بقلم - علاء الشعار
 
هالني - وسط ما أشعر به من ألم جراء ما يحدث لإخواننا في سيناء - أن يخرج علينا مفتي الهلال بفتوى جواز ما يفعل بسيناء بزعم الضرورة ، وكأننا الجيش والشعب في ترقب لهذه المسألة التي عرضت على دار الإفتاء حتى يتخذ القرار فيها ، لو كانت فتواك بحرمة التهجير - وهذا شبه مستحيل - هل كان الجيش سيتوقف أم سيعتذر للناس ويعيدهم لبيوتهم .. أقسم بالله أنك لا تجرأ على ذلك و إذا جرأت لن يعودوا عن غيهم، فليس لكلامك قيمة عندهم ، إلا فيما يروق لمشاربهم وأهوائهم .
      هناك قاعدة أظنك تحفظها جيدا وهي : "الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره" ، فلا أظنك تعرف الأهداف الخبيثة و راء هذا التهجير ولا أبعاده ، ومن قبله مقتل الجنود الغلابة ، فعلام أفتيت ، وإن كنت تعلم  فالمصيبة أكبر . 
سيادة المفتي ما حكم هتك أعراض الطاهرات من بلطجية الشرطة .. ما حكم سفك دماء آلآف الأبريــاء و حرقهم وانتهاك حرمات المساجد والبيوتات .. وسجن أكثر من أربعين ألف ، والحكم على المئات بالسجن والإعدام .. أين فتاويك من كل هذا الظلم ؟ فتاويك للأسف تبرر للظلم و للظالمين لتبوء بالإثم ، قال تعالى في سورة الأنعام " ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون "  أنت وعلي جمعة و شيخ الأزهر ووزير الأوقاف ومن على شاكلتكم يصدق عليكم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
".  إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان" . رواه أحمد، وصححه الألباني
و ما قاله ابن تيمية في الفتاوى تعليقا على قول الله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ {175}، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ {الأعراف:176}. قال: "وهذا مثل علماء السوء".
وكذا ما قال الغزالي في إحياء علوم الدين: إن علماء السوء شرهم على الدين أعظم من شر الشياطين إذ الشيطان بواسطتهم يتدرج إلى انتزاع الدين من قلوب الخلق.
و روى أبو نعيم في حلية الأولياء بإسناده عن جعفر الصادق أنه قال: الفقهاء أمناء الرسل، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا إلى السلاطين فاتهموهم .
فإننا نتهمك في دينك وخلقك وحتى علمك ، وفتواكم لا تزيدنا إلا إشمئزازا منكم ، ولا تحسبوا أن لكم وزنا لدى المسلمين أصلاً ،إلا عند أهل الأهواء ، فوزن العالم بموقفه مع الحق قبل أن يكون بعلمه  - خاصة وقت الشدائد - . ولنا في ابن حنبل و سلطان العلماء ، العز بن عبد السلام وغيرهما الأسوة الطيبة ،
 والله إن فتاة في الثانوية شجاعة أو طالب في الجامعة -حدث العمر نحيل الجسم - يصدعان بالحق ويعرضان حياتهما للخطر خير وأحب عندنا من ملئ الأرض من أمثالكم .  
" فحسبنا الله ونعم الوكيل في كل أعوان الظالمين "