عبدالعزيز مجاور
فاجئنا الرئيس وما كان له أن يفعل، فاجئنا بأن من باع الثوار في محمد محمود باعوهم للطرف الثالث المجهول ولم تكن الصورة مليئة بالعسكر (الأصدقاء الجدد) ولم يكن لهم دور فيها، وكنا في شوق لتصريح الرئيس حتى نعلم ويعلم الجميع أن قيادات الجيش هي المتورطة في ذلك، فلم يتطرق إلى سمعنا كشوف العزرية، ولم نرى تعرية البنات في ميدان التحرير على أيدي الأشاوس،  فاجئنا الرئيس بأن العسكر قتلوا أتباع الكنيسة في ماسبيرو، وكنا نظن أن الدبابات التي دهست المصريين في ماسبيرو كانت دبابات تابعة للأشباح، وأن الذين أطلقوا الرصاص لم يكونوا ضباطاً مصريين بل ضباطاً لدى الطرف الثالث المجهول، فاجئنا الرئيس بأنه شكل لجنة لتقصي الحقائق في السر واستلم نتيجتها دون أن يشعر أحد، ولعل تسليمه لذلك لتقرير في يناير لم يعلم به أحد أيضاً.
 لقد أرسل الرئيس التقرير للنائب العام المكبل اليدين والذي كان يطالب الثوار بعزله وعودة نائب مبارك الخاص، ولقد مهد الرئيس لظهور التقرير بعزل النائب العام، وأصدار قانون لحماية الثورة يتضمن انشاء نيابات ثورية ودوائر خاصة بالمحاكم للنظر في جرائم الاعتداء على الثوار في نهاية نوفمبر 2012، فقام الثوار بشن حملة على تلك النيابات، وتم تعليق العمل بالنيابات.
الأن وبعد معرفة موعد تسليم تقرير لجنة تقصي الحقائق  في 3 يناير 2013وما به من إدانة لوزير الدفاع آنذاك، والذي من المؤكد أنه وصل إليه من مخابراته يتضح مغزى دعوة السيسي لقادة الأحزاب للاجتماع في 12 ديسمبر 2012 في انقلاب مبكر، ولعله تراجع عندما علم أن النائب العام مغلولة يده ولن يستطيع أن يفعل شيئاً، في ظل مظاهرات الثوار الجدد، وكذلك الرئيس لا يستطيع أن يجازف بتأكيد اتهامه بأخونة الأجهزة السيادية وان أي مساس بقادة الجيش سيؤكد ذلك وسيزيد الزيت المشتعل اشتعالاً.
للأسف المفاجئة قديمة كررها المناضل محمد البلتاجي فلم يستمع له أحد، بل ذهبوا إلى القاتل والذي حدده البلتاجي بالإسم ليترجوه وبطلبوا منه المساعدة حتى يخلصهم من الإخوان الأشرار الذين تركوهم للعسكر القتلة في محمد محمود، وكانت قديمة عندما أذاعت الجزيرة جزء من تقرير تقصي الحقائق في ذكرى أحداث محمد محمود، ومع ذلك ظلوا واقفين في صف القاتل يترجوه بأن يدخل تحسيناً على الاستبداد فيجعله استبداد بشرطة أو قل استبداد بتعديل لقانون أو الإفراج عن عدة أفراد ويترك أكثر من 40 ألف معتقل، وها قد استجاب لهم فأعلن بأنه يعد الكشوف للافراج عنهم في 25 يناير (عيد الشرطة) هكذا قال أثناء زيارته للإمارات، ولينسى الجميع الثورة.
دعونا من مفاجئة الرئيس الذي يعتقد البعض أنه كان يجب أن يفعل ويفعل، ودعونا من أن المفاجئة ليست جديدة وأن مجازر العسكر لم تكن واضحة للعيان، ولكن ألم تصدقوا الرئيس في روايته؟ فها أنتم تعرفون القاتل، فماذا أنتم فاعلون؟.
أظن أن الفرصة مواتية الأن للمطالبة وبأعلى صوت .. لا تحسن بي الظن أيها القارئ فتظن أني سأتوقع مطالبتهم بالقصاص من السيسي ومن قادة المجلس العسكري، أو المطالبة بنشر تقرير لجنة تقصي الحقائق وقيام النائب العام بالتحقيق في نتائجه وإعلانها للرأي العام، فهذا من المناطق المحرمة لدى الثوار الكيوت، كما أن خيالهم لا يصل لتلك المرحلة، ولكن الفرصة ذهبية ولا يجب تفويتها للمطالبة بتخلي الإخوان عن عودة الشرعية، والمطالبة أيضاً باعترافهم بأمسية 30 سونيا وشرعية قائد الانقلاب مع تقديم اعتذار فوري عن عدم تقديم السيسي للمحاكمة، وتقديم شكر للسيسي على تفكيره في تعديل قانون التظاهر وعلى مكرمته بالإفراج عن البعض.