حسن القباني

منسق حركة صحفيون من أجل الاصلاح

كنا نود أن نتطرق في هذه الظروف الفاصلة من عمر الوطن للذكرى الثالثة المرتقبة لثورة 25 يناير ، والتي يراهن عليها الكثيرون في استكمال الثورة واسقاط العسكر واستعادة الديمقراطية ، ولكن معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها المعتقلون الأبطال في كثير من سجون الانقلاب ، جديرة بالتوقف ، خاصة مع الاضراب النوعي للدكتور محمد البلتاجي أحد قيادات حزب الحرية والعدالة والتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب .

إن التوقف مع شخصية بقدر وقيمة د.محمد البلتاجي ، توقف صعب على الكتاب والمفكرين والمتابعين للشأن الثوري ، إذ انه يشكل حالة وطنية ثورية فريدة علت على ما هو حزبي لصالح ما هو وطني ثوري ، بل وجسدت -بعيدا عن حملات التشويه المتعمدة التي لا أصل لها وستنهار مع انهيار الانقلاب- ، حالة انسانية عالمية ، دفعت ضريبة غالية من حياته وحرياته وفلذة اكباده – قتلا واعتقالا- من أجل مباديء انسانية لا يختلف عليها اثنان.

د.البلتاجي ، كان دوماً أول الحاضرين في أوقات الخطر ، وكان آخر الحاضرين في أوقات المغانم ، لذلك كان دائما مطلوبا سواء من احبابه أو اعدائه ، فأحبابه يريدونه في قمة المسئوليات لانقاذ الوطن واعدائه يريدونه في قاع المعتقلات للسيطرة علي الوطن، ولكن الرجل الحر ، ما سكت أمام ألة القمع الانقلابية الغبية ، وحول أوقات حرياته الي ساحات تجميع حول الثورة ، وحول السجن الي ميدان ثورة وقاعة المحكمة الي صوت ثورة.

ولعل معركة الامعاء الخاوية التي يخوضها – وقت كتابة هذه السطور- د.البلتاجي باضرابه التام عن الطعام ، هي تجسيد جديد للمقاومة المدنية التي يحتاجها الوطن في مواجهة سلطة قمعية انقلابية وقضاة موالون لعسكر مبارك مصرون علي حبس ثورة 25 يناير ورموزها وأيقوناتها وأبنائها.

 وجاءت رسالة د.البلتاجي التي نشرتها صحفته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ، في اليوم الخامس عشر لاضرابه لتفيد الحراك الفكري الثوري قبيل الذكرى الثالثة المرتقبة لثورة 25 يناير ، حيث قال الاسير البطل للجميع : أصمدوا وتجاوزوا الأخطاء ، تجمعنا الثورة والأهداف السامية ورفض الخيانة والظلم والقتل والانقلاب على ثورة يناير وعلى الإرادة الشعبية .... سنتجاوز الأخطاء ونكسر الانقلاب جميعاً بوحدة كل من يدعو للحق والعدل والحرية والكرامة والقصاص من الظالمين ويرفض الظلم والقتل والقمع والاعتقال "، وبحق فإن هذه هي الرسالة الثورية لمن كان في قلب مثقال ذرة من ثورة .

 لقد حان وقت الفصل ما بين الثورة والسياسة بالمفهوم الحزبي ، تحت مبدأ  "ما للثورة للثورة وما للسياسة سياسة" ، فالاختلاف الحادث لاينتمي للمنطق الثوري بقدر ما ينتمى قلبا وقالبا الي المناكفات السياسية ، ولنا في الأسير البطل الدكتور محمد البلتاجي قدوة الذي كان ولازال ثورة تمشي علي الأرض.

نثق أن الانقلاب العسكري إلي زوال بعون الله عزوجل ، وأن المواطن المصري الدكتور محمد البلتاجي وأسرته سيأخذون حقهم ممن ظلموهم وظلموا الوطن ، شأن كل المصريين الذين تضرروا عقب انقلاب 3 يوليو الأسود ، فصبرا يا آل البلتاجي إن موعدكم ميادين الحرية عندما يرتدي الإنقلاب البدلة الحمراء ونسترد ثورة 25 يناير ونحاسب أيتام مبارك