بقلم/ محمود عبد الرحمن
هذا الكلام الذي أسوقه ليس فيه مبالغة وليس من قبيل بث الأمل ورفع الروح المعنوية إنما هو قراءة واقعية جدا، حقيقية جدا للحال التى وصل إليها سفاح القرن ومشروعه الشيطاني المتحالف مع كل شياطين الأرض.

 كنت أوشكت أن أكتب العنوان: (كسر جناحي السفاح)، لأنى كنت أريد أن أخص انكسار اليهود وانكسار حفتر. فإذا بالفيوضات الربانية لا تأتى بالقطعة، وإنما تتوالى كالغيث العذب الذى يمن به اللطيف الخبير، فلم يعد المقال عن (جناحين) ، وإنما كل الأجنحة تتكسر ، والله أكبر الله أكبر
 إذا اشتملت على اليأس القلوب وضاق بما به الصدر الرحيب وأوطنت المكاره واطمأنت وأسكنت فى أماكنها الخطوب أتاك على قنوط منك غوث يمن به اللطيف المستجيب إذن نحن أمام المشهد الأول:
 انتصار المقاومة الإسلامية فى غزة، انتصار استراتيجى له ما بعده، طالما حلمنا به – نحن الذين عايشنا نكسة 67 الناصرية، وسرقة نصر أكتوبر باتفاقية كامب دافيد الساداتية، التى أفرزت مبارك ثم السيسى، وأفرزت جيش الكحك والمكرونة. انتصار يخرجنا من تاريخ طويل من هزائم الأنظمة العربية المنبطحة. هذا الانتصار كسر الجناح الأيمن للسفاح وهو الحليف اليهودى الذى من أجله قام السيسى بمؤامرته الكبرى. الضربة الثانية كانت فشل المشروح الحفترى الحقير فى ليبيا والذى أريد له استنساخ تجربة الانقلاب فى مصر، وبفشله ينكسر الجناح الثانى الغربى للسفاح. ولم تكد حرب غزة وليبيا تضع أوزارها حتى ضُرِبت العلمانية فى تركيا ضربة قاصمة، ووصل أردوغان – أحد قادة الحركة الإسلامية، والحاضن لمشروع المقاومة الفلسطينى، والمؤيد لجهاد الشعب المصرى لاستعادة الشرعية – وصل إلى سدة الحكم فى تركيا، رمز الوحدة الإسلامية التى تجمع الأعراق والأجناس فى منظومة عقيدية متساوية، متكافلة، متساندة، متعاضدة. فإذا راجعنا مجمل الحالة الإقليمية المتعلقة بشأننا المصرى وجدنا: تونس تحتفظ بربيعها العربى بعد فشل محولة التمرد والثورة المضادة التى ظهرت بعد انقلاب السيسى بقليل. فشل السفاح فى محاولته فى السودان بإرسال جنودنا إلى الجنوب، فقتلوا – قاتله الله. انكسر حفتر وهرب إلى مصر. تقدمت السنة فى العراق، عشائر وإخوان – بعيدا عن (داعش الإعلامية) وأجبرت الجميع على استعادة حقوقها وإسقاط المالكى. انتصرت غزة، واليهود يعيشون اليوم رعب (الوجود المجهول). أردوغان يواصل خطواته الواثقة، ولا يدارى وقوفه بجانب الحق الفلسطينى والمصرى. آل سعود يقتربون من الموت السريرى، مرعوبون من كل تطور فى المنطقة. وآل نهيان يأخذهم دحلان إلى مصيره المنبوذ

عود إلى حالتنا المصرية: بعض الناس يشعر أن الطريق قد طالت. وأنا أقول: لا. لأن حجم المؤامرة محليا ودوليا كان رهيبا. ولأن الصمود فى الحراك الشعبى لا يقل عن صمود الجيوش. ولأن لله تعالى أراد منا أن نواصل العمل ونعالج جوانب القصور. ولأن كثيرا من المنافقين مازالوا مجهولين لم يفتضح أمرهم بعد. 3/7 كان نقلة نوعية مهمة، ونأمل أن يكون 14/8 ، ثم 9-9 نقلات نوعية أيضا فى الاتجاه الصحيح ، بتوفيق الله

 أما السفاح فهو غارق فى الحيرة، متلعثم فى الكلام، ينام ويقوم على أوهام لميس وعمرو ، وموسى والخياط ، وأمثالهم من الحشرات التى (تَزِنّ) على خراب عشه وهو لا يدرى. الاقتصاد على حافة الافلاس – الكهرباء تقطع 12 ساعة متواصلة – مياه الشرب مقطوعة – تموين مفيش – أسعار جنونية – أسواق راكدة – سياحة واقفة – استثمارات تبخرت ورجال الأعمال يهربون أموالهم الآن هربا من اللص الكبير. علينا أن نعيد ضبط بوصلتنا .. لا نريد إلا رضا الله والفوز بإحدى الحسنيين. صدقنا مع الله يفتح لنا بركات من السماء والأرض . ثقتنا بالله تمنع عنا وساوس الشياطين ، وأى إحساس بالضعف أو التخاذل. جهدنا وجهادنا مطلوب لسد ثغرات ما قبل الحسم، وللإعداد لمستقبل البناء بعد إزالة أكوام القمامة.