تهم المستشار أحمد مكي، وزير العدل في حكومة قنديل، قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، بالازدواجية والخداع، مشيرا إلى موقفة الرافض للتدخل لمساعدة الشرطة في مهمتها في حفظ الأمن أيام الرئيس مرسي وزجّه الآن للجيش في الصراع الداخلي.
 
وقال مكي، في حواره مع "المصريون" أمس الخميس، «أول مرة في حياتي أعمل في الحكومة كان مع الدكتور مرسي، والحمد لله على ذلك، أول مرة أشوف رئيس إنسان، إنسان بمعنى الكلمة، إنسان خالص.. وقت الصلاة نقوم نصلى في مكان مخصص لذلك، الجميع كان يصلى في مكان واحد، الرئيس بجانبه عامل البوفيه والعسكر والحرس والوزراء والجميع كان يصلى جنبًا إلى جنب».
 
ويضيف مكي « من سمات الرؤساء أنهم يتحركون بطاقم "سفراجية" لكي يقدموا لهم "القهوة والشاي"، كان هؤلاء يشعرون بارتياح في تعاملهم معه، كانوا يتعاملون معه على أنه واحد منهم وليس رئيسًا للدولة، شاهدنا جميعاً كيف كانوا يقدمون له القهوة بحب، لا يشعرون أنهم يقدمونها لأنها مطلوبة منهم بل لأنهم يريدون أن يقدمومها».
 
ويتابع مكي «هو إنساني رائع بمعنى الكلمة. هذا الملمح الإنساني لم أره في حياتي، إلا في عهد الدكتور مرسي.. إنسان يجلس معك يشكو لك همّه، في حين أن كل الرؤساء وبلا استثناء يحرصون على إعطاء صورة عنهم وكأنهم وحوش، وذلك لتصدير صورة مرعبة عنهم لدى الشعب، وبالتالي ضمان خوف الشعب منهم، أما الرئيس مرسى فكان حريصًا على تصدير صورة "الإنسان" قبل أي شيء آخر».
 
وأكد "مكي" أن «الرئيس مرسى لن يُعدم»، متسائلا: «كيف يُعدم أول رئيس إنسان حكم مصر؟!»، مشيرا إلى إننا «الآن نحكم بالآلة بعد أن كنا أحرار ويحكمنا رئيس يُقدر معنى الإنسانية ويحترم الرأي ويضع "الإنسان" فوق كل اعتبار».
 
وذكر "مكي" جانبا من تناقض أقوال السيسي بأفعاله، وذكر بعض مقولاته له شخصيا، منها «الجيش صورته وقدراته العسكرية تأثرت بفترة وجوده في الشارع، ومش بس دلوقتي، لا.. التاريخ بيقول طول عمره كده.. إن الجيش يتأثر كثيراً باختلاطه مع المواطنين.. لأنه يفتقد لقدراته، وأنا عايز جيشى يكون تمام، وإن المكان الطبيعي لجيشي هو الحدود، فاقتنعت بكلامه».
 
وخاطب "مكي" السيسي قائلا: أنت تسير في عكس اتجاه الديمقراطية، وتُخالف نفسك، وتفعل حاليًا عكس ما كنت تقوله، حينما كنت وزيراً لدفاع مرسي.. تذكر؟"، ثم وجه كلمة للرئيس مرسي، قائلا: "لم تفاجئني سيادة الرئيس بإنسانيتك، ولم تفاجئني أيضا بصمودك وأنت في قفص النظام".