل واحد منكم يدلي بدلوه، كل على قدر طاقته وخبرته وتجربته"
وأوضح الشاطر تسلسل خطة التطوير، مشيرًا إلى أن مثل هذه اللقاءات الجماهيرية هي الخطوة الأولي، والخطوة الثانية هي استبيان لجميع أفراد الجماعة مكون من مجموعة من الأسئلة، وآخرها سؤال مفتوح، ثم سيتم تجميعها وصياغتها وتذهب كل منها إلى الجهة المختصة بها لدراستها، وأخذ الرأي بها، ثم الخروج بإستراتيجية شاملة لتطوير الجماعة ومؤسساتها المختلفة، وبعد ذلك اعتمادها وتنفيذها بمعنى أن مسألة التطوير ستأخذ وقتًا قد يصل لعدة شهور للوصول إلى الصورة النهائية.
وأكد الشاطر أن هناك خطة طوارئ جارية للتطوير، وأن انتظار الصورة الكاملة للتطوير النهائي شيء منطقي، ولكن هناك مسائل تحتاج لتطوير سريع سنعمل عليها، موضحًا أن معسكرات التربية في الثمانينات كانت من أكثر الوسائل التربوية التي أثرت في جيلهم، ولكن خلال العشرين عامًا الماضية حدثت أمور كثيرة لم نستطع معها إتمام هذه المعسكرات، ولكن الآن الأمر مفتوح، وهذه أمور لا تحتاج للانتظار للوصول للصورة النهائية من التطوير.
وقد تلقى الشاطر سيلاً من الأسئلة حول عدد من القضايا المطروحة على الساحة منها علاقة الحزب بالجماعة، ومرجعية الحزب ودوره في المجتمع بصفة عامة، واشتراك الأقباط فيه، ومؤتمر الشباب، ودور الجماعة في الحالة الوطنية الراهنة.
وقال الشاطر: أن الحزب ذو مرجعية إسلامية واضحة، وأنه يستقي أفكاره ومبادئه من جماعة الإخوان المسلمين، وأن الانفصال بين الحزب والجماعة شيء غير مطروح؛ لأنه ليس هناك مؤسسة في الدنيا تنشئ حزبًا ثم تتركه للجمهور، ولكنها تفرض فيه رأيها وفكرها، وهو يمثل منهجيتها في العمل، مشيرًا إلى أن الحزب أيضًا مفتوح للجميع.
وعن استقالة د. عبد المنعم أبو الفتوح وترشيحه للرئاسة، قال الشاطر: إن د. أبو الفتوح أخٌ فاضل، وشخصية لها قدرها عند الجميع، وتعدد الآراء داخل الجماعة أمر جيد، ولكن الشورى ملزمة، وموقف الإخوان واضح وأعلنوه قبل ذلك أنهم لن يرشحوا أحدًا للرئاسة، وأنه لو ترشح خيرت الشاطر نفسه للرئاسة فلن يدعمه الإخوان.
وأضاف الشاطر أن هناك حملات تشويه إعلامية منظمة ضد الإخوان، خاصة بعد أن خفت حدة التضييق الأمني، وقد زادت هذه الحملة بعد التعديلات الدستورية، وأضاف أننا بصدد إنشاء مجموعة من المسارات الإعلامية لمواجهة تلك الحملات، وطالب الإخوان بأن يحذروا من تلك الحملات وتأثيرها، وألا ينشغلوا كثيرًا بتلك المعارك، وأن يركزوا جهودهم في البناء، وهو ما نحتاجه في هذه المرحلة.
شرقيه أون لاين