قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية إن زعيم الانقلاب السيسي "وسيط مُكره" بين تل أبيب وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وقالت الصحيفة في تحليل إخباري على موقعها الإلكتروني، إن المنقلب السيسي لا يريد أي تعامل مع حماس لأنه "لا يثق فيها ويكِنُّ لها كراهية نظرا لعلاقتها الحميمة مع جماعة الإخوان المسلمين".

وعلى الرغم من ذلك، فإن المنقلب السيسي ينشد الهدوء على حدود مصر مع قطاع غزة، ويقر بعدم وجود بديل أفضل، بحسب الصحيفة العبرية.

وشنّ الاحتلال خلال اليومين الماضيين غارات على قطاع غزة، مستهدفاً مواقع حكومية وأخرى قالت إنها تتبع حماس، وذلك بعد إطلاق صاروخ من غزة على شمال تل أبيب أسفر عن إصابة سبعة صهاينة بجروح.

وكشفت الصحيفة أن رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو أجرى محادثات هاتفية "مشفرة" لفهم دور العسكر بمصر في الأحداث الأخيرة بشكل أعمق، بينما كان يفكر الاثنين الماضي في إمكانية قطع زيارته لواشنطن والعودة بسبب الأوضاع الأمنية المشتعلة مع حماس في غزة.

وأوضحت يديعوت أحرونوت أن نتنياهو أراد أن يعرف أين تقف القاهرة في ما يتعلق بغزة؟ وأي نوع من الهدنة تعكف عليها؟ وما الذي خلصت إليه أجهزة مخابراتها؟ بل ربما تحدث مباشرة إلى المنقلب السيسي.

وتزعم الصحيفة أن لزعيم الانقلاب السيسي سجلا طويلا من السوابق مع حماس و"المتاعب التي تسببها" والتي يعود تاريخها إلى أيام أن كان حاكما عسكريا في شمال شبه جزيرة سيناء ومديرا للاستخبارات العسكرية ووزيرا للدفاع.

وتضيف أن زعيم الانقلاب السيسي يعرف التفاصيل الدقيقة عن مساعي حركة حماس لتوثيق علاقتها مع جماعة الإخوان المسلمين التي سبقته في حكم مصر-قبل أن ينقلب على الشرعية- وليس سراً -تستطرد يديعوت- أن المنقلب لا يصدق كل ما تقوله حماس، وكبار مستشاريه ممن ظلوا يشرفون على المفاوضات مع غزة "يحتقرون" قيادة الحركة.

غير أن العسكر يريد هدوءا على الجانب المصري من الحدود مع غزة، ومن ثم فإن المفاوضات تخدم مصالحه. كما أنه يريد الحد من محاولات حماس للتسلل عبر سيناء لشن هجمات "إرهابية" في مصر، على حد تعبير الصحيفة الصهيونية.

وجاء في تحليل يديعوت أيضا أن المصريين اكتشفوا أنهم انخرطوا في لعبة مفاوضات "منهكة ومحبطة"، فهم يتوسطون بين طرفين لا يثق أحدهما في الآخر. "فحركة حماس تدلي بتصريحات تظهر مصر بمظهر إيجابي، لكنها تتابع عن كثب علاقة العسكر المصري الفريدة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء (الصهيوني) بنيامين نتنياهو".

وترى الصحيفة أن حركة حماس تعتقد أن نتنياهو هو من دفع المنقلب السيسي ليرتمي في أحضان ترامب، لكنها تدرك أيضا أن ما من مفاوض محتمل آخر للتوسط في صراعها مع (الاحتلال الصهيوني).

وتقول الصحيفة إن القاهرة تتوقع احتفاظ نتنياهو بمنصبه رئيسا للوزراء، مشيرة إلى أن كل من تحدثت إليه في مصر أكد على أهمية تلك العلاقة "الفريدة والسرية" بين قادة الانقلاب العسكري بمصر وقادة الاحتلال الصهيوني.