كتب - عمر سعيد :
أحيانا اشعر بالمرارة لأننا واقصد الجميع قد استعجلنا ثورة 25 يناير ورضينا بما فعله العسكر بنا وبالثورة وظننا أننا قد حققنا حلمنا وأزلنا حكم جبري اخذ منا كل شي ولم يعطى لنا شيئا وفرحنا جميعا بعدما خرج علينا الهالك عمر سليمان ليعلن عن تنحي المخلوع عن الحكم ولكننا لم ندرك ما تبقي من كلام الهالك عمر سليمان وهو تسليم السلطة إلى المجلس العسكري .
وبعد تنحى المخلوع بدأت المؤامرة الكبرى على الجميع سواء إخوان أو شباب ثورة أو حتى من ركب الثورة ورأينا المذابح لأول مرة بعد الثورة فهل نسي احد مذبحة بورسعيد وهل نسي احد مذابح محمود محمود الأولى والثانية وهل نسي احد مذبحة مجلس الوزراء وهل نسي احد مذبحة رابعة واخواتها كل هذه المذابح خطط لها العسكر بقيادة من يقود الانقلاب الآن.
ما اقصده مما سبق أننا تعجلنا ثورتنا ورضينا بحكم هولاء الحثالة مع أننا لو انتظرنا في الميدان أيام قليلة لكان الوضع أفضل مما سبق ولكنا الآن نحتفل بثورتنا المجيدة ولكنا وضعنا هولاء الحثالة في أماكنهم الطبيعية ولكن قدر الله وما شاء فعل.
وجاء الرئيس مرسي إلى الحكم ولا انسي أبدا كم كانت الفرحة عارمة على وجوه الجميع في ميدان التحرير يوم أعلن القاضي فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية الجميع بلا استثناء ولكن أيضا جاءت النتيجة وقد اعد هولاء الشياطين المؤامرة من جديد على هذا الرجل الفاضل والذي كان مثلنا يحلم بان يعيش في وطنه يصنع فيه مستقبله ومستقبل أبنائه يعيش في وطن الحرية فيه اكبر شي فلا ظلم لأحد ولا اضطهاد لأحد ولا تفرقه بين احد .
غاب عن الرئيس مرسي شيئا مثلما غاب عنا في ثورة يناير ألا وهو الخيانة فلم يتوقع أن تأتى الخيانة من شخص كان يصلى الظهر ويبكى ويقف بجانبه ولا يستطيع أن يرفع رأسه وعيونه تنظر دائما إلى الأسفل وكان يردد دائما الاسلام ديننا ويجب ان نحافظ عليه وعلى هويتنا الاسلامية بارواحنا فالجميع اخطأ ولكن لا نحمل الرئيس وحده الخطأ ويجب ان نعلم اننا جميعا دون استثناء نتحمل ما حدث لمصر بعد الانقلاب ويجب ان نجاهد لعودة مصر الى طبيعتها وعودة المسار الديمقراطى من جديد ولان بيعة الرئيس مرسي مازالت فى اعناقنا وسوف نحاسب عليها يوم القيامة .
كانت المؤامرات تحاك هنا وهناك والجميع يمكر على الرجل دعاة العلمانية والليبرالية وحزب النور رجال المخابرات السعودية في مصر وطبقة رجال الأعمال وشريحة الفنانين والراقصات والإعلاميين والجميع دون استثناء وكلام نجيب ساويرس خير دليل انه انفق ما انفق لكى يخلع الرئيس مرسي وهو على استعداد ان ينفق الكثير والكثير لخلع زعيم الانقلاب ونحن جميعا كنا نري الصورة واضحةوكنا نري اهانة الرجل وتسبة وتقذفه السنة ما كنا نسميهم من نخبة بكل ما تملك من قذارة ومع هذ ا كله كان الرجل صلبا ثابتا لا يغضب أبدا واعتقد أننا اليوم نفتقد هذا الرجل فأنت الآن تعيش والكهرباء مقطوعة ليلا ونهارا ولكنك لا تستطيع أن تتكلم أو تحدث نفسك والأسعار ملتهبة والضرائب على كل شي والمرتب ثابت بل أحيانا يخصم منه ضرائب إضافية وأنت لاحول لك ولا قوة وأخر ما يمكن أن تفعله لو فاض بك الكيل أن تحدث نفسك أو تقول مثلما كنت تقول أيام الرئيس مرسي .
والى الثوار الذين نراهم في كل مكان في جميع محافظات مصر وفى جميع المراكز وفى جميع القرى أقول لهم إياكم أن تتعجلوا الثمرة مازالت على أشجارها تنمو وتترعرع ووقت النضوج ستنظر إليكم ستشم رائحتها الذكية ستبهركم ألوانها الجذابة المتعددة وسينتشر نسيمها في كل مكان يوقظ الجميع تقول لهم لقد حان وقت الحصاد فالرؤؤس الآن قد أينعت وقد حان الآن وقت حصادها فمن سيشارك في الحصاد ومن يقتص لوالده ومن سيأخذ حق ابنته التي اغتصبت وتحرشوا بها ومن سيطلق سراح الأسري والمعتقلين ومن سينشر الفرح في أرجاء مصر ومن سيحمل الرئيس إلى قصره فلماذا تتعجلوا القطف.
ما اقصده أن نعمل مخلصين ونجتهد ونبدع وكل يوم يمر علينا نتعلم منه شيئا جديدا وكل ذكري أليمة حلت بنا تجدد فينا حب الكفاح والنضال والتضحية من اجل أن نحرر أوطننا من جديد ونرجع إليها حريتها الغائبة وتسود فينا روح العدل والحب ولا تحدثنا أنفسنا مطلقا بان هذا الانقلاب قد اكتملت أركانه وانتشر وأصاب الجميع بالخوف والرعب ولكن اعلم أن وقفتك الصغيرة هذه ترعبهم وتجعلهم لا يفكرون في شي إلا في الخلاص منها فلماذا كل هذه المدرعات ولماذا كل هذه الجنود ولماذا كل هذه الطلقات طالما أننا غير مؤثرين وطالما أننا مجرد أفراد بسيطة .
ما اقصده أيضا لا تجعل اليأس يدخل بابك يخاطبك هل سنظل هكذا والى متى ولكن انتصر عليه وقل له وما قيمة الحياة إذا ظللنا هكذا عبيدا لا نستطيع الكلام حتى مع أنفسنا وما قيمة الحياة وأصحاب المصالح والفسدة يتحكمون في كل شي وما قيمة الحياة وأنت حقك لا تأخذه ويذهب إلى غيرك وما قيمة الحياة وصوتي خرج ولم يعد ولم يحترمه أحدا وما قيمة الحياة ومن يحكمني الآن لص وقاتل وسفاح
فيا من تخرج علينا الآن وتقول مصالحات ومبادرات فلن ننظر إليك ولن نلدغ مرتين من نفس الثعبان فارجع إلى نفسك من جديد لعلك تجد قناعة أو تجد طريقا أخر أما طريقنا فمعروف وأما ثورتنا فباقية طالما أن لنا أنفس مازالت في أجسادنا وأما رئيسنا فهو الرئيس الشرعي ومن يريد التفاوض فليذهب إليه ولكننا لن ننظر إليك ولن نتعجل الثمار قبل أوانها ولن نلدغ من جحر مرتين .