قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، إن قوات الاحتلال ومستوطنيه اقتحموا المسجد الأقصى 23 مرة، فيما مُنع رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي 50 وقتا، خلال تشرين أول /أكتوبر الماضي.

وبينت الوزارة في تقريرها الذي يرصد انتهاكات الاحتلال على المسجد الأقصى وسائر المقدسات عن شهر تشرين أول /أكتوبر الماضي، نشرته اليوم الأحد، أن الاقتحامات تركزت خلال أيام ما يسمى "عيد العرش" في الأسبوع الأول من شهر تشرين الأول، تلبيةً لدعوات متطرفة أطلقتها ما تسمى "جماعات الهيكل المزعوم" لتنفيذ اقتحامات للمسجد الأقصى بمناسبة "عيد العرش".

وأشارت إلى توزيع تلك الجماعات اليهودية، بيانات في البلدة القديمة وساحة البراق، تدعو لمزيد من الضغط على المصلين والمرابطين والأوقاف الإسلامية، بهدف تغيير الواقع في المسجد الأقصى.

وأضافت أنه احتفالًا بالعيد اليهودي، نصب مستوطنون معرشات في منطقة الواد والطرق والأزقة في عقبة الخالدية بالبلدية القديمة وباب العتم المؤدي إلى المسجد الأقصى، وواصلت شرطة الاحتلال تضييق الخناق على المقدسيين، وعزل البلدة القديمة عن محيطها بالكامل، بحيث سمحت فقط لسكانها بالصلاة بالأقصى ضمن إجراءات وقائية صارمة.

واشارت إلى أن شرطة الاحتلال، كثفت من تواجدها في شوارع القدس وأحيائها، وحررت المخالفات لمقدسيين بحجة أنهم من خارج البلدة القديمة، وفرضت غرامات مالية على مقدسيين دخلوا للبلدة القديمة ومنعتهم من الوصول والصلاة في المسجد الأقصى، وواصل الاحتلال تنكيله بأهالي القدس وحراس المسجد الأقصى والمرابطين والمرابطات تارة يعتقل ويعتدي ويبعد لفترات متعددة ويفرض غرامات، ولم يكتف بذلك بل صعد بحملته عبر مستوطنيه لاقتحام الأقصى ناشرا العديد من عناصره لحمايتهم ومتيحا المجال لعربداتهم وصلواتهم وحملاتهم التحريضية.

وحذرت من أن الاحتلال يسعى لإغراق المدينة بمخططاته التهويدية، منها ما هو قائم، ومنها ما هو بطور التكوين كعزم الاحتلال إقامة جسر هوائي معلق في حي وادي الربابة ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، بدعوى تسهيل السياحة الدينية التوراتية ووصول المستوطنين المتطرفين إلى منطقة حائط البراق وباب المغاربة، ووافقت ما تسمى "اللجان المحلية واللوائية" في بلدية الاحتلال على البدء بتنفيذ المشروع التهويدي، بعدما رفضت كل الاعتراضات التي قدمها أصحاب الأراضي والمؤسسات المعنية في سلوان لمحاكم الاحتلال والبلدية.

وأوضحت أن المخطط الخطير الآخر، هو "وادي السيليكون وهو من أضخم المشاريع الإسرائيلية والذي يعد لتنفيذه في مدينة القدس المحتلة، والتي صادقت "لجنة التنظيم والبناء اللوائية" في بلدية الاحتلال على تنفيذه على أنقاض المنطقة الصناعية في حي وادي الجوز.

وضمن عملية عبرنة الأسماء، أشارت الوزارة إلى أن الاحتلال غير اسم منطقة باب العـامود لـ"هدار وفهداس" وذلك على اسم المجـندتين اللتين قُــتلتا في عمليــة إطـلاق نـار في المكان قبل عدّة سنوات، والاحتلال يتجه بنواياه الخبيثة لتحويل باب الخليل مدخلًا رئيسيا للبلدة القديمة وجعل باب العامود مدخلًا ثانويًّا.

وواصل الاحتلال خلال الشهر حملة الإبعادات والاعتقالات بحق موظفي الأوقاف، فاعتقلت نائب مدير عام دائرة الأوقاف الشيخ ناجح بكيرات من مبنى مديرية التعليم الشرعي والوعظ والإرشاد قرب باب السلسلة في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وصادر خلال تفتيش مبنى مديرية الوعظ والإرشاد جهازي حاسوب وهواتف نقالة، وأصدرت بحقه قرارا بالإبعاد لمدة ستة أشهر، واعتقل موظف الإعمار في المسجد الأقصى حسام سدر أثناء دخوله من "باب الاسباط".

وكعادة الاحتلال في استهدافه لمصلى "باب الرحمة"، اقتحم جنود الاحتلال مرتين، مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك وصوروه.

ورصد التقرير، العديد من الدعوات التحريضية ضد المسجد الأقصى ورواده، وواصلت عصابات التطرف تحريضها ضد المسجد الأقصى. والأوقاف الاسلامية.

وقال وكيل وزارة الأوقاف حسام أبو الرب إن هذا التصعيد من قبل قوات الاحتلال تجاه المسجد الأقصى، والحرم الإبراهيمي، بتزايد واضح سواء عدد الاقتحامات، أو أعداد المغتصبين أو سياسة التدخل بشؤونهما.

وأضاف أن إطلاق العنان لشرطة وجيش الاحتلال لإبعاد عشرات الفلسطينيين عن المسجدين، مضيفا أن "سياسة المحتل لن تثني أبناء شعبنا عن مواصلة مسيرة المرابطة وديمومة التواجد فيهما، ولن يغير من إسلامية المسجدين مخططات أو تغييرات أو قرارات احتلالية".

وفي الحرم الإبراهيمي منع الاحتلال رفع الأذان 50 وقتا، وواصل سياسة الحصار والإغلاق، والحد من أعداد المصلين.