محمود إبراهيم صديق :
افكر كثيرا في عقلية الشخص الذي يحلم ان يرتدي ساعه اوميجا و حكم مصر. يهتف له مؤيدوه بانه عبدالناصر او تاره ديجول او ايزنهاور ..اتسائل .......قائد الانقلاب الذي لا يستطيع ان يتحرك مترات معدوده في احدي شوارع القاهره دون هتافات باسقاطه او رحيله ..كيف له ان يحكم وطن هو الاعظم في المنطقه وقدر له ان يحمي العرب بتاريخ وحضاره ضاربه علي مر الازمان ... فالمشكله عند قائد دوله الضباط ليست في الانقلاب الذي قام به لان تكوينه ومفاهيمه او حتي ثقافته لا تدرك قيمه مصر كدوله محوريه . هو يراها في عينه وحده عسكريه يجري فيها ما يشاء من تعليمات وأوامر . كدول الموزفي افريقيا . هو فقط صاحب الدبابه هو من يمتلك السيف هو من يمتلك الحق في ما يفعل . هو لا يفهم ما يسمي بالانتخابات التي تاتي بالحكومات او اختيارات الشعب هو فعل ما راه هو ...فهو يري الشعب مجموعه من الجنود لابد ان ياتمرون بامره و لا يرون الا ما يري.
الفارق الذي اراه في المشهد و ان الشعوب تدرك اكثر من نخبتها وان قائد العسكر لا يقرا في تاريخ الثورات وتجاربها ان كان يفكر في استنساخ اجزاء منها وينصب نفسه زعيما ملهما بمجموعه من مشاهد سينمائيه ينتجها له مجموعه من صبيان و جرزان الانقلاب . لا يدرك ان الشعوب تقرا وتفهم و تتخذ قراراتها ايضا . فالشعوب حينما تقرا انما لتحدد مصائرها . ان كنت ايون اليسكو فنحن لسنا الشعب الروماني ...انتبهوا من تلك التجربه ..
مع نهايه العام 1989كانت ثوره الشباب التي اطاحت بالدكتاتورشاوشيسكو الذي كان يعمل اسكافيا في بدايه حياته وبعد ما ان وصل الي الرئاسه اتخذ له القابا رنانه فادعي انه القائد العظيم والملهم للشعب الروماني الذي كان ينتظر الفتات من رجل كان لديه 17 الف رجلا فقط في احد قصوره ..وكانت الاطاحه بالدكتاتورالقائد المعبود حدثا تاريخيا شعر فيه الشعب بالنصر .. وعاد الجيل الثاني من الشيوعيين بقياده اليسكو بنشر سيناريوهات ارهابيه بمعاونه جهات امنيه تريد ان تحتفظ بمصالحها لا تنشغل بمصالح الوطن كما نري الان في الصاق التهم قبل ورود اصحابها الي قاعات التحقيق ..وقامت جبهه الخلاص الوطني باستجلاب الاله الاعلاميه لحسابها وقامت بعمل دعاية مُضادة سيطرت لخصومهما السياسيين من الأحزاب الديمقراطية التى عملت على الظهور من جديد بعد سنوات عديدة من العمل السري كما احتسب الانقلابيون القنوات الرسميه جميعا في خدمتهم ليصبح الصوت الاوحد في مصر ظنا منم ان عقول المصريين لا تمتلك حاسه التفكر فيما يحدث من تطورات قام با اليسكو ورفاقه ..
وعندما اشتعلت المواجهات استعان ((إيون إيليسكو)) بآلاف العمّال من المناجم وجلبهم في شاحانات إلى العاصمة (بوخارست)، ليصطدموا مع الشباب الجامعي لمدة يومين ، أسفر الصدام عن وقوع المئات من القتلى وآلاف الجرحى، نفس المشهد الذي ينتهجه الانقلابيون حينما حرروا البلطجيه من قوانين المجتمع واصبحوا في نظر انفسهم يؤدون واجبا وطنيا وهو ذاته الشكر والتقدير الذي قدمه وزير داخليه الانقلاب لرجال الشرط الذين اقتحموا وفضوا الميادين ..يومها قدم ((إيون إيليسكو)) بعد ذلك الشكر لعُمال المناجم عمّا قدموه من خدمه لوطنهم لقيامهم بالتصدي لهؤلاء العُملاء حسب وصفه لهم.
فشكك في شباب رومانيا الثائر واتهمهم بالعمالة للخارج، وتلقى التمويل من الجهات الخارجية، بهدف زعزعة استقرار البلاد وطلب الدعم للاعتراف به لانه يعرف انه لم يكن ابنا شرعيا لوطنه. بدأ في مُحاكماتهم مُحاكمات عاجلة وعمل على التنكيل بكل من يُعارضه، وكان شرف الاوطان يبني علي من يصرخ بالوطنيه فهناك العاهرات الاعلي صوتا بين النساء اذا تحدثن عن الشرف وأوهم الشعب البسيط بأنه هو الوحيد القادر على توصيل رومانيا إلى بر الأمان كما اننا ننتظر في مصر خارطه الطريق لتصل بنا الي الديمقراطيه .ونجحت جبهه الخلاص الوطني فى إجهاض الثورة وفاز (إيون إيليسكو ) بالرئاسة بأغلبية ساحقه بنسبه 85% عن طريق التزوير.تلك لحظات المشهد الاخير في المسرحيه الهزليه الذي لن يحدث في مصر ابدا
.......لـــــــــــــــــــــــكن ...
الشعب الروماني خرج ليسقط الشيوعيه في بلاده ونحن خرجنا لمن يريد ان يسقط هويه مصر واسلامها وقتل الرجال والنساء ويجرف الموتي ولا يرعي الحرمات من يحرق المساجد ويحاصرها من يطلق لجبروته العنان لا يعرف بغباءه ان الله فوق الجميع وان الله منتصر لحرماته وانه لمنزل غضبه بمن افتري علي شعائره تلك القوه التي لا يدركها ايليسكو في مصر ..الاحرار في مصر لا يخرجون فقط ليقيموا عدلا او يسقطوا ديكتاتورا الان انما يخرجون ليعيدون هويتهم ويبحثون عن ذات عقيدتهم وتلك النقطه التي فرغت من الشعب الروماني يوم ان قرر الثوار ان يواجهون ايليسكو ..نحن نخرج شهداء وندرك ان الطريق يفترق الي قسميين اما ان ننتصر لعزتنا واما ان نحي شهداء لربنا ...
الشعب الروماني لم يكن له زعيم سجين يبحث عن عودته الي قصره يمثل كرامته وشرعيته ومصدر اعزازه وقيمه ديمقراطيته التي اكتسبها بالشهداء في ثوره 25 يناير ..الرئيس مرسي الذي نراه في عزته وهو في سجنه حبيسا زعيما في مكانه بين اعيننا اعظم من الرئيس مرسي الذي كان رئيسا في وقت سابق بين ظهورنا ..وان هناك لحظات في عمر الرجال يستعذبون فيها محبسهم وسجنهم ان كان للوطن شرفا مسلوبا قدرهم ان يعيدوه ..
في كل شارع من اراضيها بات لنا شهيدا ومنا أم ثكلي لم تجف دموعها بعد او اما للايتام لا تعرف كيف تدبر قوت يومها او ابنه تبكي في طريق عودتها من مدرستها لانها فقدت يد ابيها التي كانت تمسك بها ..او ابنا صغيرا يجري بالكره امام منزله ينتظر اباه عائدا من عمله لم يعد يعبئ بشارع الان و حاصرته دموعه في بيته لكنه لو رائك لخرج هاتفا باسقاطك .
..بعد جمله المشاهد السابقه وما تراه اعيننا في ارض الواقع من احداث تم لها الاعداد النفسي للشعب المصري وهي فض الاعتصامات و صدمه قتل الالاف وحرق الجثث و الضرب بالرصاص الحي وامتهان وانتهاك حرمه المساجد و بعد ان انتزعت الانسانيه من قلوب جنود بقتل الطلاب داخل الجامعه وضرب البنات بالغاز و ضربهم وسحلهم واعتقال القصر من الابناء والبنات عندما ادخل تلك الاحداث في قراءه المشهد.
فانت قائد الدوله العميقه والابن الشرعي الذي ورث دوله مبارك ..لقد اصبحت سجين القصر تطاردك المحاكمات الدوليه واصبح الرئيس مرسي زعيم العرب ورمز الحريه . لقد تخلي عنك مؤيدوك و انحاز الاحرار للرجال في المياديين لقد باتت كتله الاحرار بمكان لان تلتهم الساقطيين والعاهرات و بلطجيتك في ميادين مصر... لقد قفزت علي ظهر السفيه لتقودها وانت لم تحقق في حياتك مجدا او تاريخا يجعلك جديرا ان تتقدم بها .
سياده الجنرال.. المشهد انقلب ثانيه الان فلم يعد حولك الا الكتله العاريه من المباديء التي لا تمتلك اوزانا نسبيه و التي تريد مصالحها فقط ووهي قيادات المؤسسات الحاكمه والحزب الوطني ورجال الاعلام والاعمال والدين الفاسديين .. تقدم الي الامام ..تقدم بخطواتك ..اقترب اكثر ..امامك حبل المشنقه فالشعوب تعيش ابدا لتحاكم جلاديها وقاتليها . و ان من بيده الملك لينصرن دماء سالت و جثث احترقت و لينتصرن برحمته لدموع ابناء يتموا . و قهر يحوي قلب ام ثكلي او زوجه رملت ...تقدم الي الامام ..فالله لن يتركنا .
إيون إيليسكو..لن يحكم مصر فالزمان والمكان لن يقبلان به حاكما والقصر لن يقبل الا من قدم اليه باصوات شريفه من المصريين