د. إيمان الشوبكي
لا يظهر السيسي سواء حقيقي أو غير حقيقي فالرمزية في خطابه بالتفويض و الامر هما مطلبه الدائم في خطاباته الاهم و هذا له انطباعين :
الاول : ان هذه المؤسسة لا تعرف الشورى إلا في نطاقهم هم بل سيطرة مغلفة بنغمة التفويض له بعمل ما يأمر الناس به و يسحب البساط و كأنهم هم من ارادوا ذلك يسوقهم سوقا الى تصديقه باستماتة عواطفهم من خلال حوار عاطفي دافئ جدا او ( اتمسكن لحد مما تتمكن ) وليسلبهم الحرية ان يناقشوا او يعترضوا وهم لا يملكونه طبعا وكذلك الاهم هو خلع عباءة المسؤولية عن تحمل نتائج ما يأمر به منفردا بل الشعب من قال و أمر
افراد دولة العسكر يعيشون في مخيم الاوامر والتنفيذ لا يعلمون عن حياة المواطن العادي و من تصرفات الانسان البسيط الكثير و ما لا يمكن له ان يتقبله بحكم عقيدة الجيش القتالية القوية الفتية وإنها مؤسسة منظمة لها قواعدها التي تناسب حجم ضخم في التعامل مع دول و حدود البلاد و ليس مع مواطن اعزل هو جارك و قريبك ونسيبك و قد يكون اخيك
ثانيا : رسالة تخويف لرابط ذهني رسخه لدى الناس في اول خطاب له بالتفويض على القضاء على الارهاب ثم أتت مجازر مختلفة بعدها فأراد ان يربط ذلك بما سيحدث مع التصويت على دستورهم لرفع معنويات مؤيديه بعض نتائج التصويت بالخارج وتصعيدات وتهديدات المتظاهرين فحدث هرج و مرج و رعب اصاب صف المؤيدين للانقلاب فأراد أن يطمئنهم ويسكن قلوبهم المرتجفة ببعض التهديدات للمعارضين لهم والمسكنات العاطفية لجنوده على سبيل ( انتم نور عنينا )
ومن رسائله أيضا معنويات المعارضين للانقلاب بعد نتيجة الاستفتاء بان الالاف المؤلفة رغم عدم مشاركتها في فعاليات الشارع المصري الآن إلا انها على قلب رجل واحد مع المعارضين في الشارع للانقلاب و مؤيدين للشرعية و ان قلوبهم معهم وذلك دون ادنى مجهود يبذل بتوعية أحد بمؤتمرات أو مؤامرات لكنه الوعي الناضج و الناطق بأننا معكم قلبا و قالبا وان اختفينا عن المشهد بأجسادنا لكن لنا دور وعلينا واجب فأراد أن يفسد عليهم هذا الشحن النفسي والقوة المعنوية من إخوانهم في بقاع العالم وذلك يفسره الخطاب المفاجئ دون التمهيد له بفترة كافية مما يوحي بقلق شديد و كل يعض على أصبع الآخر لكن ما لا يعلمه هؤلاء الذين لا يمشون إلا بالتفويض أو لا ينفذون إلا اوامر ولا يعون إلا البطش و القهر أن أصابع هؤلاء بترت يوم أن سجنت النساء و الاطفال و اعتقلت الفتيات
يوم أن حرقوا أبنائهم واعتقلوا آباءهم
يوم أن هدمت بيوتهم و حرقت محلاتهم وسرقت أموالهم
يوم أن تسول المصري ملابس الغير المستعملة
يوم أن سرقوا كل ممتلكات الوطن وأفلسوه
يوم أن ماتت النخوة في قلوبهم مع شيخ مريض أو عالم جليل
يوم أن ضربت هذه الاصابع وسجن صاحبها لرفعها في وجه الظلم
فعلام سيعض ؟؟ على اصابع هو بترها ؟؟ لكن نبت مكانها عضد قوي لم يعي بشيء سوى تحرير وطنه و تحرير اخواته ومن قبلها تحرير كرامته وإراداته