كتب - خميس النقيب:
بعد حملة تشويه بغيضة مسعورة مدفوعة الاجر في اعلام الصهاينة العرب لتشويه المقاومة الباسلة وعلي راسها حماس الا ان المقاومون في غزة والمجاهدون في فلسطين كانوا اعلي من الجيوش النظامية واغلي من الجنرالات العربية وارقي من القيادات العبرية وانقي من النعارات القومية ، فاحسنوا الخطط الهجومية واتقنوا النظم الدفاعية وايقنوا النظم القتالية إيمانا وإحسانا شجاعة وإقداما انضباطا والتزاما اخلاقا وسلوكا فعاشوا اوقاتهم.صفاء نفوس ، ونقاء سريرة ، وحسن سلوك وزهدا في الدنيا ، ورغبة في الآخرة ، إقبالا علي الله ، بذلا للنفس والنفيس ، وتضحية بكل شئ لدحر الاعداء وقهر العملاء وارضاء رب الارض والسماء ، فهل يعترف العملاء بالهزيمة ؟ وهل يقر العدو بالسقوط ؟ مجاهدون في النفق ما يقرب من شهر بلا غذاء او ماء او دواء او هواء الا انهم عادوا للحياة والجهاد من جديد فهل يصدق الاعداء او يتاثر العملاء ؟ " وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون " يونس ،هؤلاء المجاهدين اخلصوا لله نواياهم ، وصفوا لله سرائرهم ، وترفعت عن الدنيا هممهم ، وذهبوا عن المتاع المبذول والامان المتاح ،
مع أنهم فقراء إلا أنهم تركوا ديارهم وأموالهم بل وأبناءهم وأهليهم..!! لماذا ؟!! لينصروا الله تعالي في مقدساته وبيوته و لينصروا رسوله الله صلي الله عليه وسلم في سننه وشريعته ، هذه أهدافهم وهذه ميولهم وهذه رغباتهم ..!! فهل يفهم العملاء ؟ وهل يفقه الاعداء؟!
لذلك اخبرنا الله – تبارك وتعالى – في كتابه عن صفات قوم يمتلكون الاستعلاء والصمود فقال - تعالى – " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " [ آل عمران –139 ] .فمن صفاتهم أنهم لا يهونون في هذه الحياة . وكيف يهونون وهم جند الله وخليفته في هذه الحياة .وكيف يهونون وهم رافعو لواء الحق في الحياة ؟ ورافعوا راية الإيمان في الأرض ومن صفاتهم أنهم لا يحزنون ؛ فهم مؤمنون بقدر الله ، وأن ما أصابهم ما كان ليخطئهم ، وما أخطأهم ما كان ليصيبهم .وهم لا يحزنون ؛ فهم أتباع الرسل والأنبياء ، ساروا على دربهم ، وعلموا أن ما أصابهم فقد أصاب الرسل و لحق بأصحاب المبادئ على مر العصور .كيف لمسلم يستشعر هذه المعاني ، ويعيش بروح الهزيمة والدونية ، ويشعر بأن غيره أفضل منه ، حتى لوأُعطي كنوز الدنيا ، أو أٌعطي ملك الأرض ، انه عمل متواصل لا ينقطع وجهاد دائم لا يكل ولايمل .. تجدهم شجعان في مواطن البأس ثابتون في مواضع ألشده لا تتزلزل لهم قدم ولا يتزعزع لهم ركن ولا تلن لهم قناة، لا يخشون العملاء قلوا أو كثروا ولا يبالون بالأعداء زادوا أو نقصوا ، لا يخافون إلا من ذنوبهم ولا يفزعون الا من سخط ربهم ، أما إذا قيل لهم اعداءكم أكثر عددا يردون من كتاب ربهم " كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرين " البقرة249وإذا قيل لهم ان العدو أكثر مالا كان ردهم " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ" الأنفال36) وإذا حذروهم من مكرهم ردوا بقول الله عز وجل " وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ” آل عمران54وإذا قيل لهم أنهم امنع حصونا قرأوا عليهم " وظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا" الحشر2 انهم يسيرون بمعونة الله وينظرون بنور الله ويقاتلون بسيف الله ويرمون بقوه الله " وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى."الأنفال17 لقد انتصر المقاومون مع قله عددهم وضعف عتادهم وانهزم خصومهم مع كثرة عددهم وقوه عتادهم لان خصومهم خرجوا بطرا واشرا ، عنادا وكفرا وإمعانا في الظلم والقتل والاستبداد .المجاهدون في فلسطين اذلوا اليهود واعوان اليهود ثلاث مرات متتاليات ، من الفرقان الي العصف الماكول مرورا بحجارة السجين ، واحلاهم واغلاهم واقواهم الاخيرة 2014 العصف الماكول حيث انتصرت المقاومة في غزة واملت شروطها علي الاحزاب المجتمعة لحربها ، من امريكا الي اسرائيل مرورا بالاتحاد الاوربي والعملاء العرب اقصد صهاينة العرب ، بالمال والسلاح والحصار ...
هل يتعظ القوم ؟ هل يفيق الاحزاب ؟ هل يتعلم العملاء ؟ ام فقدوا البصيرة بعد فقدهم للسمع والبصر !! كيف ؟
لايؤمنون بالعدل ولا يعرفون الفضل ، لايؤمنون بالحق ولا يعرفون الحقيقة ، لا يؤمنون بالرحمة ولا يحبون المقاومة ، نفوس تزهق وبطون تبقر ، اغراض تسرق واعراض تنتهك ، نساء تغتصب وقاصرات تعتقل ، بيوت تهدم ومقدسات تدنس ، مساجد تقصف و شباب يقطف ، والقوم لا ينظرون ولا يتفكرون ولا بالحق يؤمنون " قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ "( يونس : 101)
علماء الأصول يقولون إن كل فعل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب، لكن القوم يتوهمون أن الأوامر، أن تصوم، وأن تصلي، وأن تحج، وأن تزكي، مع أن كل فعل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب " اعدلوا هو اقرب للتقوي " امر يقتضي الوجوب ، " ان الله يامركم بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربي ...
قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ "( يونس :101) ماذا في السموات والارض ... الارض والسماء ، البر والفضاء ، الحجر والشجر ، الوبر والبشر ، البر والبحر آيات باهرة وعظات حاضرة لذوي الألباب العامرة ، مما في السماوات من كواكب نيرة ، ثوابت وسائرة، فهل ينظرون ؟ " وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون"( يونس 101 )
المدافعون عن الارض والعرض ام الذين دنسوا الارض وهتكوا العرض ، المناهضين للاعداء ام الموالين لهم العملاء ، المنافحين عن المقدسات ام الباحثين عن الستات ، المضحين لبلادهم والمخلصين لشعوبهم ام المخربين لبلادهم المنافين لشعوبهم الذين مصوا دمائهم واشعلوا غلائهم وقتلوا دعاتهم وعلمائهم ، من الشرفاء ومن العملاء ؟ من السعداء ومن الاسقياء ؟ من الابطال ومن الانذال ؟ صدق من قال : والليالي من الزمان حبالي مثقلات يلدن كل عجيب ، نعم فالزمن يدور والحياة تسير ، الايام تتسارع والليالي تتوالي تظهر للعيان الشاكر من الجاحد والمداهن من المجاهد والمخلص من المنافق والامين من الخائن والبطل من النذل ، كتائب الاعلام المضلل لازالت تعمل ليل نهار لصالح اليهود واتباعها وضد المقاومة وانصارها ، يحرضون ويغتابون وينمون حتي اغلقوا المعابر وهدموا الانفاق وشددوا الحصار يظنون ان الابطال يموتون او يستسلمون او يهربون فخاب ظنهم وضل كيدهم وسقط مكرهم ونجح الابطال الافذاذ المغاوير في فلسطين الحبيبة ، في غزة العزة في الوصول بصواريخهم المطورة الي تل ابيب وعسقلان وديمونة حتي وصلت لجدار الكنيست نفسه في مفاجاة من العيار الثقيل اذهلت العدو وزلزلت العميل
حتي اغلقت السفارات والمطارات ودمرت السياحة خوفا من صواريخ المقاومة ...! الابطال لا يموتون يهربون ولا يستسلمون يجودون باعز ما يملكون لتحيا شعوبهم حياة كريمة ولتبقي مقدساتهم سليمة ....الغزيون الشرفاء لم يجلسوا بعد الحصار الخانق يلطموا الخدود او يشقوا الجيوب وانما طوروا من انفسهم وجددوا ايمانهم قبل ان يجددوا حياتهم كانوا بالامس يدافعون مكانهم اما اليوم فهم يباغتون الاعداء في عقر دارهم فيداهمون قواعدهم وياسرون جنودهم بفضل الله ، ووقف العدو وحلفاؤه عاجزين امام هذا التطور الهائل الذي صنعته المقاومة الباسلة في ايات بينات للعيان ...
وكم آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها غافلون، متي يفيقون ؟ في الإنسان آيات الله ، ايها الانسان لو تمضي كل حياتك في التأمل في الآيات الصارخة، الدالة على عظمة الله بجسمك ما تنتهي ، أقل شيء هذا القلب ينبض بلا كلل، وبلا تعب، ثمانين سنة، تسعين سنة، حركة مستمرة، عما يضخ الدم، له أمر كهربائي ذاتي لا يحتاج سولار او مازوت ولا يقطع في اليوم مرة ا وثلاث...! لكن " وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون"( يونس 101 ) وأي شيء تجدي الآيات السماوية والأرضية ، والمعجزات الكونية بآياتها وبراهينها الدالة على صدقها ، عن قوم لا يؤمنون لا بالحق ولا بالعدل ، ولا بالمقاومة كما قال سبحانه : " إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم"(يونس
حيا الله ابطال غزة ومجاهدي فلسطين والذين معهم الي يوم الدين ، اللهم انصر جندك واخذل عدوك اللهم امين