أغلقتْ صناديقُ الاقتراعِ في المرحلةِ الأولَى للانتخاباتِ البرلمانيةِ المصريةِ أبوابَهَا، بعد إقبالٍ غيرَ مسبوقٍ على هذهِ الانتخاباتِ التي يعتبرُهَا الشعبُ المصريُ بوابَتَه للعبورِ من عُنقِ الزجاجةِ والانتقالِ بمصرَ من الثورةِ إلى الدولةِ، وقد أفرزت هذه التجربة عن عدة أمور يجب وضعها في الاعتبار؛ منها:

- إيجابية الشعب المصري وإصراره على الانتقال ببلاده إلى بر الأمان، من خلال انتخابات تعد بوابته الأولى للنقل السلمي للسلطة.

- إصرار الشعب على الإدلاء بصوته، رغم الحملات المسمومة التي مارستها بعض وسائل الإعلام لإجهاض هذه التجربة المهمة.

- المشاركة بهذا الشكل أكدت أن الشعب قادرٌ على حماية نفسه، وأن الانفلات الأمني المتعمَّد الذي كان يحدث خلال الأشهر الماضية يمكن السيطرة عليه إذا توفرت الإرادة الشعبية والسياسية لذلك.

- الشعب المصري هو الفائز الوحيد في هذه الانتخابات، كما أن الخاسر الأساسي هو النظام السابق وفلوله المنتشرون في مختلف مؤسسات الدولة حتى الآن.

وفيما يلي تقرير عن آخر المستجدات حتى الساعة: 

أولاً: العملية الانتخابية

لم تشهد اللجان الانتخابية نفس الإقبال الذي شهدته في اليوم الأول، إلا أن النتيجة التقديرية النهاية تشير إلى مشاركة 50% تقريبًا من الناخبين المسموح لهم بالمشاركة في المرحلة الأولى، وجاءت محافظة بورسعيد في المرتبة الأولى، تليها كفر الشيخ ودمياط، ثم الإسكندرية والقاهرة، ويليها أسيوط والفيوم والأقصر والبحر الأحمر.

ثانيًا: اللجان

لم يسجِّل مندوبونا تجاوزات في عمليات نقل الصناديق إلى اللجان العامة المقرر فيها فرز الأصوات حتى الساعة، ونأمل أن تسير عمليات الفرز وإعلان النتائج بنفس الجوِّ الذي جرت فيه الانتخابات طوال اليومين الماضيين

ثالثًا: الحالة الأمنية 

ما زالت الحالة الأمنية هادئةً، باستثناء بعض التجاوزات المحدودة.

رابعًا: الأداء الإعلامي 

يدرس الحزب اتخاذ الإجراءات القانونية لمقاضاة القنوات الفضائية ووسائل الإعلام التي مارست تشويهًا متعمَّدًا ضد الحزب وقياداته ومرشحيه وأفراده، ولصق التهم بهم دون سند، وهو ما يؤكد أن هذه الوسائل والمنافذ الإعلامية ما زالت تلعب نفس الدور الذي كانت تلعبه خلال عهد النظام السابق، غير عابئة بنضوج الشعب المصري وقدرته على فرز الأفكار والأطروحات، ومقدرته على الاختيار، سواء للأفكار أو الأشخاص.

سادسًا: واقعة حلوان

من التشويه المتعمَّد الذي مارسته بعض وسائل الإعلام ضد الحزب ادعاؤها قيام أحد مندوبي الحزب برشوة أحد السادة القضاة، رغم أن الحزب ليس معنيًّا بهذه الواقعة من قريب أو من بعيد؛ فالشخص محل الواقعة ليس عضوًا في الحزب ولا مندوبًا عنه في أي لجنة انتخابية، ولا ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وبعد بحث الموضوع تبين أن رئيس اللجنة لم يتهم المندوب المشار إليه بتهمة الرشوة ولا نسبه إلى حزب الحرية والعدالة.