بقلم - خميس النقيب :

 
  الخيانة كلمة مقيتة وصفة خبيثة وحالة قميئة،  تلاحق مرتكبيها في الدنيا  خزيا وفي الاخرة حسرة ، والخائن ليس له اصحاب الا الخائنين يناصرهم ويحاورهم ويخاصم الناس من اجلهم !! وليس له اعوان الا الشياطين يتبعهم وينفعهم و يكثر سوادهم و ينفذ امرهم  ، اقصد شياطين الانس والجن سواء بسواء ، والخائن لا يؤمن بالحق  ولا ينحاز للحقيقة ولا يعترف بالخطأ ، في بلاد المسلمين ـ للاسف ـ  تتردد هذه الكلمة وتتكرر هذه الصفة قولا وعملا ، تخطيطا وتنفيذا ، بل ربما تقنينا وتشريعا ..يدافعون عن الخائن ويدعمونه  ويجادلون له اما الصالح لا ينال منعهم الا اللوم واللؤم  ..!!  
كيف لا وقد خانوا الشعوب بقتل ارادتها وخانوا الاوطان بسحل شرعيتها و خانوا الحقائق بطمس هويتها   وخانوا الحق بتغليب الباطل بل وخانوا الدين يالفتاوي الرخيصة  لصالح اهل الباطل من العملاء  الخائنين والمستبدين الظالمين ولا حول ولا قوة الا بالله رب العالمين  ...
الاسلام ينهي عن المخاصمة لصالح الخائن فما بالك بالخائن ؟ وينهي الذي لا يعلم بالخيانة  فما بالك بالعالم بها ؟  وينهي  اعز واكرم واحب خلق الله الي الله فما بالك بمن سواه ...؟!
" ولا تكن للخائنين خصيما " (النساء : 105
-قال الشوكاني  رحمه  الله  : وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً  أي : لأجل الخائنين خصيما :أي مخاصما عنهم مجادلا للمحقين بسببهم  وفيه دليل على أنه لا يجوز لأحد أن يخاصم عن أحد إلا بعد أن يعلم أنه محق.. فتح القدير....وقال العلامة السعدي-رحمه الله تعالى- عند قوله تعالى: وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً  أي:لا تخاصم عن من عرفت خيانته، من مدّعٍ ما ليس له، أو منكرٍ حقا عليه، سواء علم ذلك أو ظنه. ففي هذا دليل على تحريم الخصومة في باطل، والنيابة عن المبطل في الخصومات الدينية والحقوق الدنيوية
  ان الله لا يحب من كان خوانا اثيما "  اي  تكررت معه الخيانة وتعدد معه الاثم  ، قيل : إذا عثرت من رجل على سيئة فاعلم أن لها أخوات .عن عمر-رضي الله عنه- أنه أمر بقطع يد سارق ، فجاءت أمه تبكي ، وتقول : هذه أول سرقة سرقها فاعف عنه ، فقال : كذبت إن الله لا يؤاخذ عبده في أول الأمر.
في بلادنا كم من خائن في العلن ولا زال يخون جهارا نهارا ، وكم من مجادل عن عن الخائن وهو يعلم انه خائن يقتل وينهب ، بل يفتي لصالح خيانته.في الفضائيات وفي المجلات وفي المؤسسات بل وفي دور العبادة نفسها تدور عباداتهم حول الدفاع عن اهل الخيانة ،  فهل من  استغفار من ذنوبنا ؟ وهل من عودة الي نبينا  وهل من رجعة الي شرعنا وهل من فهم لقران ربنا  ؟!! " ولا تكن للخائنين خصيما " " ولا تجادل عن الذين يختانون  انفسهم  ان الله لا يحب من كان خوانا اثيما " النساء
نعوذ بالله من الخيانة ومن سوء البطانة