تداول عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك – تويتر – يوتيوب) مقطع فيديو للقاء أجراه رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس- مؤسس حزب المصريين الأحرار، مع قناة "سي بي سي نيوز" الفضائية الأمريكية، تحدث فيه عن تطورات الأوضاع في مصر والوطن العربي .

 وصرح ساويرس في حديثه عن الثورة المصرية بأنه قد مر تسعة أشهر على مصر الجديدة، والمشكلة تكمن في أن "الأحزاب الليبرالية لم يمر على تأسيسها سوى أشهر قليلة، في حين أن الأخوان لهم باع طويل حوالي ثمانون عامًا وهم منظمون، كما أنهم يدعمون من قطر والسعودية، والسعودية أيضًا تدعم السلفيين، في حين أن الأحزاب الليبرالية لديها القليل من مصادر الدخل". ثم ضرب مثلاً بالثورة الإيرانية، وكيف أن "الشباب الإيراني الحر هو من قام بالثورة الإيرانية ثم جاء الخميني وركب الثورة، بحيث أن الإيرانيين أنفسهم لم يتوقعوا ذلك، بينما وقف الغرب متفرجًا ولم يلعب دورًا إيجابيًا في ذلك".

ويأتي نص الحوار في الأسطر القليلة التالية:

مقدم البرنامج: لقد مرت 9 أشهر على ميلاد مصر الجديدة، وقد اعتدنا أن نراك متفائل ومتحمس ومبتسم. ولكن تغير وضعك مؤخراً، ماذا حدث؟

نجيب ساويرس: حسناً.. أكبر خطأ هو أن الشباب الذي قام بالثورة ذوي النوايا الحسنة تركوا المشهد، وتم اختراقه من قبل النشطاء الدينيين أو المتطرفين. كل السعادة التي وجدت إثر تخلصنا من ديكتاتور تحولت إلى قلق من ديكتاتور جديد من نوع ديني، لذا لا أجد داعي للابتسام.

مقدم البرنامج: ولا مزيد من التفاؤل؟

نجيب ساويرس: لا أستطيع التفاؤل.. فإذا حسبت الأمور، نحن الأحزاب الليبرالية حديثة الميلاد، عمرنا 6 شهور. ونحن الآن في مواجهة تجمعات دينية تبني نفسها منذ زمن طويل، وهم منظمون وممولون من قطر والسعودية. بينما نحن عمرنا قصير وغير ممولين.

مقدم البرنامج: ولكنك لديك الموارد الكافية؟

نجيب ساويرس: لا يمكنني تحمل التكاليف بالكامل على حسابي. لقد تسلمت جماعة الإخوان المسلمين حوالي 100 مليون دولار من قطر خلال الثورة، فكيف يمكنك مواجهة ذللك؟.

مقدم البرنامج: وماذا عن إيران؟

نجيب ساويرس: لا أظن أن لإيران دور كبير، ولكن بالنسبة للسعودية فهي تمول بعض السلفيين هنا.

مقدم البرنامج: وهذا يشعرك بالقلق من أن تتحول مصر إلى إيران أخرى؟

نجيب ساويرس: نعم، إذا قرروا بناء دولة دينية فسأشعر كمسيحي بعدم الراحة من ذلك. وكل الإسلاميون المعتدلون وهم أصدقاء لنا لا يريدون ذلك أيضاً، وأملنا الوحيد هو أن يخرج المصريون المعتدلون المستنيرين للتصويت لليبراليين والعلمانيين. فالمشكلة أن كثير منهم سلبيين. وإذا أردت مثالاً جيداً فلنعد إلى الثورة الإيرانية والتي قام بها معتدلون، وفجأة ظهر الخميني وتحول الوضع إلى ما هو عليه، والغرب يشاهدنا الآن.

مقدم البرنامج: ماذا تريد للغرب أن يفعل؟

نجيب ساويرس: أن يدعموا الأحزاب الليبرالية، لأنهم لم يفعلوا شيئًا لتمويلهم.

مقدم البرنامج: ولا يعتبر ذلك تدخلاً؟

نجيب ساويرس: إما أن تمنع قطر من فعل ذلك، أو أن تساوي الرؤوس.

مقدم البرنامج: ماذا لو فاز الإخوان المسلمون بهذه الانتخابات؟

نجيب ساويرس: سنقاتل حتى النهاية.

مقدم البرنامج: وماذا تعني بالقتال؟

نجيب ساويرس: سنقاتل في البرلمان المقبل لنشكل معارضة حتى ولو كنا أقلية، سندعم الشباب الحر لتقوية مبادئ التعادل والطبيعة المدنية لمصر. إننا لن ننسحب أمام دولة دينية.

مقدم البرنامج: هذا يعنى أن قتالك سيكون بشكل ديمقراطي، وأنك ستحترم نتيجة الانتخابات المقبلة؟

نجيب ساويرس: بالطبع.

مقدم البرنامج: أنت كانت لديك علاقات بمبارك وأعوانه واشتركت في التفاوض قبل تنحيه، هل حينما تنظر للماضي تعتبر ما حدث خطأ؟

نجيب ساويرس: لا بالطبع.. الحقيقة أن مبارك هو من يجب لومه على ما نحن فيه، لقد قمعنا نحن بينما ترك الإخوان يعملون في الخفاء ويبنون قواعدهم. وحينما جاء الوقت للمنافسة كانوا هم أقوى منا بكثير، ولقد اعتاد مبارك أن يخيرنا بينه وبين الإخوان والمتطرفين، أي نوع من الاختيارات هذا؟، لذا.. أناس مثلي كانوا ضد حزبه ولم يوافقوا على التوريث خسروا، ولم يكن لنا حزب. لقد ظننا في بداية الثورة أن الأمور ستمضي على ما يرام وأننا سنكتب الدستور في البداية لحفظ طبيعة مصر المدنية، ثم تحدث الانتخابات الرئاسية (لا الحكم العسكري) ثم الانتخابات البرلمانية.

مقدم البرنامج: لماذا لم تنتهي الأوضاع في مصر كما انتهت في ليبيا؟

نجيب ساويرس: لأن الوضع هنا مختلف تماماً، لقد اعتادنا الخوف من النظام والتبسم في وجهه حتى حينما يأمرنا بفعل ما هو خاطئ. فكيف سيمكنك التفكير في ذلك حينها؟ الوضع في سوريا مثلاً يختلف.. بشار الأسد يستحق جائزة الأوسكار. فلقد رأى ما حدث في تونس ومصر وليبيا، ومع ذلك فهو مصر على قتل شعبه. عند اللحظة التي تريق فيها دم شعبك فهذا يعني نهايتك.

مقدم البرنامج: حتى ولو بمساعدة الغرب؟

نجيب ساويرس: حتى ولو بمساعدة الغرب.. كلما تقتل شعبك أكثر كلما أغضبه ذلك.

 مقدم البرنامج: حسناً.. سمعتك من قبل تقول بأنه لخلع رئيس كبشار يجب عليك إشراك قوى خارجية لفعل ذلك.

نجيب ساويرس: لا، أقصد بذلك مثلاً تدخل الجيش لحماية الشعب.

مقدم البرنامج: من كلامك في هذا اللقاء يبدو لي أنك تعتقد أن الربيع العربي لم ينجح؟

نجيب ساويرس: نعم لم ينجح، ولكن لا يمكنك القول بأن الديكتاتوريات السابقة كانت جيدة. ولكن على الغرب مسئولية أكثر تجاهنا.

مقدم البرنامج: ماذا يعني أن يكونوا أكثر مسئولية؟

 نجيب ساويرس: أن يذهبوا إلى أصحاب السلطة في أي بلد ويخبروه بعدم رضاهم ببناء دولة دينية أو قمع للأقليات وما شابه.

مقدم البرنامج: وأنت تحدثت إلى حكومات غربية بخصوص ذلك.. ماذا فعلوا؟

  نجيب ساويرس: لا شيء.. أنا لا أطالبهم بإدخال جيوشهم إلينا، فقط عليهم أن يكونوا أكثر تفاعلية، وأن يراقبوا المشهد عن كثب .

الشروق