عبدالعزيز مجاور
لقد جاءت نتيجة الاستفتاء على وثيقة الدم كاشفة ومبهرة للجميع وتسببت في إدخال الابتسامة على شعب لم يبتسم منذ ستة أشهر، ولو قام أنصار الشرعية بإعداد نتيجة لاستفتاء الدم بحيث يكون اضحوكة للعالم ما اختاروا أسواء من الذي تم في نتيجة وثيقة الدم، وبعيداً عن التشكيك في الأرقام الفكاكية وهي مشتقة من الفكاكةوسنينها، نجد أشياء مثيرة للضحك والفكاهة منها على سبيل المثال:
في الوقت الذي قام الانقلابيون بالاجتماع لدراسة أسباب عزوف الشباب عن المشاركة في الاستفتاء وهم غالبية الناخبين، أفاد صليب بكل فخر أن المشاركين تجاوز عددهم العشرون مليون وبنسبة غير مسبوقة في كل الاستفتاءات، ومع ذلك لم ينسى أن يقول أن الامتحانات كانت سبباً في انخفاض الحضور ولا أدري عن أي انخفاض يتحدث وهي مشاركة تاريخية لم تحدث منذ سقوط الأندلس.
لم يدري مزور الأرقام أنه ضرب الثورة المزعومة في مقتل، فبعد أن كانت شعبية الملهم الفكيك تتجاوز الخمسة وثلاثون مليون فجاءة انهارت وأصبحت عشرون فقط، (يالا حظه التعيس!)فقد نصف مؤيديه في بضعة أشهر، ولم يبقى سوى بعض الراقصات يمتعن الناظرين، ويفضحن السامعين، واختفت طوابير المشيعين.
ومن الرائع أن الانقلابيين لم يأخذوا بالقاعدة المعروفة (إبدأ من حيث انتهى الآخرون) فتجاهلوا ما انتهى إليه مبارك بعد خبرة طويلة، فقد بدأ عصره في 1981 بنسبة 99% ولكنه تطور مع الزمان إلى نسبة 89% في استفتاء 2005 ثم 76% في تعديلات 2007، فكان عليهم أن يستفيدوا من التطور التاريخي والطبيعي للحاجة الساقعة، ولكنهم أعادونا لعام 1981 بنسبة 98%، وتحضرني قصة طريفة فقد قالوا لنبوي إسماعيل لماذا تصر على نسب 99% ولما تظهرها بنحو 90% أو أقل قليلاً حتى يقبلها الرأي العام العالمي فقال قولته الشهيرة (كيف أزور إرادة الشعب).
نشكر للجنة الموقرة هذه النتائج الفاضحة وبها يتم إضافة متهمين جدد للمحاكمة الشعبية القريبة وكله بالمستندات والمؤتمرات وبعيداً عن التخوين، بس ده علم مش فكاكة.