بقلم - د/ إبراهيم محمد كامل :
الحمد لله الذي هدانا إلى الحق وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم وبعد
لقد حرص الرسول الكريم على بناء الشخصية المسلمة كي تكون شخصية ذاتية متفردة متميزة متعمقة الأبعاد ثؤثِّر بالخير ولاتذوب
حيث قال صلى الله عليه وسلم محذرا من ضعف الشخصية وضياعها :
1 – " لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن لا تظلموا " حديث صحيح أوحسن أومقاربهما وقال الترمذي حسن غريب – انظر الترغيب والترهيب وسنن الترمذي .
2 – ولقد فسر ابن مسعود الحديث النبوي بوضوح تام فقال " لا يكون أحدكم إمعة، قالوا: وما الإمعة يا أبا عبد الرحمن؟ قال: يقول:إنما أنا مع الناس إن اهتدوا اهتديت، وإن ضلوا ضللت، ألا ليوطن أحدكم نفسه عَلَى إن كفر الناس أن لا يكفر – وفي رواية إن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإنه لا أسوة في الشر وفي رواية يجري مع كل ريح " المعجم الكبير للطبراني – اعتلال القلوب للخرائطي .
وقال ابن عبد البر في تفسيره الإمعة " وهو الذي يمنح دينه غيره، فيما ينتفع به ذلك الغير في دنياه، ويبقى إثمه عليه "
وقال على رضي الله عنه لكميل بن زياد النخعي " يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير والناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق ... أفٍ لحامل حق لا بصيرة له ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لا يدري أين الحق، إن قال أخطأ وإن أخطأ لم يدر، مشغوف بما لا يدري حقيقته فهو فتنة لمن افتتن به وإن الخير كله من عرفه الله دينه وكفى بالمرء جهلاً أن لا يعرف دينه " انظر أضواء البيان للشنقيطي
وقال أبوعبيد : أصل الإمعة هو الرجل الذي لا رأي له ولا عزم فيه، فهو يتابع كل أحد على رأيه ولا يثبت على شيء – انظر المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي
وأمرنا بالثبات عند الفتن ، قال صلى الله عليه وسلم : كيف بكم وبزمان يوشك أن يأتي يغربل الناس فيه غربلة وتبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم فاختلفوا وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه
قالوا كيف بنا يا رسول الله إذا كان ذلك ؟ قال تأخذون بما تعرفون وتدعون ما تنكرون وتقبلون على خاصتكم وتذرون أمر عوامكم – انظر صحيح ابن ماجه للألباني
ومع كل هذا الخير النبوي نرى رعاعا من الناس قد زيفوا علينا ديننا وسحرونا بلحاهم الطويلة وثيابهم القصير ومسواكهم ، ويفاجئنا القَدَرُ بحقيقتهم ، ويكشف لنا سوء نيتهم وحقدهم على المشروع الإسلامي الذي يوقظ همم الأمة ويوجههم نحو المعالي ، بينما هؤلاء السحرة أرادوا النوم والشخير ، والأخذ بالقشور ، وأن نتمسح في لحاهم طلبا للبركة ، وهم أخس من ذلك .
وأعود إلى حقيقة عنوان هذا المقال لأبين زيف هؤلاء المخادعين المخدوعين " يخادعون الله والذين آمنوا ومايخدعون إلا أنفسهم ومايشعرون . في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بماكانوا يكذبون " سورة البقرة .
وأردت من هذا العنوان أن لانضيع وقتا مع حمير الانقلاب لأنهم يُساقون إلى الجحيم ، ولكني أردت توجيه اللوم إلى المتحميرين " الإمعة " وسيكون اللوم من خلال بعض القصص والأمثال الحميرية المشهورة .
أولا : المثال القائل " إحنا داَفْنينه سَوَا "
ينطبق على الحمار الأكبر " السيسي " والمجلس العسكرى ، حيث عاش هذا المجرم الدور وصدَّق نفسه أن الشعب يحبه كما كان يزعم ويصرح بذلك في الإعلام المتحمير ، لكنه بمجرد أن خلع البدلة العسكرية ، قام المجلس العسكري بتقليم أظافره حتى لاينهشهم على حين غفلة منهم وأذلوه بصورة محرجة ليضعوه أمام الأمر الواقع بأنه لايحبه أحد" بس احنا محتاجينك ياحمار في هذه المرحلة "
وأصل القصة رغم أنها من الأكاذيب الحمارية إلا أنهم صدقوها " حيث أن صديقين كانا مسافرين على حمار ، وفي طريقهما مات الحمار بعد مرض فقاما بدفنه ، واحتارا في أمرهما حيث كانا ينويان الاشتغال عليه بالبلد الذي كانا يقصدانه ، وبعد تفكير سيطاني عجيب توصلا إلى إقامة ضريح على قبر الحمار بدعوى أنه قبر لرجل صالح ، وأشاعا في القرية التي نزلوا فيها أن زيارته تجلب البركة لزائره وصدقهما العامة " المتحميرين " وأقبلوا عليه يتزاحمون ، وتم تقسيم العمل بين الرجلين على أن يقوم الأكبر بدور الوسيط ، والآخر يقوم باستقبال الزوار واستعلام حالهم على أن يقوم "بتسريبها" إلى الأكبر للتأثير على الزوار وكأنه يعلم الغيب ، وقاما بجمع ثروة ضخمة جدا من المتحميرين ، ثم حانت لحظة الخلاف بينهما لأن الأكبر سيطر على حصة من المال أكثر من صاحبه ، فقال الأكبر " أحلف برأس سيدي حمران أنني صادق في تعاملي " فقال الآخر على مين ياسيسي " إحنا دافنينوا سوا " ومن هنا صار مثلا ، ومازال المتحميرون مصدقين لهؤلاء الانقلابيين الكذابين الأفاكين . فهل نلوم الحمير أم المتحميرين ؟
ثانيا : المثل القائل " أصبح فيما دهاه كالحمار الموحول "
ينطبق هذا المثل على السيسي بعد أن أصبح طرطورا ، يذله القاصي والداني ، يركع لبوتين ، ويقبل رأس الصنم الأجرب بعد أن صعد له في طائرته في منتهى الذلة والمهانة – عينه مكسورة المسكين - ، فهو موحول حقا لايدري كيف الخلاص من هذا الوحل ، وينطبق عليه أيضا " أَذل من حمار مقيد " وهو مثل يقال إذا بلغت الذلة والمهانة ذروتها ، وينطبق عليه " كان حمارا فاستأتن " والأتان هي أنثى الحمار واسألوه فهو الذي يشعر أكثر من غيره من الانقلابيين هل مازال حمارا أم تحول من خلال عملية تجميل لأتان ؟
ثالثا : الحمار يضرِط والمكواة في النار
سينطبق هذا المثل على الانقلابيين من المجلس العسكري والداخلية ، عندما يقعون في قبضة أهل الحق والشرعية – إن شاء الله في القريب العاجل جدا - ويتم توجيه السؤال لهم " من السبب الرئيسي لهذا الانقلاب ؟ " وهنا يرمي كل فريق باللوم على صاحبه ، ثم يصدر الحكم من محكمة الثورة : كلكم ستُقْتَلون ، وعندما يُقَدَّم السيسي لتنفيذ حكم الإعدام سنسمع الضراط من الباقين من شدة الخوف ورغم أنهم لم يأت دورهم بعد إلا أنهم يضرِطون فعلا من الآن .
رابعا : أخرب من جوف الحمار
ينطبق هذا المثل على الضالين المضَلِّلين من حزب الخراب والزور ومن معهم من أهل الفتة والكفتة وبما أن لهم ربًّا ولنا ربُّنا سبحانه وتعالى وإلى أصل المثل
قال الميداني في كتابه " مجمع الأمثال " : قال ابن هشام الكلبي " هو رجل من عاد كان يقال له: حمار بن مويلع، وقيل: هو حمار بن مالك بن نصر الأزدي، كان مسلماً على ديانة هود عليه الصلاة والسلام، وكان يملك وادياً طوله مسيرة يوم في عرض أربعة فراسخ، لم يكن ببلاد العرب أخصب منه، وفيه من كل الثمار، فخرج بنوه يوماً إلى الصيد، فأصابتهم صاعقة، فهلكوا، فكفر وقال: لا أعبد من فعل هذا ببنيّ، ودعا قومه إلى الكفر، فمن عصاه قتله، فأهلكه الله وخرّب واديه، فضربت العرب به المثل في الكفر . والحقيقة أنهم تركوا ماعاهدوا الله عليه ومرغوا ذقونهم تحت بيادة السيسي وينطبق عليهم المثل الذي يقول " أجهل من حمار أهله ويقال أضل من حمار أهله " وكان ابن تيمية رحمه الله يستعملها فيمن يزيغ ويصر على زيغه رغم قيام الأدلة والبراهين .
خامسا : حمار يحمل سفرا
ينطبق على كل قضاة الانقلاب " مثل الذين حُمِّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفار بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لايهدي القوم الظالمين " سورة الجمعة ، حيث بدلوا أحكام الله بأحكام جائرة لاعدل فيها ولارحمة ولم يرقبوا في مؤمن إلآ ولاذمة وبدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار ولم يُرْهبهم قوله تعالى " ومن لم يحكم بماأنزل الله فأولئك هم الكافرون " فعزفوا عن جنة الله واختاروا جحيم السيسي " المسيخ الدجال الجديد "
سادسا : هم يتهارجون تهارج الحُمُر
وهو مثل يضرب لشدة الاختلاط والإقبال على الجنس والتهارج بمعنى النكاح والتسافد ، لكنه هنا بالمعنى السابق .
ينطبق على الانقلابيين الشهوانيين الذين فضحوا أنفسهم في ميدان التحرير ولم يراعوا ضميرهم في النساء اللاتي خرجن معهم احتفالا بالسيسي الممثل العظيم ، وهذه العلامة من علامات الساعة ، ففي الحديث الصحيح " فيبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة " انظر فتح الباري لابن حجر
سابعا : بال الحمار فاستبال أحمرةٌ – وهو مثل يضرب في تعاون القوم على مايُكْرَه
وينطبق هذا المثل على كل الانقلابيين والمتحميرين لأن الحمار إذا بال بين الحمير أثار فيهم شهوة البول فيقلدونه كأنه يعديهم بذلك
وهؤلاء لاخير فيهم وينطبق عليهم مثل آخر ألا وهو " تركته جوف حمار "
ثامنا : مابقي إلا قدر ظِمْءِ حمار
وهو مثل يضرب لقصر المدة الباقية والمتاحة للإنقلابيين ولأن الحمار أقل من غيره صبرا على العطش ، والآن يتساقطون كورق الخريف حيث سترمي بهم الريح في مكان سحيق وسيُرد الحق إلى أهله في القريب العاجل إن شاء الله تعالى
تاسعا : جاء بقرني حمار
يضرب هذا المثل لمن يجيئ بالكذب والباطل لأن الحمار لاقرن له ، وينطبق على شبح الأزهر وليس شيخه ومعه علِي بيادة الشهير بعلي جمعة وكذلك حمقى الكنيسة وحزب الزور حيث طرَّزوا الفتاوَى وفصَّلوها لحساب البيادات " ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يُدعَى إلى الإيمان والله لايهدي القوم الظالمين . يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولوكره الكافرون" الصف
عاشرا : الجحش لما بذَّك الأعيار
يقال على من فاته أمنيته ولم يحقق منها شيئا ثم أمَّلوه بجحش صغير – أي اطلُب دون ذلك ، وينطبق على حزب الخراب والزور وعلى جبهة الإفلاس حيث رمى بهم كبيرهم الذي علمهم السحر عرض الحائط ، ورغم التصريح الرسمي لمخبول وأبرهة الزور بالاستعداد لقبول أي حقيبة وزارية لكنه منحهم إذلالا أكبر بعدم الصعود للمنابر – الله يرحم أيامك يامرسي - فزمجروا وقالوا بصوت واحد " سواسية كأسنان الحمار " أي وجوب التسوية ، ويبقى أن الحمار لايحب الحرية ويرضى بقيده ، ولقد أبدع أمير الشعراء أحمد شوقى في شوقياته يشير إلى حال الحمير
كان لبعضهم حمار وجمل .... نالهما يوما من الرِّق ملل
فانتظرا بشائر الظلماء .... وانطلقا معا إلى البيداء
يجتليان طلعة الحرية .... وينْشقان ريحها الزكية
وبعد ليلة من المسير .... التفت الحمار للبعير
و قال كرب يا أخى عظيم .... فقف فمشيى كله عقيم
فقال سل فداك أمى وأبى .... عسى تنال بى جليل المطلب
قال انطلق معى لإدراك المنى .. أوانتظر صاحبك الحر هنا
لابد لى من عودة للبلد ... لأنى تركت فيها مقودى
فقال سِرْ والزم أخاك الوتدا .... فإنما خُلِقت كي تقيَّدا
أحد عشر : لايأبى الكرامة إلا حمار
ينطبق على كل المتحميرين والمثبطين الذين يرفضون الكرامة والانتفاضة لدينهم وشعبهم ورضوا بالدنيا واطمأنوا لها والتحفوا بالذلة والمهانة ووضعوا فوق رءوسهم البيادة . اللهم لاشماتة ( لمزيد من الأمثال : مجمع الأمثال ، قراءة في دفاتر الحمير ، شوقيات )