حازم سعيد :

العر# السيسي جلس مع زمرة من طباليه من إعلاميي العار ليستغيث بهم لينقذوا دولته مما عده إعلاماً مأجوراً لتركيا وقطر وسمى بعض المنابر الإعلامية التي تناصر الشرعية ، في سابقة هي الأولى من نوعها لشخص يجلس على سدة الحكم في مصر ( بحق أو بغير حق ) ، لتسجل الواقعة وما حولها من أحداث مجموعة من الدلالات نستعرضها في هذه العجالة :

 

أولاً : هي نفسية كل الطغاة على مر العصور :

الذعر والجبن من الرأي الآخر هو حال الفراعنة والجبابرة والطغاة ، وكما سجل لنا القرآن الكريم في قصصه الرائع عن حال كل الطغاة كما في قصة إبراهيم وحرقه بالنار ، وقصة لوط وإخراجه من قريته لأنه يتطهر ، وقصة موسى وفرعون ، وقتل فرعون للسحرة بمجرد أن آمنوا ( على الرأي والهوية ) .

وكما في لطمة أبي جهل لأسماء بن الصديق رضي الله عنهما ، وترجيه لها أن تكتمها عنه ، وكلامه لرفاقه ألا يتحدثوا بها حتى لا تقول العرب أنه لطم امرأة .

الطاغية جبان ، يريد أن يفعل فعلته في الظلام فيسرق ويقتل ويغتصب ويسلب إرادة شعب ، ولا يرغب في طنين الذبابة التي تذكره بمأساته فيود لو أن قتلها ، هكذا هو مع إعلام الشرعية ، لا يريد الطاغية أن يذكره أحد بجنونه وخيانته ، ناهيك أن يكون حجر عثرة في طريق سرقته وجرائمه .

 

ثانياً : حجم المشاكل التي يعانيها النظام الانقلابي :

والصورة التي تحدث بها العر# الجبان عن الدولة المصرية وعن أن إعلام الشرعية يحارب هذه الدولة تنبيك عن حالته النفسية المتأزمة ، العر# أقدم على مغامرته وخيانته وهو لا يدرك كم المشاكل التي تعانيها البلد ، ويظن أنه بضغطة زر أو تبرعات ( يضن بها رجال الأعمال ) سوف يعالجها ، وهذا هو بيت القصيد في مشكلته وأزمته .

مصر بلد جرفت على يد العسكر على مدار ستين سنة منهم ثلاثون فشل ، وثلاثون أخرى مباركية كانت عبارة عن تجريف وسلب ونهب بغير حساب ، ولن تنصلح على يد خونة سارقين لا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية .

السيسي بهذه الاستغاثة يعلن لمن يفهم أنه فاشل ويزداد فشله وأنه يحس بهذا الفشل ويدركه ويرغب فيمن ينقذه منه ، هذه هي الحقيقة البادية من وراء مثل هذا اللقاء بالإعلاميين .

 

ثالثاً : اعتراف ضمني من السيسي بإنجازات الثورة :

وهو كذلك اعتراف من العر# بأن الثورة على الأرض تؤرقه ، وتحدث له أزمة ، وأنها شوكة في ظهره تقض عليه مضجعه ويوشك أن تقضي على حكمه الذي يظن الجهلاء والبسطاء أنه تمهد ، ولا يعرفون أنه على أوهن من بيت العنكبوت ، وأنه لو أن جناحاً من أجنحته ( خاصة الشرطة ) انهارت فستنهار منظومته بالكامل .

ومن هنا يفكرون فيما يطلق عليه وزارة الأمن القومي لأنهم رأوا في يومي 3/7 ، 14 / 8 نموذجاً مطوراً من الإبداع الثوري يعلمون أن له ما وراءه من التطوير والابتكار والإبداع ، ويعلمون كذلك أن شرطتهم لن تقوم أمامه ، فيفكرون الآن فيما يظنون أنه يمكن أن يقوم مقام الشرطة .

من هذه النفسية ومن هذه الخلفيات في النقاط الثلاثة الماضية كانت استغاثته بإعلام العار حتى ينقذه .

 

رابعاً : نفسية المصريين وتأثرهم بالقصف السلبي أكثر من الإيجابي :

بيد أن هذا الخائن الغبي لا يعرف أن هناك متغيرات عديدة حدثت ، لقد أصبح في سدة الحكم ، والدراسات النفسية الإعلامية أوضحت أن المواطن – أي مواطن – يسهل عليه التأثر بقصف من هو في سدة الحكم ، وأنك مهما فعلت لمقاومة هذا القصف فلن تصمد أمامه ، خاصة عندما تكون خائناً وسارقاً وقاتلاً وغبياً وممثلاً ساذجاً تصدر منك زلات وهفوات في كل موقف تجعلك عرضة للقصف والسخرية والاستهزاء .

كذلك أوضحت الدراسات أن تأثر الناس بالدعاية السلبية أقوى من تأثرهم بالدعاية الإيجابية ، بمعنى أنك إن أردت أن تزين واحداً للناس فإن المجهود الذي تبذله أضعاف أضعاف ما لو حاولت هدم صورة هذا الشخص وإظهاره بمظهر السلبي ، فمهما حاول إعلامك أن يزينك للناس فلن يفلح أمام القصف السلبي .

هنا اجتمعت عليه كارثتان : أنه يقصف سلبياً ، والثانية أنه في سدة الحكم ، ولأن قياسات الرأي عندهم توضح هذه الصورة السلبية الرهيبة فهو يستغيث ويستجير ، والذي أبشره به أنه لا أمل له .

ذلك أن علاجك في إحدى نقطتين : ألا تكون بسدة الحكم ، فربما يفلح ذلك معك ، وقد حاولوا قصف الإخوان مئات المرات وهم خارج الحكم فلم يفلحوا وكان أن ازداد الإخوان شعبية وتمكنوا ، فالقصف السلبي لمن هو خارج سدة الحكم كثيراً ما لا يفلح.

وإما أن تكون عادلاً رحيماً منصفاً أميناً ، وهو ما لا يمكن أن يتوافر لخائن مثلك ، ولا أظن حتى في هذه الحالة الفرضية العبثية يمكن أن يفلح ، فإنه لم يفلح مع الرئيس العادل الأمين بحق .. الرئيس مرسي ، وتأثر قطعاً بالقصف السلبي ..

المعادلة تغيرت وأصبح السيسي في الحكم والإعلام الخائب يحاول تزيينه فلا يفلح ، أضف إلى ذلك كم فشل ومشكلات يعانيها نظامه ويشعر بها المواطن البسيط من غلاء أسعار ومشكلات في البنية التحتية للبلد التي اغتصب حكمها .. فلا ريب ستزداد حسرتك وسيزداد صراخك عن قريب أيها العر# إن شاء الله .

 

خامساً : بداية تعافي لإعلام الشرعية :

هناك دلالة واضحة أن إعلام الشرعية أصبح مسموعاً من قطاعات كبيرة ، كما أن به منابر كثيرة وصلت لمرحلة من المهنية والحرفية أثرت في الطاغية لدرجة أن يسميها بالاسم وحولته لفزع حتى مما لم يدشن بعد كقناة مصر الآن ..

بالإضافة إلى الإعلام المنصف الحرفي المهني بحق من أمثال العربي الجديد والجزيرة والشرق وغيرها ..

لقد أصبح لأنصار الشرعية كثيرون بالإعلام تشكلت لديهم خبرات متراكمة بعد كم ضغط كثير واتهام بالفشل ، وستزداد الخبرات مع الأيام إن شاء الله وسيتعافى إعلام الشرعية ويقدم نماذج حرفية على مستوى المقروء والمسموع والمرئي والإنتاج الفني يوجع الظالمين إن شاء الله . وما جو تيوب أو عطوة كنانة أو الشاب أشرف ( عبد الله الشريف ) أو باكوس منا ببعيد .

سادساً : حجم تفاهة إعلام الانقلاب وحجم الكوارث التي يقدمونها فتدعم الشرعية :

أيضاً فإن الدور الذي يقدمه إعلام الانقلاب الآن من السطحية والسذاجة ما هو كفيل بهدمه كالدبة التي تقتل صاحبها ، وسأضرب لك عزيزي القارئ ثلاثة أمثلة وقعت في طريق في ساعة واحدة وأنا أقلب في صفحات الفيسبوك واليوتيوب لكوارث من ناحية العقل والمنطق تبين لك بوضوح كيف أن إعلام الإنقلاب الآن أحد أهم الأدوات لضربه وتحطيمه بالغباء والسطحية والسذاجة ومصادمة العقل والمنطق والدين ( وسأسوق لك روابطها في نهاية المقالة إن شاء الله ).

المثل الأول لضابط أمن الدولة بدرجة مذيع ،  أحمد موسى ، الذي يتحدث عن كرة أرضية تحت رابعة العدوية يخبئ فيها الإخوان جثث ضحاياهم ، والمثل الثاني للتافه محمد الغيطي الذي يتحدث عن أسطورة أن الجيش المصري حاصر الأسطول السادس الأمريكي وأسر قائده وأن رسائل تهديد قوية أوصلتها أحد القيادات العسكرية لأوباما تحذره من التدخل في الشأن المصري .. الخ الخ ، والمثال الثالث لمحمود سعد الذي يرغب في عودة صورة المصري المتدين القديم الذي يقف في البلكونة يشرب البيرة وتقف بجواره امرأته أمام الناس بقميص النوم .. لكن إيه يعرفوا ربنا قوي ..

هذه الأمثلة الثلاثة توضح لك كيف يقوم الإعلام المصري بنفسه بصرف كل العقلاء والمنصفين والشباب ممن يسمعوا هذه التفاهات والترهات ليتحولوا بطريقة تلقائية ولا إرادية لمناصرة الثورة ، كل هؤلاء يجبرهم هذا الإعلام جبراً ويرغمهم إرغاماً على أن يقفوا بخندق الشرعية وأهلها ، فهو إعلام يقتل صاحبه .

أما الهمل والتافهون الذين يجلسون أمام هذا الإعلام ليصدقوه فأولئك لا نعنيهم بحديثنا ، ولا نلقى لهم بالاً ، فما هم أصلاً برقم في الحياة ، إنهما أصفار همل لا قيمة لهم ولا وزن .

 

كبسولة :

  1. انتصار المقاومة بغزة هو نصر للإسلام والمسلمين ، وهو قرة عين لكل مؤمن موحد مجاهد ثائر ، فحيا الله المقاومة وأهلها ونصرهم الله وآزرهم الله وآواهم الله وكفاهم الله .. وحق لهم أن يحتفلوا ويهنأوا ، فلقد أفرحوا قلوب الضعفاء والمساكين , وأدخلوا السرور على كل مسلم مؤمن يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..

بيد أني أذكرهم أن هذا النصر إنما هو من عند الله ، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ، فاحذروا أيها المجاهدون من أنفسكم ، فهي ما أخافه عليكم ، واحذروا من الرياء والسمعة ، واحذروا من العجب بما آتاكم الله ، لا تخذلوا المسلمين الضعفاء الفرحين بما أيدكم الله به ، واحذروا كذلك من الراحة والدعة ، فما فعلتموه إنما هو شوط واحد في معركة طويلة الأمد نهايتها على أرضكم تحرير الأقصى السليب من يد اليهود .. إن الطريق ما زال طويلاً وأنتم في أوله ، فاستعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ...

  1. إذا كانت حماس مجرمة وآثمة وإرهابية ويستحق من يتحاور معها الاتهام بالتخابر ويحاكمون الرئيس مرسي الآن بهذه التهمة ، فكيف للسيسي أن يستضيف قادة هذه المنظمة الشريرة بالقاهرة ويقبل أن يكون وسيطاً بينها وبين إسرائيل ؟ كيف يستضيف هو ومخابراته إرهابيين يعملون على هدم مصلحة مصر ويحاورهم ولا يعتقلهم ؟ أنا أطالب بمحاكمة السيسي على تهمتين : الأولى التخابر مع حماس ، والثانية الغباء السياسي .

-------------

[email protected]

أحمد موسى : المدفن الصحي وكرة أرضية تحت رابعة 

محمد الغيطى والأسطول الأمريكي

محمود سعد والمتدين المصري القديم