الشيخ : إســلام هــلال :
من منا لا يصيبه الإرهاق من المشاركة في الفعاليات اليومية الرافضة للإنقلاب والتي يتعرض فيها المشاركون للأذى باللفظ والإشارة والإعتداء من قبل السلطات الغاشمة والبلطجية المجرمون؟!
طبيعي أن يصاب الإنسان بالإرهاق والألم، فلقد مر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بذلك (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون)1 (ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون)2، وهذا الإحساس يكون طبيعيًا طالما كان دافعًا للتقرب أكثر إلى الله تعالى، ويكون خطرًا إذا كان بداية اليأس ودافعًا للقعود ..
وحتى يستكمل الإنسان مسيرته في الجهاد في سبيل الله ودفع الظلم رغم الأخطار والآلام، ينبغي أن يصطحب في طريقه بعض المعينات التي تدفعه للصبر والثبات والأمل .. ومن هذه المعينات:
- تجديد النية وتذكر الأجر:
فمن لاح له فجر الأجر هان عليه ليل العمل، ومعرفة أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة شرعية (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)3، وأنه أجر مستمر إلى يوم القيامة فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ما من رجل ينعش لسانه حقاً يعمل به بعده إلا أجرى الله عليه أجره إلى يوم القيامة ثم وفاه الله عز وجل ثوابه يوم القيامة)4.
- قراءة قصص الأنبياء والدعاة:
كيف أن الأذى هو طريق الدعاة إلى الله، وأن الصبر هو طريق النصر (ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين)5، وكان قصص الأنبياء من سبل التربية الربانية للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال تعالى (وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل مانثبت به فؤادك)6.
- تدبر القرآن الكريم:
الله تعالى عندما أنزل القرآن وكلف النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة أخبره أنها عبء ثقيل وأمانة شديدة (إنا سنلقي عليك قولًا ثقيلًا)7 (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان)8، وهذه الأمانة وضع الله لنا طريقة لأدائها، وهذا العبء الثقيل حدد الله لنا معينات على تحمله ضمنها في كتابه وما أجمل سور التوبة والأنفال والمزمل وهي تلامس القلب وكأنها نزلت لهذه الأيام مصداقًا لقوله تعالى (كذلك لنثبت به فؤادك)9.
- تفقد الأوراد:
ورد القرآن الكريم (ورتل القرآن ترتيلًا)10، قيام الليل (إن ناشئة الليل هي أشد وطئًا وأقوم قيلًا – إن لك في النهار سبحًا طويلًا)11، الأذكار (واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلًا)12.
- معرفة أن التأخر عن المشاركة يؤخرك في المنافسة على الجنة:
ففي غزوة مؤتة استشهد زيد وجعفر وتأخر عبد الله بن رواحة هنيهة –أي لحظات- فلما استشهد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم " لقد رُفِعوا إليَّ في الجنةِ فيما يرَى النائمُ على سررٍ من ذهبٍ فرأيت في سريرِ عبدِ اللهِ بنِ رواحةَ ازورارًا عن سريرَي صاحبَيه فقلت بِمَ هذا فقيل لي مضيَا وتردَّد عبدُ اللهِ بنُ رواحةَ بعضَ الترددِ ومضَى"13 أي ميل عن مرتبة صاحبيه لأنه تأخر عنهما، وكثرة التأخر عن الأعمال قد تؤدي إلى الإستبدال قال تعالى (وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)14.
- طالع سير الشهداء والمجاهدين:
عندما تتعرف على سير الشهداء تكتشف أن شهادتهم لم تكن إلا ختامًا لحياة كان شعارها الجهاد والثبات والعمل والإخلاص، فلم تكن مجرد رصاصة أصابت رأس متظاهر فسقط شهيدًا ولكنه انتقاء رباني مصداقًا لقوله تعالى (ويتخذ منكم شهداء)15.
- اتفق مع عدد من اخوانك أو جيرانك على المشاركة في الفعاليات في صحبة تتعاون وتتناصح.
- شارك في الفعاليات بمهمة ودور، فالقيام بمهمة ولو بسيطة يجعل من الصعب التخلف عن أدائها، كما أن أحرص الناس على صلاة الجماعة من يفتح المسجد والمؤذن والإمام لأن لهم أدوار ومهام، فاختر لنفسك دورًا ومهمة ولو كانت سقاية الماء.
- الدعاء المستمر (اللهم استعملنا ولا تستبدل بنا غيرنا).
نسأل الله تعالى أن يمن علينا بنصر قريب وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن وأن يستعملنا فيما يحبه ويرضاه.
تخريج الآيات والأحاديث:
1. الحجر 97
2. النحل 127
3. آل عمران 110
4. الترغيب والترهيب 95 / 1
5. الأنعام 34
6. هود 120
7. المزمل 5
8. الأحزاب 72
9. الفرقان 32
10 ، 11 ، 12 المزمل 4: 8
13. مجمع الزوائد 162 / 6
14. محمد 38
15. آل عمران 140