بقلم : د/ إبراهيم كامل محمد
الحمد لله الذي مدح عقول المؤمنين "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيات لأولى الألباب " آل عمران 190 وذم عقول المُغَيَّبين الغافلين " إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ " الأنفال 22 ، والصلاة والسلام على رسول العالمين وبعد
روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما وصف مساءلة منكر ونكير وما يكون من جواب الميت . قال عمر : يا رسول الله معي عقلي ؟ قال : نعم قال : كفيت إذاً ; فأنزل الله - عز وجل - هذه الآية " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ " انظر تفسير القرطبي – سورة إبراهيم – 27 . وورد الحديث بروايات أخرى " يا عمرُ ، كيف بك إذا أنت متَّ فقاسوا لك ثلاثةَ أَذْرُعٍ وشبرٍ في ذراعِ وشبرٍ ، ثم رجعوا إليك فغسَّلوك وكفَّنوك وحنَّطوك ، ثم احتمَلوك حتى يضعُوك فيه ، ثم هَيَّلوا عليك الترابَ ، فإذا انصرفوا عنك أتاك فتَّانا القبرِ : مُنكَرٌ ، ونكيرٌ ، أصواتُهما كالرَّعدِ القاصفِ ، وأبصارُهما مثلُ البرقِ الخاطفِ ، فتَلْتَلاك وتَرْتَراك وهَوَّلاك ، فكيف بك عند ذلك يا عمرُ ؟ قال : يا رسولَ اللهِ ، ومعي عَقْلي ؟ ! قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : نعم . قال رضيَ اللهُ عنه : إذًا أَكفِيكَهما " رواه ابن حجر والسيوطي والحديث مرسل ورجاله ثقات .
ماذا لوفقدت نعمة العقل ؟
قال تعالى " وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالانْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُون " الأعراف 179 وقال تعالى "وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِير " الملك 10
وقال ابن حزم : وحدُّ العقل ينطوي فيه فعل الطاعات والفضائل، واجتناب المعاصي والرذائل، وقد نصَّ الله - تعالى - في كتابه على أن مَن عصاه لا يعقل، قال - تعالى -: ﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [الملك: 10]، وحد الحُمْق: استعمال المعاصي والرذائل، وهو ضد العقل، ولا واسطة بين الحمق والعقل إلا السخف – انظر رسائل ابن حزم الأندلسي ج1 - .
وسئل الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله : ماأفضل مايعطَى الرجل ؟ ما خير ما أُعطي الرجل؟ قال: غريزة عقل، قيل: فإن لَم يكن؟ قال: أدب حسن، قيل: فإن لم يكن؟ قال: أخ صالح يستشيره، قيل: فإن لم يكن؟ قال: صمت طويل، قيل: فإن لم يكن؟ قال: موت عاجِل – انظر روضة الععقلاء .
قيل لحكيم : أي الاشياء خير للمرء ؟ قال عقل يعيش به ، قيل : فإن لم يكن قال : فإخوان يسترون عليه ، قيل : فإن لم يكن قال : فمال يتحبب به الى الناس ، قيل : فإن لم يكن قال : فأدب يتحلى به ، قيل : فإن لم يكن قال : فصمت يسلم به ، قيل : فإن لم يكن قال : فموت يريح منه العباد والبلاد .
وهذا الرجل القزم الذي فقد عقله يتصرف بفرعنة وعجرفة عجيبة وكأن الكفر أصبح الدين الرسمي للدولة – نعوذ بالله من غضبه – وخالف النصوص الصريحة للكتاب والسنة بصورة علنية ، وأنكر معلوما من الدين بالضرورة ، ومن هذه المخالفات :
1 – أن موالاة المسلمين المظلومين تفتح لك أبواب السجن وموالاة الصهاينة المعتدين تفتح لك أبواب الكعبة
والله تبارك وتعالى يقول في كتابه " اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " البقرة 257
ويقول تعالى محذرا المؤمنين " ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين . فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين . ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين " المائدة 51 – 53 .
وعندما أمر عمر رضي الله عنه أبا موسى الأشعري رضي الله عنه أن يرفع إليه ما أخذ وما أعطى في أديم واحد - أي في رقعة واحدة - ، وكان له كاتب نصراني ، فرفع إليه ذلك ، فعجب عمر رضي الله عنه وقال : إن هذا لحفيظ ، هل أنت قارئ لنا كتابا في المسجد جاء من الشام ؟ فقال : إنه لا يستطيع أن يدخل المسجد فقال عمر : أجنب هو؟ قال : لا بل نصراني . قال : فانتهرني وضرب فخذي ، ثم قال : أخرجوه ، ثم قرأ : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) تفسير ابن كثير . وعن محمد بن سيرين قال : قال عبد الله بن عتبة : ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا ، وهو لا يشعر . قال : فظنناه يريد هذه الآية : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) التفسير السابق .
وفي عصر هذا الانقلابي الخسيس أن من يناصر إخوانه في غزة بأي صورة من الصور ولو في صورة مظاهرة فقط مباشرة تر نفسك في غياهب السجون مع القتلة والسفاحين سواء بسواء ، بل تزداد معك المعاملة سوءا
وأما موالاة الصهاينة المعتدين ومناصرتهم وكشف الأسرار لهم وإعطائهم خلاصة وعصارة خطة للتخلص من إخواننا في غزة ترفع نجمك عندهم وتنال الوسام من الطبقة الأولى ، بل وتنال درجة المشير والتي لاتعطى أبدا إلا لمن شارك ضد الصهاينة المحتلين لبلادنا ، وإذا بالأعراف تتبدل وتتغير في حياة هذا القبيح ويكرمة الطرطور الغير منصور لأنه قتل المسلمين في مصر وأغلق المعابر والأنفاق التي تحتاج إلى أشهر وسنوات لبنائها – ووالله إني لأشبه إخواننا في غزة بالنمل حيث يجتهدون في بناء نفق أويبتكرون جديدا كلما وقف عنهم العدوان وهذه حياتهم وكذلك النمل يعد في الصيف مايكفيه للشتاء ، والنمل لايعرف رفاهية أوكسلا وهؤلاء إخواننا كذلك ، كل حياتهم جِد – لكن أتت الرياح بمالايشتهي السَّفِنُ – أي قائد السفينة - .وفاجأهم إخواننا بمالم يتوقعه الصهاينة بأقمارهم ولابطائراتهم إف 16 ومالا يتوقعه الانقلابيون في مصر بمخابراتهم .
والعجب العجاب أن هذا القزم الآبق على رئيسه الشرعي بدلا من تقديمه للمحاكمة العاجلة بتهم القتل وتدمير البلاد والعباد يذهب ليقبض الثمن من رأس الأفعى ، وفي خطوة غير مسبوقة يذهب هذا القزم الآبق على مولاه وولي نعمته ليدنس بيته الحرام على أعين الأشهاد وفي صمت عجيب من علماء السوء إلا من رحم الله تعالى ، ومن أجل ذلك لايلومه أحد عندما سأل " أين القبلة يامولانا " لأنه لم يكن في الخطة ولافي الحسبان الذهاب إلى الكعبة ، بل كان تكليفا له ليتم تصويره ويضحك على الناس ، وللعلم أنه كان ملحقا عسكريا لسنوات طويلة ، والمنام إياه رآه عندما كان في السعودية ولم يفكر مرة واحدة في حج أوعمرة ، وكان موكب حراسته كالثكنة العسكرية مخافة أن يقع بين يدي مؤمن يطوف بين يدي الله تعالى .
2 – خالف صريح الكتاب والسنة حيث أخذ الأموال من الفقراء ليردها إلى الأغنياء
قال تعالى " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " التوبة 60 ، و عن ابن عمر قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مِرّةٍ سويّ) ""رواه أحمد وأبو داود والترمذي"". وعن عبيد اللّه ابن عدي بن الخيار أن رجلين أخبراه أنهما أتيا النبي صلى اللّه عليه وسلم يسألانه من الصدقة فقلّب فيهما البصر، فرآهما جلدين، فقال: (إن شئتما أعطيتكما ولا حظّ فيها لغني ولا لقوي مكتسب) ""رواه أحمد وأبو داود والنسائي بإسناد جيد قوي – انظر تفسير بن كثير للآيات ، وأن الرسول الكريم عندما جاءه رجل يسأل عن الصدقات، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله لم يرض في الصدقات بحكم نبي ولا غيره حتى جزأها ثمانية أجزاء فإن كنت من أهل تلك الأجزاء أعطيتك) رواه أبو داود والدارقطني. واللفظ للدارقطني. وحكي عن زين العابدين أنه قال : إنه تعالى علم قدر ما يدفع من الزكاة وما تقع به الكفاية لهذه الأصناف، وجعله حقا لجميعهم، فمن منعهم ذلك فهو الظالم لهم رزقهم – انظر تفسير الجلالين للآيات . وأخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من خلال الأحاديث أن صدقات الأغنياء تؤخذ منهم لتُرَد إلى فقرائهم .
لكن هذا هذا المتأسلم المنافق نهب أموال الفقراء ومنع عنهم الدعم والمعاشات ورفع الأسعار وفرض عليهم ضرائب جديدة ليعطيها لمن لايستحق من الأغنياء ، بل وأصدر مرسوما فرعونيا بإعفاء كل مساكن العسكريين ومنشآتهم ومصانعهم من أن تُمَسَّ من أي جهة ضريبية ، كل ذلك ليخدر الجيش ويُخْضِعه وسيخر عليه سقف العسكر من فوقه ، وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، ناهيك عن كذبه وخداعه بمايسمى بالحد الأدنى للأجور ويقول للفقير ممعييش وصدق عندما قال وبكرة تشوفوا مصر – ويستحلف لنا بيده – اللقطة التي لم ينتبه إليها الملايين من المصريين . ومازال يصدق عنما قال دا أنا عذاب
3 – سجن الأطفال والنساء بلارحمة وهتك العِرض
والإسلام أمرنا برحمة الأطفال ، فعن أنس رضي الله عنه قال " مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ الله " رواه مسلم ، و قَبَّل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس ، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبَّلتُ منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله فقال: "من لا يَرحم لا يُرحم " رواه الشيخان ، وعن شداد بن الهادِ - اسم الهاد: أسامة بن عمرو وسمي كذلك لأنه كان يوقد النار ليلاً للأضياف. شهد الخندق وسكن المدينة، وتحول إلى الكوفة، وله رواية عن النبي عن ابن مسعود. انظر الإصابة ، أسد الغابة -قال :
" "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل حَسَنًا أو حسينًا، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة فصلَّى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها قال أبي: فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك، قال: "كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ " احمد وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، لكن هذا المجرم الانقلابي سجن الأطفال صغار السن والذين لم يجْرِ عليهم القلم بعد
والرحمة بالنساء لن نجدها بهذه المبالغة والتكريم في غير هذا الدين ، قال تعالى " وعاشروهن بالمعروف " النساء 19 ، وقال صلى الله عليه وسلم " وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ – أسيرات - عِنْدَكُمْ " الترمذي بسند حسن ، وقال " إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ " أي في القدر والمكانة - والحديث صحيح
ولم يرض رسول الله لامرأة أن تضرب أويُلطم لها خد ، خاصة عندما ترفع زوجتك صوتها عليك فماذا أنت فاعل ؟ لهذا لم يرض أبوبكر لابنته عائشة – أمنا أم المؤمنين – أن ترفع صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ففي مرة اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَالِيًا, فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا, وَقَالَ أَلا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ, فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَحْجِزُهُ وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا, فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ: "كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنْ الرَّجُلِ؟", قَالَ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَوَجَدَهُمَا قَدْ اصْطَلَحَا فَقَالَ لَهُمَا: أَدْخِلانِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا فَقَالَ النَّبِيُّ : "قَدْ فَعَلْنَا قَدْ فَعَلْنَا " والحديث صحيح على شرط مسلم .
لكن هذا المجرم وزبانيته لم يكتفوا بلطم نسائنا وبناتنا ، بل رملهم بقتل أزواجهن الذين هم إخواننا ، وهتك أعراضهن في سجونهم
ونكتفي بهذه المخازي في حياة هذا المشعوذ الذي يتفنن في سحر أعين الناس ليسترهبهم والله فوقهم جميعا وهو ولي المؤمنين
ونقول لكل أطياف الشعب ممن تسري دماء الغيرة في أجسامهم ألايستيقظون ألايفيقون ألايقرءون آيات القرآن ليُبْطِلوا به سحر هذا الساحر ، ونقول لهم لم يبق من الدوائر التي تلتف من حولكم إلا حبل المشنقة ووقتها ستقولون اُكِلنا منذ أُكِل الثور الأبيض ، ولاتنفع نفسا إيمانُها ، وأذكركم جميعا أنكم الان حوربتم في أرزاقكم وفي أعراضكم وفي دمائكم وفي أموالكم ، فهل يبق لكم من شيء إلا قليلا من نسمات الهواء الربانية ، وتذكروا جميعا " إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا من أنفسهم ، ولقد اقتربت سفينة النجاة يقودها أهل الحق والشرعي أن ترسو بعد زمن إِبحار تلاطم في الموج ، وخرج منه الزبد من الانقلابيين والزوريين والجمعيين ومظاهر الشاهيين وكل الأفاكين ، وبقيت السفينة على طُهرها وغدا موعده قريب يحمل بشارات النصر وعودة فخامة الرئيس الأبي الكريم ليترك للمكلومين المجال للثأر من المفسدين وسيُقطع دابر الكافرين والحمد لله رب العالمين .