عبدالعزيز مجاور
تحكي الأسطورة أن شعب مصر كان مزاجه العام إرهابياً خالصاً، حتى أنه قام بانتخاب مجلس شعب أغلبيته من الإرهابيين وكان رئيس هذا المجلس هو نفسه رئيس حزب الإرهابيين، فلما جاءت الانتخابات الرئاسية اختار الشعب من بين ثلاثة عشر مرشحاً المرشح الوحيد الإرهابي ليحكم مصر.
ومن الغريب أن الأسطورة تقول أنه في ظل حكم هذا الإرهابي لم تعلق المشانق كما هو متوقع بل لم يدخل أحد السجون بسبب انتماءه أو آراءه، وتضيف الأسطورة إلى أن هذا الرئيس الإرهابي كان يتم سبه وشتمه في كثير من القنوات الفضائية فلم يقم بإغلاقها أو اعتقال العاملين بها، وفي عهد الرئيس الإرهابي لم يعتقل شخص واحد ولم تصوب بنادق الجيش والشرطة تجاه أحد من المواطنيين، وتحدثت الأسطورة عن كم التجريح الذي ناله الرئيس الإرهابي سواء في الجرائد اليومية أو عند قصره لدرجة أنهم ألقوا المولوتوف على ذلك القصر وحاولوا خلع بابه بالونش ومع ذلك عادوا إلى منازلهم سالمين ولم يتم القبض عليهم وإيداعهم السجون بالشهور، كما لم يتم مصادرة أي جريدة ولم يحبس أي صحفي.
ويقول الراوي أن العسكر المسالمين والذين يحاربون الإرهاب قاموا بانقلاب على الرئيس المنتخب وفي خلال ستة أشهر فقط وبكل سلمية وبعيد عن الإرهاب قاموا بقتل سبعة آلاف مواطن في مجازر شبه يومية، وقاموا باعتقال نحو عشرين ألف مصرياً من بيوتهم أو أثناء التعبير عن آرائهم بسلمية ومن هؤلاء كل من وثق فيه الشعب واختاره في استحقاق انتخابي وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشعب، وقاموا بغلق كل القنوات الفضائية المعارضة ومصادرة الجرائد التي تنشر رأياً حراً، واستخدموا القضاء الشامخ للتنكيل بالخصوم ولم يسلم من ذلك الأولاد أو البنات كل هذا من أجل كتم صوت أي حر.
ومن الغريب أن الأسطورة تشير إلى أن كل ما فعله العسكر الانقلابيين لم يوقف أو يرهب الشعب فاستمر يطالب بحقوقه، فما كان منهم إلا أن اصدروا قانوناً يجرم المظاهرات المطالبة بالحقوق ويغلظ العقوبات فلم يتوقف الشعب وضرب بقانونهم عرض الحائط، فاغتاظ الانقلابيون وذهب عقلهم وذهبوا إلى كاهنهم يسألونه فأخذ يقلب في كتاب مفتوح أمامه مكتوب عليه رقم 54 السحري وقال لهم أنكم تسيرون على الدرب ولم يبقى لكم سوى تفجير المسارح مع بعض التحابيش الصغيرة من القنابل اليدوية ثم تخرجون مسرحية في ميدان المنشية ويمكن لكم تغيير المكان مع أن الأفضل السير على النهج دون تعديل، ولا مانع من استخدام المواطنيين الشرفاء فهم خير عون لكم، فقالوا له ثم ماذا يا كاهننا؟ لقد أصبحنا محل تندر القاصي والداني ومخابراتنا محل سخرية الجميع، قال لا تقلقوا فالكتاب يقول أنه ينتظركم نكسة كبيرة ووكسة عظيمة، فاذهبوا ونفذوا ثم عودوا مرة أخرى، وبالفعل بدأوا بالتنفيذ وكان القرار المعجزةبأن المطالبين بالحقوق إرهابيين وتوعدوا بالحكم بالإعدام على كل من يقود المظاهرات السلمية.
تقول الأسطورة أن الشعب سخر من الانقلابيين وأعلن رسمياً أنه شعب إرهابي تمتد جذورهالإرهابية إلى عهد تحتمس، وقرر هذا الشعب أن يستمر في المقاومة.
انتهت الأسطورة ولكن لم تنهي القصة، ولك أيها القارئ دوراً هاماً في كتابة نهايتها السعيدة بدحر الانقلابيين المحتلين لمصر واسترداد الشعب لحريته.