فاطمة عبد الله :

كتب مدير تحرير الأهرام سمير الشحات في أول يوم بالعام الجديد مقالا بعنوان "2014 فرصتنا الأخيرة" يدعو فيه للتصويب بنعم للدستور لتبقى مصر التي هي أنا وأنت وهي شرف ابنتي وابنتك.. وكما يقول المثل الشعبي (هم يضحك وهم يبكي)..

عن أي شرف يتحدث الانقلابيون.. هل يقصدون بالشرف ما قاله قيادي بحزب الزور (النور سابقا) بأن نساء الإخوان يتحرشن بالرجال وبالشرطة، وهو أمر ليس غريبا عنهم فلم نفقد الذاكرة بعد وفضائح البلكيمي وونيس لم ننسها وما خفي كان أعظم.. ومن شرف حزب النور الذين حرموا العام الماضي تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد وفي 3 يوليو الماضي جلس زعيمهم مع بابا الأقباط للانقلاب على أول رئيس مسلم حافظ للقرآن، ومن الشرف أيضا قولهم في نهاية العام أن (الكريسماس) ليس خاصا بالنصارى بل هو بداية للعام الجديد!!

وننتقل إلى شرف بعض إعلاميي الانقلاب فمنهم من تمنت الزواج من السيسي وأن تكون جارية له بل وأكدت :بس أنت تغمز بس.. وكاتب آخر قال للسيسي تزوجني!! وهو الذي كتب محرضا على قتل الإخوان وإبادتهم وابادة من يتعاطف معهم ولو بمصمصة الشفاه وأنهى مقالته "بشرف" عظيم قائلا :اللهم قد حرضت اللهم فاشهد..

ونصل لشرف الانقلابيين الذين أقاموا الدنيا واقعدوها رفضا لدرستور 2012 الذي تم انتخاب لجنته من ممثلين للشعب وهللوا "بأريحية" غير مسبوقة لدستور أعلنت ممثلة أنها تضمن التصويت عليه بشعبيتها، وقالت أخرى من يقول لا على الدستور فهو غير أمين على مصر.

وسمح لهم "شرفهم" وضع الوطن تحت البيادة في دستور يضمن للعسكر الهيمنة على البلاد في سوابق لم تعرفها حتى أكثر البلدان تخلفا، فتم تحصين وزير الدفاع والمؤسسة العسكرية والمحكمة الدستورية، "واستباحة" المصريين وهم الذي أيدوا وثيقة السلمي التي قاومها الإخوان والإسلاميين ورفضوها وأسقطوها بفضل الرحمن بالطبع . كم تصدوا لمحاولات فرض طنطاوي رئيسا للبلاد من خلال المحاولات الساذجة "النابعة من شرفهم" بمطالبته بأن يرتدي ملابس مدنية وتظهر صورته بالبدلة "فينسى" المصريون أنه رجل مبارك العسكري ويسارعون بانتخابه. . وهنا ارتبط شرفهم بامتهان العقول..

ومن شرف الانقلابيين ازعاجنا بالضجيج حول مواد يجب تعديلها في دستور 2012 وإذا بهم بكل شرف يدعون المصريون لتصويبت على وثيقتهم المسماة زورا بالدستور رغم ما بها من عيوب أو كما قال "المناضل" محمد أبو الغار :الدستور كله عك ولازم نوافق عليه حتى لا يشمت بنا الإخوان..

ومن الشرف إدعاء بعضهم أن تحصين وزير الدفاع وبقائه في منصبه 8 سنوات وفقا للدستور لا يتعارض مع امكانية عزله!! ويتجلى شرف الإنقلابيين في التخويف من الإرهاب الأسود الذي سينقض على مصر في حالة رفض الدستور.. ولم يخبرونا بألوان أخرى من الإرهاب غير اللون الأسود فربما اقتنع بها المصريون.. ومن الشرف تكميم الأفواه والقبض على اخوان "زعموا" أن معهم "منشورات" تدعو لرفض الدستور وهم الذين ملأوا الدنيا صراخا والجدران كتابة تدنياتهم لرفض ما اطلقوا عليه دستور الإخوان، أو دستور أم أيمن أو دستور الخرفان..

واستغلوا "الشرف" الحقيقي للاخوان عندما كانوا في الحكم وسمحوا بمساحات واسعة لمعارضتهم ومعارضة الدستور في كافة وسائل الإعلام المملوكة للشعب وكذبوا وبالغوا في الافتراءات ومنها أن الدستور يسمح بزواج الفتاة قي سن التاسعة ويبيع مصر ويقسمها.. ومن شرف الإنقلابيين ما صرح به أحد منظريهم –معتز بالله عبد الفتاح بأن الدستور "كدة كدة سيمر" سواء وافق عليه الشعب أم رفضه.. ومن أدلة شرف الإنقلابيين إلغاء عقول المصريين والاعتماد على الراقصات والمغنيين في الدعاية لدستورهم (اللقيط) واغراق الشوارع باللافتات التي تدعو إلى الموافقة على الدستور وبأنها تعني نعم لثورة 30 يونيو ثم ثورة 25 يناير..

ويتناسون أن المصريين الذين سيشاهدون زوجة أحمد عز تقدم برنامجا في قناة الحياة المملوكة للسيد البدوي بعنوان "مكتسبات الثورة" أفاقوا ولن يذهبوا للتصويت على بنرامج أعده بانجو وشركائه.. وسيرد المصريون بالحفاظ ليس على شرف البنات فقط اللاتي تم احتجازهن بالأقسام ومحاصرتها حتى يتم الإفراج عنهن ولكن بتلقين كل من تعدى على "شرف" الوطن وساهم بالانقلاب دروسا قاسية ليتجرعوا ما تبقى لهم في الحياة المرارة والحسرة وليأكلهم الندم وليفترسهم الحقد وهم يرون المصريين يشقون طريقهم للعيش بحرية وكرامة ويستمتعون بالعزة التي يعرفها من "أسعدهم" الرحمن بالإيمان الحقيقي ولا يفكرون في الانحناء "أبدا" إلا للخالق عز وجل ويتبرأون من المواطنين "الشرفاء"الذي يستبيحون الوطن لتلبية أغراضهم الدنيئة ويواجهونهم بما يستحقون ولسان حالهم يقول: وإن عدتم عدنا..

 *كاتبة صحفية