"لسنا خائفين.. ولكننا مرعوبون" قالها مايكل منير الناشط السياسى القبطى.. معبرا عن شعور معظم الأقباط الذين يعملون فى السياسة ويشتاقون للجلوس على كرسى السلطة فى البرلمان أو خارجه بأى طريقة.. وهو تعبير حقيقى بدأ مع الأيام الأولى للثورة.. وظهر جليا الآن خاصة على الرموز القبطية وفى مقدمتهم مؤسس حزب المصريين الأحرار رجل الأعمال نجيب ساويرس.. الذى أقنعنا لسنوات طويلة بليبراليته ومصريته.. وقبلته على يد شيخ الأزهر لدرجة أننا نسينا مسيحيته.. واعتبرناه رمزا وطينا لا خلاف على وجوده فى الساحة الاقتصادية والسياسية أيضا..

ورغم الهفوة التى نالت من شعبيته من خلال نشره رسوما كاريكاتورية تسىء للحية والنقاب.. إلا أنه فقد أعصابه ودبلوماسيته خلال الفترة الأخيرة خاصة مع تزايد فرص الإخوان والسلفيين فى الحصول على نسب مرتفعة فى الانتخابات البرلمانية الحالية..

وأصبح أكثر هجوما واستعداء.. لدرجة أنه لم يستقو بالغرب على مصر فقط، ولكنه يلومهم على تأخرهم فى التدخل فى الشأن الداخلى.. بدون أى حجة لا التخويف من الإسلاميين داخليا من خلال تجنيد عشرات القنوات الفضائية ومئات الأقلام التى تنتمى إلى ليبراليين يريدون الليبرالية التى تعطيهم وتحرم غيرهم.. حيث ملأوا الهواء بالتصريحات والتعليقات التى تبشر الناس بالويل والعذاب على يد الإخوان والسلفيين وكيف سيتحكمون فى الملبس والمأكل وربما النوم أيضا.. ولم يكتفوا بذلك بل امتدت الحرب للصحف والإذاعات الأجنبية التى لم تجد مدخلا لنقد انتخابات حرة نزيهة تمت بإرداة الشعب إلا أن تربط بين فوز الإسلاميين ووجود شخصيات مثل عبود الزمر الذى قتل السادات على الساحة السياسية وكأنها تريد أن تقول للعالم إن الإسلاميين القتلة هم الحكام الجدد لمصر.. وكله مجاملة لساويرس وحزبه.. الذى يصرخ ليل نهار على مصر التى ستضيع على يد الإسلاميين.. وهو بذلك يسعى إلى تحقيق هدفين الأول من خلال الضغوط الخارجية على المجلس العسكرى ربما تنجح فى التضييق على الإسلاميين فى المراحل المتبقية من الانتخابات.. والثانى هو الضغط على الشعب المصرى وبالأخص ما يسمى بحزب الكنبة وتهديدهم بأن حياتهم اليومية وأنشطتهم مهددة بالجحيم إذا استمر فى انتخاب الإخوان والسلفيين فى المراحل القادمة.. ناسيا أن النسبة التى حصل عليها حزبه كانت بسبب تحويل الانتخابات إلى حرب دينية قادتها الكنيسة وحشدت من خلالها أصوات المسيحيين فى الداخل والخارج لصالح حزبه وإلا ما كان حصل على شىء يذكر.

وفى مقابل جهود ساويرس وصراخه الدائم.. شن عدد من رموز حزب الحرية والعدالة هجوما مضادا على ساويرس حيث انتقد الدكتور محمد البلتاجى، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، على ممارسات نجيب ساويرس فى إنشاء الأحزاب والقنوات والصحف التى تهدف إلى تمزيق الوطن على أساس طائفى وبث الشائعات على التيار الإسلامى, خاصة جماعة الإخوان المسلمين وقال: إننا كمسلمين مأمورين بنص القرآن بالدفاع عن حقوق الأقباط وبذل أرواحنا من أجل المحافظة على حقوقهم.. مشيرا إلى أن هذا الأمر يعد قضية عقائدية وليست سياسية ولا انتخابية.. وأن حزب الحرية والعدالة يريد أغلبية برلمانية وطنية وليست إخوانية ولا إسلامية.

من جهته طالب المهندس سعد الحسينى، عضو المكتب التنفيذى بحزب الحرية والعدالة "الكتلة المصرية"، والتى يتصدرها حزب "المصريين الأحرار" أن تتبرأ ممن يستقوون بجيوش الغرب على شعوبهم مطالبا ساويرس بأن يفسر تصرفاته.. ثم يعتذر لشعب مصر.. مؤكدا أن الذين يستقوون بالغرب ويرفضون الديمقراطية سيلفظهم الشعب فى الصناديق.

المصريون