من المحتمل أن تمهد أحداث الأسبوع الجاري لحدوث تغيرات مهمة في الأوضاع السياسية في الداخل بالشروع في إعلان الجدول الزمني للانتخابات البرلمانية، وكذلك بدء الانتخابات النقابية ونوادي أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، أما علي المستوي الإقليمي، تواجه الثورة في اليمن وسوريا تحديات تنذر بحرب أهلية، وعلي المستوي الدولي، تأتي زيارة زيناوي كمحاولة لخفض التوتر في العلاقة بين البلدين.
ويوضح الإخوان المسلمون موقفهم من هذه الأحداث كما يلي :
أولاً: الشأن الداخلي
- تم لقاء هذا الأسبوع بين بعض أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة وأكثر من خمسين شخصية من رؤساء الأحزاب أو ممثليهم، وتم فيه الإعلان عن أن الانتخابات ستتم – بإذن الله – في مواعيدها المحددة وأنها ستتم بطريقة نزيهة وستقوم القوات المسلحة بحمايتها وتوفير الأمن لكل اللجان الانتخابية والعملية الانتخابية، وهذا الإعلان أثلج صدور غالبية أفراد الشعب، لأنه يحترم إرادته، ويلتزم بالإعلان الدستوري، ويثبت أننا سائرون نحو الاستقرار المجتمعي والديمقراطي الذي يوفر المصالح العامة للشعب والوطن .
- كما تمت مناقشة قانون الانتخاب وتقسيم الدوائر اللذين يعترض عليهما معظم القوى السياسية والإخوان يطلبون إعادة النظر في قانون الانتخاب وتعديله بما يريح السياسيين، وفى نفس الوقت لا يتعارض مع مواد الدستور، كما أن مشروع قانون تقسم الدوائر يحتاج لتعديل جذري، وكنا نتمنى أن يتم حوار مجتمعي حول هذين القانونيين بل وكل القوانين قبل صدورها، وكان هناك وعد بإعادة النظر في هذين القانونيين، وفتح باب تلقى مقترحات بخصوصهما من الأحزاب السياسية، ونحن للنتائج منتظرون .
- كذلك فقد أعلنت الحكومة أنها ستقوم بعزل الذين أفسدوا الحياة السياسية من قبل ومنعهم من الترشح لانتخابات البرلمان، وحتى اليوم لم تتخذ الحكومة أية خطوة في هذا الموضوع، وهذا هو ما يثير مخاوف الكثير من هؤلاء الفلول الفاسدة، واستخدامهم للأساليب السابقة (البلطجة والمال والعصبيات) لذلك يجب على الحكومة أن توفى بما ألزمت به نفسها .
- إن البدء بإجراء انتخابات النقابات المهنية ابتداء بنقابة الصيادلة ثم نقابة المعلمين وذلك بعد تجميد النقابات لمدة تقارب العشرين عاما، إنما هو إجراء دستوري من شأنه تأكيد الدولة المدنية وتفعيل دور المجتمع المدني في عملية نهضة المهن والارتقاء بالمهنيين كسبيل لنهضة البلد، أما عن نتيجة انتخابات نقابة المعلمين فقد رشح الإخوان المسلمون 40% من عدد أعضاء النقابة نجح منهم نحو 30% بعضوية النقابة، وكذلك فإن انتخابات نوادي أعضاء هيئة التدريس التي بدأت بنادي أعضاء هيئة تدريس جامعة عين شمس تعتبر بداية جيدة نتطلع إلى امتدادها لباقي الجامعات، كما أن الإخوان يرحبون بالنتيجة التي انتهت إليها انتخابات جامعة عين شمس رغم عدم توفيقهم إلا بالفوز بمقعد واحد، وهذا يدل على أن الناس لا يختارون إلا من يخدمهم، وهذا منهج نزكيه ونؤيده .
ثانياً: الشأن الإقليمي
تشهد الثورة في كل من اليمن وسوريا تصعيدا خطيرا في استعمال العنف باستخدام الجيش وأسلحته الثقيلة في العدوان على المتظاهرين السلميين وقتل عشرات المواطنين العزل الأبرياء كل يوم، وإراقة شلال الدماء، والسعي لإشعال حرب أهلية وتدمير البلاد، كل ذلك رغبة في التشبث بكرسي الحكم واستمرار حكم العائلة، ووأد تطلعات الشعبين في الحرية والعزة والكرامة والديمقراطية وإقامة دولة المؤسسات .. يتم ذلك – للأسف الشديد – فى ظل تقاعس شديد من الحكومات العربية والإسلامية بل من المجتمع الدولي الذي يكتفي بالاستنكار اللفظي والإدانة الإعلامية ... لذلك يطالب الإخوان المسلمون كل الحكومات إلى تحمل مسئوليتها الإنسانية والقومية بنصرة الشعبين المغلوبين على أمرهما، كما يطالبون الدول الذي تساند حكومتي اليمن وسوريا إلى الكف عن المشاركة في هذه الجريمة البشعة والانحياز للمطالب العادلة لكلا الشعبين، كما يطالبون الشعوب بالتعبير عن رأيهم المؤيد للشعبين اليمنى والسوري والضغط على حكوماتهم لاتخاذ مواقف حازمة .
ثالثاً: الشأن الدولي
قام رئيس الوزراء الإثيوبي ( مَلس زيناوي ) بزيارة لمصر، وتعد الأولي بعد الثورة، وقد جاءت هذه الزيارة في سياق حالة توتر بين البلدين بسبب الاختلاف علي الوضع القانوني لنهر النيل، وبشكل عام، عكست الزيارة أجواءً ودية ورغبة مشتركة لتجاوز مرحلة التوتر التي سادت لفترة طويلة، ومن المهم في المرحلة الجديدة العمل علي تكوين المشروعات المشتركة في الزراعة والتجارة والاقتصاد، مع الاهتمام بأن تعمل السياسة الخارجية المصرية علي بلورة سياسة إيجابية تجاه الدولة الأفريقية دون استثناء.