فقه الثورة
بقلم : مجاهد المصرى
(1) النصر حتمى .. مادامت الثورة
خلاصة المقال : ان لم يكن بعضنا مستعدا للتضحية .. فلااقل من كفه عن نشر الياس والاحباط وتثبيط الثوار المستمرين فى جهادهم وان قلوا ، وليكن الجهاد – لمن تخلف – جهادا بالقلب (وذلك اضعف الايمان) وليكن شعاره : (فليقل خيرا لو ليصمت) ، يااخوة الدرب : قد يكون لاحدنا عذر فى القعود .. لكن لاعذر له مطلقا فى السعى لاقعاد غيره
نص المقال :
*** لايزال اليقين فى تحقق النصر قائما مادامت الثورة مستمرة وان اعترتها موجات متتالية مابين القوة والضعف
*** ولست اقصد تحقق النصر على التراخى ، ولكنى اقصد تحققه فى حياة الجيل الحالى من الشباب الذى كان ولايزال وقود الثورة وعمادها
*** ان سنن الكون وقصص التاريخ وحكم العقل - وقبل ذلك كله نصوص الوحى الالهى – ليؤكد ذلك الاعتقاد بحيث لايتخلله ادنى شك
*** فقط .. ليس مطلوبا منا غير الاستمرار فى حمل الراية .. بمعنى الاستمرار فى الحراك الثورى والمقاومة .. وان تذبذب مابين القوة والضعف ومابين المد والجزر بل ومابين الكر والفر
*** فان كان منا ذلك .. فان يقيننا فى وعد الله لايتزعزع (ولينصرن الله من ينصره) ، ايا كان التفاوت فى القوى الظاهرة والاشكال على الارض.
*** اما لو سقطت الراية – لاقدر الله – اى لو توقف الحراك وانتهى .. فقد انتهت الثورة وانتصر الباطل حتى ياتى جيل لاحق يحمل الراية ويستانف من جديد
*** التحدى الاكبر اذن يكمن فى استمرار الراية اى استمرار الحراك الثورى ايا كانت الدرجة والشكل والاسلوب ..
*** نرى اياما تتقلص فيها التظاهرات نتيجة القمع الوحشى ، حتى لاتكاد الكاميرات الصادقة ترصد شيئا منها ، لكن .. لايجب ان تسقط الراية
واياما لاتسمع فى الحوارات المجتمعية غير صوت الافاقين او العبيد او الاغبياء المغفلين ، بينما يتهامس انصارالحق حذرا من أذان المتلصصين المزروعين بين الناس ، لكن .. لايجب ان تسقط الراية
وقد تجد صور الطاغية قد احتلت كل الحوائط بينما لايستطيع احد مناهضته بنفس الوسيلة ، لكن .. لايجب ان تسقط الراية
*** ان استمرار الحراك الثورى باى شكل وباى درجة هو بمثابة بقاء الراية مرفوعة ، بحيث ان النار كلما خبت عادت وتوهجت، وكلما انكسرت موجة اعقبتها اخرى، وكلما اغلق الطغاة فى وجوهنا بابا فتحنا ابوابا بدلا منه ، وصاحب الغاية لايعدم وسيلة
*** ذلك ان بقاء الراية هو ضمان لاستمرار احتشاد انصار الثورة على اختلاف درجات المناصرة والتأييد ، حتى اولئك العاكفين عن المشاركة فى الحراك على الارض لسبب او لاخر - وهم كثر – فان بقاء الراية ضمان لاستمرار شعلة الغضب بداخلهم وتذكرهم ماحدث والحيلولة دون سقوطه من الذاكرة
*** لو تحدثنا باسلوب اخر .. للثورة مخزون بشرى ضخم متفاوت فى درجات احتقانه ، اعلاه عاشق للشهادة مندفع اليها وادناه حريص على الادلاء بصوته – او المقاطعة وقت المقاطعة – ليس الا ، هذا المخزون قد لاتناسب غالبيته صور الحراك الثورى المشتعل ذى التضحيات العالية ، لكنه فى مجمله مخزون هائل منتشر فى كل بقعة من الوطن ، يمثل وجوده مانع دون استقرار الانقلاب ووقوفه على ارض صلبة ، فضلا عن كونه سلاح الثورة الحاسم ساعة الحسم.
واستمرار الراية مرفوعة ، اى استمرار الحراك الثورى - باى شكل او درجة - يحافظ على ذلك المخزون متأججا ، والعكس لو سقطت الراية – اى لوتوقف الحراك الثورى تماما - فسوف يتبعثر وينفض ، وتصير الثورة فى خبر كان
*** ومن هنا يحرص الانقلابيون على الشروع فى بناء نظامهم اللقيط باجراءات صندوقية متتالية تستكمل – شكلا - دولتهم الباطلة ، كنوع من تيئيس الثوار كى يتوقف الحراك وتسقط الراية وينفض المخزون الثورى
*** ان الواجب الاول اليوم على جميع الثوار المجاهدين هو تفهم المعركة بهذا المنطق .. منطق الراية المرفوعة ..
والواجب الثانى هو الابداع فى الوسائل بحيث يستمر الحراك الثورى وتتعاقب موجاته باشكال مختلفة ومناسبة لفئات المناصرين للثورة باختلاف اعمارهم وظروفهم واستعداداتهم للتضحية بحيث يوظف منهم اكبر عدد ممكن
الواجب الثالث – وربما هو المراد الرئيسى من المقالة – هو بث الامل والحث على استمرار الحراك والمقاومة ولو باى شكل ولو بادنى درجة...
*** فان لم يكن .. فلااقل من الكف عن نشر الياس والاحباط وتثبيط الثوار المستمرين فى جهادهم وان قلوا ، وليكن الجهاد – لمن تخلف – جهادا بالقلب (وذلك اضعف الايمان) وليكن شعاره : (فليقل خيرا لو ليصمت)
يااخوة الدرب : قد يكون لاحدنا عذر فى القعود .. لكن لاعذر له مطلقا فى السعى لاقعاد غيره !!!!