حازم سعيد :
كلما هممت أن أختم سلسلتي " نحو حسم ثوري لا يسرقه العسكري " بالمقالة الأهم والتي تشمل وسائل ومفاهيم ينبغي أن نستحضرها عند إسقاط الانقلاب ، وخاصة مفهوم الإعداد ومفهوم القوة ومفهوم الاستطاعة ، كلما جاءت الأحداث بما يفرض عليك الكتابة في موضوعها لإعادة النظر في طريقة طرحها بالإعلام وآلية النظر إليها .
وهذا الأسبوع أطلت علينا بدعة " التوافق " مع ثوار المواسم الذين ظهروا بالفضائيات يعلنون رفضهم للاصطفاف مع الإخوان ، والتي عملت طوال السنة – التي حكمها ظاهرياً الرئيس مرسي – على إجهاض أول تجربة ديقراطية ، وشمتوا خلال السنة ونصف التي تلت الانقلاب في دمائنا التي سالت وأنفسنا التي أبعدت أو طوردت أو اعتقلت ... شمتوا أو صمتوا ، وعمل أغلبهم خلال هذا الوقت على أن يحولوا الثورة إلى معارضة – كما يقول الشاب المبدع عمار عطوة في أحد تدويناته الفيسبوكية - من خلال تخفيض سقف المطالب إلى معارضة قانون تظاهر أو احتجاج على حبس نشطائهم ( ونشطائهم فقط ) ، أو الاختلاف مع بند في الدستور الانقلابي كصورة مبطنة خبيثة من الاعتراف بالأمر الواقع ومعارضة بعض تفاصيله أو الاعتراض على حكم براءة مبارك .. الخ
هذا دفعني لأسوق بين يديك عزيزي القارئ مجموعة من الأطروحات حول التوافق ، ويهمني أن تتدبرها ، لعل ذلك يصل بنا جميعاً لفهمٍ مشترك يقودنا للتخلص من الانقلاب العسكري الآثم كخطوة تدافع بين الحق والباطل تكون فيها الغلبة للحق إن شاء الله ..
أولاً : الأهداف والغايات :
نقطة مفصلية لابد أن نعيها ونحن نتحدث عن التوافق ، ألا وهي الهدف من الثورة في نظرنا وتطابق ذلك مع الغايات والأهداف التي نتبنى العمل لتحقيقها نحن أو هم ، وأثر ذلك على إمكانية اللقاء المشترك بيننا .
أما غايتنا الكلية فمعلومة معروفة واضحة بينة حيث " الله غايتنا " وأثر ذلك على حزمة الأهداف التي اخترناها لحياتنا ويندرج تحتها ما عرفناه بمراتب العمل : الفرد المسلم والبيت المسلم والمجتمع المسلم والحكومة المسلمة والخلافة الراشدة أو أستاذية العالم ، وكلها حزمة أهداف تقل فيها الأنا والذات الشخصية ويقل فيها ما يخدمها ، كما يكثر فيها ويرتبط بها مفاهيم الواجب والعمل والجهاد والعطاء والتضحية والبذل ، وتقل فيها أو تنعدم – فيما يتعلق بالفرد – مفاهيم الأخذ والحق والمكسب والغنيمة الدنيوية .
وأما هم فلا نعلم لهم غاية ولم يعلنوها ، وأما حزمة الأهداف – وهي نفسها الشعارات - التي أعلنوها هم للثورة في 25 يناير وارتضينا نحن التوافق عليها ، ولم نكن نحن صناعها أو صائغوها – والتمسنا لها تبريرات صحيحة ومفاهيم شرعية سليمة - فكلها غريزية تتبع الذات وتكثر فيها مفاهيم الأخذ والحق والمكسب مقابل قلة وندرة أو انعدام مفاهيم العمل والكد والجهاد والعطاء والتضحية ، حيث كلها أهداف دنيوية صرفة ( عيش – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة إنسانية ) .
وكما قلت وأؤكد أنا لم نكن نحن واضعوا هذه الأهداف ولا منظروها ، بل قعدها ونظرها بعضهم واتبعناهم عليها ورضينا بالتوافق حولها ، وأراها لم تكن هي بذاتها سبب نجاح الثورة في خلخلة المشهد المصري – إلى حين ، والذي سرعان ما عاد لسابق عهده – إنما كانت مجموعة عوامل وأسباب أهمها عنصر المفاجأة الذي أحاط بالمشهد ، لقد كان حدثاً جديداً سابقاً متميزاً فريداً لم تشهد مصر مثله منذ انتفاضة الأمن المركزي في التسعينات وقبلها ما سموه بانتفاضة الحرامية في السبعينات .
ورأيي الشخصي أنه لا يوجد ولا هدف مما اختاروه للثورة يمكن أن نلتقي عليه ، ذلك أنها مجرد عناوين سنختلف في تفاصيلها .
خذ عندك هدف الحرية والكرامة الإنسانية مثلاً ، لو ذهبت تفكر فيه فستجد أن الحرية التي ننادي بها حرية منضبطة تسير في فلك الشريعة ، إنها الحرية وما يتبعها من كرامة تتيح لك أن تعبد ربك وتمارس شعائرك وتهتدي وتقتدي بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم دون أن يضيق عليك أحد في ذلك أو يغلقوا عليك مسجدك ويمنعوك منه ، الحرية وما يتبعها من كرامة إنسانية تسمح لك بالتعبير عن رأيك السياسي بالقول دون إلحاد أو انتقاص لثوابت شرع الله ، الحرية وما يتبعها من كرامة تسمح لك بانتقاد الحاكم أو السلطان أو المسئول دون أن يجرك ذلك إلى حبس أو قهر أو اضطهاد .
الحرية وما يتبعها من كرامة تسمح لك بالتنقل والتجمع والاختلاط والسفر والترحال والإقامة دون أن تهدد في كل لحظة بالسجن أو الاعتقال .
فهل يتفقون معك ولو في تفصيلات هذا البند كهدف مشترك ؟ لا أظن خاصة فيما يتعلق بقيود عدم الإلحاد أو انتقاص شرع الله ، وسيكون هذا سبباً للخلاف عند أول محطة بعد كسر الانقلاب ، وقد حدث من قبل حين مارسنا حريتنا في أن ننحاز لاختيار المسار السلمي واستفتاء تعديلات الدستور وما تبعه فكان أن هوجمنا واتهمنا ببيع الثورة وعلت شعاراتهم : " بيع بيع الثورة يا بديع " ، وكثرت تندراتهم وسخرياتهم من " غزوة الصناديق " واتهاماتهم بتقسيم معسكر الثورة إلى جنة ونار ... الخ .
وسيقع ذلك ثانية مهما فعلنا أو توافقنا ، لأنه في حقيقة الأمر ليس هناك أي رابط مشترك في الغاية أو في مجموعة الأهداف بيننا وبينهم .
ثانياً : هل التوافق فعل اختياري في الثورات ؟ وهل تفشل الثورة إذا لم يتحقق التوافق ؟
المشكلة أننا نصنع بأنفسنا قداسة لمصطلحات وقوانين ونظريات ، ونجعلها ثوابت ومسلمات ، رغم أنها قد تكون – وبالضرورة الشرعية والعقلية – متغيرات مرحلية اجتهادية .
أزعم أن التوافق ينتمي لهذه المتغيرات من الوسائل والأسباب والسلوكيات ، كما أنه ليس من اللازم أن يأتي الإصلاح من خلال التوافق ، وليس بالضرورة أيضاً أن تنجح كل ثورة بالتوافق ، الثورة تنجح بأغلبية شعبية محشودة يرافقها قوة وكيان ملموس يتبع قيادتها يستطيع أن يحقق البطش بخصومها وأعدائها ويتمكن من التنكيل بهم والثأر من فسادهم .
كما أزعم أن الثورة كفعل يختلف عن أفعال أخرى تأتي قراراتك فيها اختيارية كالانتخابات فتختار أن تتحالف مع كيانٍ آخر غيرك فتندمج أو تتوافق أو تتشارك أو تتحاصص .
الثورة تختلف عن ذلك في أن الثائرين كلهم اشتركوا في مجموعة من الضغوط التي تسببها حالة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ، كلهم يشعر بالقهر والاضطهاد والكبت والفقر والمرض والعنت والإقصاء والإبعاد فيثورون ، ولقد تضافرت كل هذه العوامل في 25 يناير فعاشتها كل الأطياف متوحدة ، وعاشوا بعدها سنتين ونصف من الحرية التي أفرزت وأظهرت طبيعة التباين الحقيقي والاختلافات الجوهرية بين الفصائل التي شاركت فيها فكانت الغلبة للاختلاف الناتج عن الأيديولوجيات بين هذه الفصائل ولم يستطع المشترك الثوري أن يصمد أمام هذا الاختلاف ، حتى أنه – في تصوري – أصبح عائقاً عن أن يحدث توافق ثوري آخر خاصة والأطراف المختلفة تفرض شروطاً ومساومات وتضع قيوداً وعوائق كأنها احتكرت الثورة أو اشترتها بمال أبيها .
ثالثاً : هل التوافق غاية أم وسيلة ؟
الذي أذهب إليه هو ضرورة التماس الوسائل والأسباب الصحيحة لنجاح الثورة والكد والدأب في ذلك ، وأرى أن التوافق مجرد وسيلة أو سبب يمكن أن نلجأ إليه أو لا نلجأ وفق ضرورات المرحلة ، وأنه ليس في ذاته نوعاً من الإنجاز ولا النجاح ولا هو من ضمن الأهداف .. لنا في فعلنا الثوري مجموعة أهداف ترتبط بهدف كلي أكبر هو سقوط الانقلاب وعودة الشرعية ، فالتوافق إذن ليس إلا وسيلة يمكن أن ألجأ إليها أو لا ألجأ وفق ظروف بيئة الثورة وتخضع لاجتهادات المرحلة ، وليس قاعدة كلية أو ضمن الأهداف والغايات .
رابعاً : الوزن النسبي لهؤلاء الذين أفترض التوافق معهم ؟
خطورة هذه القضية أننا – محكومين بثقافة المنطقة وطبيعة التربية فيها - نضع أوزاناً نسبية ونقدر أهمية جهات وهيئات على غير قدرها ولا أوزانها النسبية ، ( بالبلدي : بنعمل لهم قيمة ونكبرهم وبعدين نرجع نندم ) .
من هذا أننا قبلنا بتفويض المخلوع للمجلس العسكري بعد رحيله في يناير فجعلنا له قيمة ووضعناه طرفاً في المعادلة ، مع أن الفعل الثوري كان غالباً والموجة كانت عالية فكان لابد من استثمارها بخلع النظام من جذوره وعلى قمة من كان ينبغى أن يخلع المجلس العسكري .
نفعل مثلها الآن بمجرد تفكيرنا في التوافق مع تلك المسماة بالقوى الثورية ، أي قوى ثورية هذه ؟ وأين كانت طوال السنة ونصف الماضية ؟
وأين كانت منذ 25 يناير نفسه ؟ وما كان وزنهم النسبي ؟ وماذا لو أن الإخوان تركوا ميدان التحرير بعد خطاب المخلوع مبارك العاطفي ولم يقاوموا في معركة الجمل ؟ وماذا لو أن الإخوان لم يشاركوا بحشودهم وتنظيمهم وتوليهم الصدارة ومالياتهم ومنصاتهم وصوتياتهم ... الخ الخ .. ماذا لو لم يشاركوا في الثمانية عشر يوماً من الثورة ؟ أكان لثورة هؤلاء أن تنجح ؟ أو يكون لها قيمة ؟
ولماذا اكتسح الإخوان خمس تجارب انتخابية ؟ رغم أن أولئك الثوريين في أربعة تجارب لم يختاروا الإخوان وفي نصف التجربة الخامسة لم يختاروهم ، ولم يجبروا ويضطروا اضطراراً إلا في نصف التجربة الخامسة أن يختاروا الرئيس لأنه لم يعد في أيديهم حيلة ، بل وبعضهم اختار النظام القديم كرهاً في الإخوان في ذات النصف تجربة .
ثم والسؤال الأهم : ما موقف هؤلاء طوال السنة ونصف الماضية من الكبت والقهر والتضييق والعنف والدماء التي سالت ؟ أيمكن للثورة أو الثوريين أن ينحازوا ضد رفقائهم الذين ثاروا معهم من قبل ضد الجائر الطاغي ويشمتون في قتلهم واعتقالهم ويفرحون بذلك ويندبون إليه ، ولمجرد اختلاف في اجتهادات الأمور ؟ ولصالح من ؟ لصالح الجائر الطاغي السفاح ؟ أيمكن هذا ؟!!!
أجب عزيزي القارئ عن هذه الأسئلة تعرف منها الوزن النسبي لهؤلاء الذين يخدعونا ببدعة التوافق ويجعلونا نضع لهم وزناً نسبياً لا أراهم يستحقونه ، حتى إذا جلسنا معهم وحاورناهم وفاوضناهم جعلنا لهم قيمة وقدراً به يعتلون ويرتقون ليسبوننا ويشتموننا ، ولم نحقق المصلحة التي نرجوها من التفاوض مع أمثالهم .
وذقنا ويلاتها من قبل نحن الإخوان – وشجعت شخصياً بمقالاتٍ وقتها على ذلك للأسف الشديد - حين نجح على قوائمنا الانتخابية – أشخاصاً هاجمونا بعدها ووصمونا بالتطرف والإرهاب والظلامية كوحيد عبد المجيد أو ناجي الشهابي أو حمدي الفخراني وأمثالهم وأشباههم عاملهم الله بعدله وبما يستحقون لا بفضله وكرمه .
خامساً : مفاهيم صحيحة تجاهلوها وداسوا عليها :
ثم إنك عندما ترجع إلى الماضي وترى ما فعلوه تجد أنهم ليسوا منصفين وليسوا متجردين بل ظالمين متحاملين ، يقيسون الأمور بأهوائهم وأمزجتهم الشخصية دون ضابط من عقل أو نظر أو فكر أو روية ، فكيف أمد يدي لهؤلاء أو أتوافق معهم ، كيف وحالهم على ذلك وهم مصرون عليه أشد ما يكون الإصرار والعناد ؟
هم أول من داس على مفهوم الديمقراطية وعلى نتائج الانتخابات واخترعوا مفاهيم للشرعية وساووا بين مبارك المزور الفاسد الحرامي وبين الرئيس مرسي المنتخب ديمقراطياً في تجربة حرة نزيهة ليس فيها شبهة تزوير إلا من قبل الخصم المهزوم لصالح نفسه ورغم ذلك لم ينجح تزويره ولا تزوير العسكري له .
هم كذلك من غير المفاهيم الاجتهادية والحرية في اختيار الفعل الثوري إلى خيانة وبيع للثورة وافتراض أن يد المختلفين معه ملوثة بالدماء ، هم الذين لم يقدروا ميزان المصالح والمفاسد وموائمة القرار لطبيعة المرحلة الذي اختار مسار الانتخابات ظناً منه أنه يقي مصر من الدماء واعتبروا أن ذلك خيانة وتلوث يد .. الخ
هم من لم يفهم ويقدر معنى مناداتك بعودة الرئيس مرسي وأنها تقهر العسكري وتنسفه نسفاً لأنك بذلك تستند إلى اختيار الشعب ضمن انتخابات حرة نزيهة أصبحت مرجعية بذاتها ، ولم يفهموا أنك وأنت تفعل ذلك فإن في هذا حماية للثورة في المستقبل من عسف العسكري وجوره وتحويره للأمور وتحايله على فصائل الثورة ، ومنعاً للمسارات من الدخول في أنفاق الاختلاف مرة أخرى حول ماذا ستفعل بعد إسقاط الحكم العسكري ( سميته انقلاباً أم لم تسمه ) ، لم يدركوا ذلك البعد المستقبلي ، ولم يدركوا كذلك أنك وأنت تفعل هذا إنما تفعله لصالح مصر بكل أطيافها وترسخ لآلية ونظام لاختيار الحاكم قد لا يأتي بك في الدورة الانتخابية التي تليها ، ولكنك تبقي الاختيار حراً نزيهاً شفافاً ديمقراطياً ، فتضمن عدم التزوير والغش والفساد ولوي الأمور لصالح طائفة مستبدة ظالمة .
لم يدركوا كل ذلك ولم يفهموا مراميه ، فكيف يفكر العقلاء في التوافق معهم ؟!
سادساً : هل من حقي أن أسامحهم بعد مذبحة رابعة والنهضة ؟
لست أراه حقاً لنا نحن الثوار الحقيقيين أن نخون دم إخواننا الشهداء ، ولا أعمار إخواننا المعتقلين أو المطاردين بأن نضع أيدينا في أيدي من تسبب في ذلك وكان أحد دعامات العسكر للوصول إلى ذلك الانقلاب ومهد له الأمر على جثث إخواننا وأشلائهم ، إلا بعد إعلان توبتهم ، وأبسط شروط توبتهم ألا يتدخلوا في أجندتنا ولا مطالبنا .
ولست أراه حقاً لنا نحن الثوار أن نسامح هؤلاء بحجة الموقف الثوري ، وهم لم يتوبوا من موقفهم السابق في الاصطفاف مع الانقلابيين ، بل الأنكى أنهم يطالبوننا نحن بأن نتخلى عن كل ما يذكرهم بجريمتهم ، ويعتبرونه فساداً منا أن نطالب بالشرعية وعودة الرئيس مرسي ، فواعجباه .. ليس منهم ، وإنما ممن يسعى حثيثاً لاهثاً للتوافق معهم ، والله ما هكذا تورد الإبل .
كبسولة :
أولاً : فكرت كثيراً وملياً قبل كتابة هذه المقالة: هل كلامي في هاتين المقالتين ( هذه والتي قبلها ) يخدم الانقلاب ويعمق الفجوة ويستدرج الإخوان لمأزق التفرق والتشرذم ؟ وبعد تبصر واستخارة رأيت وكلي يقين أنه لا خير في مثل هذا النوع من التوافق الذي يستحيل في الواقع حدوثه ، وإن حدث بتنازل منا عن جهاد سنة ونصف ودماء وأعمار إخواننا ، فأي خير فينا حينها ؟! وأي طعم لنصر يمكن أن نحققه وقتئذ ؟! ولماذا إذن لم نقبل بمفاوضات العسكري وعروضه الباهتة أن نتنازل عن الشرعية ونقبل بمكاسب أخرى كانت في ظاهرها كفيلة بأن تعافينا من كثير مما مررنا به ؟! بئس التوافق هو ... بئس التوافق إن فكرنا فيه أو اتخذناه سبيلاً .
ثانياً : تسريب فضيحة يستحق التحية لمن سربه .. تسلم الأيادي .. هذا التسريب يوجب على ثوار 30 يونيو – 3 يوليو الاعتذار لفخامة الرئيس الشرعي المحترم للبلاد الدكتور محمد مرسي والمناداة بعودته قبل أي تحرك ثوري من قبلهم ومن الآن .
-------------