شيرين عرفة :
بعد أن رفع العلم المصري في اقاصي الأرض , وتم عزف النشيد الوطني ,
وأحرزت مصر على يديه شرفا غاليا , و نصرا رياضيا كبيرا , وقف هو بكل عزة وشموخ , ليتم تكريمه على فوزه والإحتفاء بنصره , فأشار بإحدى يديه .. بعد أن مد اصابعه الأربعة لأعلى , ليعلن للعالم كله تضامنه مع محرقة القرن , وهولوكست مصر , ابشع مجازر العصر الحديث , المذبحة التي لم يرتكب مثلها بحق الشعب المصري لا المحتل البريطاني ولا الفرنسي ولا أي محتل وطئت أقدامه أرض مصر ,
أراد أن يقول لأهله في الوطن , أنه وفي غمرة فرحته بنصره , لم ينس دماء الآلاف من ابناء وطنه و التي سفكت بغير حق , هذا هو كل ما فعله البطل السكندري ( محمد يوسف ) الملقب ب ( أباتشي ) بعد أن فاز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب القتالية لمنافسات
الكونغ فو والتي تستضيفها مدينة ( سان بطرسبرج الروسية ) , فأغضب بذلك سلطة الإحتلال وحكومة الإنقلاب غضبا شديدا ..والتي ارتكبت تلك المذبحة و غيرها الكثير .
فقرر اللواء الإنقلابي رئيس إتحاد رياضات الكونغ فو : معاقبة البطل بعودته فورا إلى مصر بعد أن كان من المقرر أن يسافر إلى ماليزيا لحضور مباريات بطولة العالم , والتضحية بأي مكسب كان يمكن أن يتحقق للوطن على يديه ( فرضا سلطة الإنقلاب أهم الف مرة من هذا الوطن ) , وتم إحتجازه في المطار لعدة ساعات والتحقيق معه ومصادرة الميدالية التي حصل عليها وشطب عضويته وحرمانه من تمثيل مصر مستقبلا في أي بطولة عالمية ,
وبالرغم من أن رد فعل ذلك الإنقلابي الغاشم و حكومته الإنقلابية .. يبدو جنونيا و غير منطقي , وكذلك رد فعل مراحيض الإعلام المصري التي تجاهلت من قبل خمس بطولات عالمية حصل عليها البطل , فهاجت وماجت اليوم ونهشت في عرضه حينما رفع شعار رابعة العدوية .
إلا أن ذلك كله يعبر عن حالة السعار المحموم التي تعيشها تلك السلطة وأذرعتها الإعلامية , والتي تقوم بأفعال لا يمكن أن يصفها أي عاقل : سوى بالجنون المطلق والغباء منقطع النظير , وهم يعتمدون دوما سياسة الصدمة والترويع , وهي سياسة جيوش الإحتلال حينما تصطدم بمقاومة منيعة لم تكن في حسبانها , و لأن حالة السعار تلك مرتبطة اشد ما يكون بشعار( رابعة العدوية ) احد اعراض مرض ( متلازمة رابعة ) ذلك المرض العضال الذي اصاب الإنقلابيين و إعلامهم بحالة من الجنون ,
فذلك الإعتصام والذي اطلقوا عليه سخرية اسم إعتصام ( إشارة رابعة ) , قد تحول بالفعل إلى إشارة , و لكنها أشهر إشارة عالمية ترمز للحرية والصمود و يتم التلويح بها في كل بلاد العالم تقريبا ,
وبدلا من إنهاء ذلك الإعتصام وفضه ,
تحول لإرادة شعبية جامحة رافضة للإنقلاب , وطوفان بشري في كل شوارع وميادين مصر , بل تم تخليده في ذاكرة التاريخ وتسطير اسمه بالذهب في صفحات البطولة والشرف , كما تم اليوم تخليد اسم البطل ( محمد يوسف ) في انقى واطهر صفحات التاريخ , وتلك الميدالية الذهبية التي حرموه منها بغبائهم وإجرامهم , سيعطيه الشعب المصري بدلا منها وسام الرجولة والإستحقاق من الدرجة الأولى , الرجولة التي لم نعد نراها في مصر سوى في ميادين الحرية و لدى الشرفاء المنادون بكرامة بلادهم وإسقاط إحتلال تلك السلطة الخرقاء _ والتي فقد اصحابها كل معاني الرجولة والشرف _ حينما باعوا بلادهم للعدو الصهيوني وذبحوا ابناء شعبهم وقتلوا وجرحوا واعتقلوا الآلاف من الرجال و النساء والأطفال , فهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا زمة , ومن يتباهى العبيد بتقديسه في تلك السلطة ويصفونه بكلمة ( ذكر ) , فلأنهم يعلمون جيدا ان الذكورة لا تعني الرجولة , وان معبودهم الخسيس لا يمتلك من الرجولة شيئا .
يكفيك أيها البطل الهمام أن اسمك سيكتب بحروف من نور في صفحات الشرف والعزة في التاريخ , ومن قبلك شهداء رابعة والنهضة ومصابيها وضحايا كل مجازر ومذابح الإنقلابيين , ومنهم الشهيد الحر بطل مصر الأوليمبي في المصارعة الرومانية ( عبد الرحمن الطرابيلي ) و هو من خيرة ابناء بورسعيد الشرفاء , واحد خريجي الأزهر الشريف , و الذي استشهد برصاصة في رأسه من قوات الأمن وهو في تظاهرة منددة بمذبحة رابعة والنهضة .
و أما من حرمك اليوم من فرحتك وحرم البطل ( عبد الرحمن ) من حياته ( سيلقي بهم الشعب حتما في مزابل التاريخ , وسيدوس عليهم بأقدامه , وستمتلئ صفحات الخزي والعار بهؤلاء الإنقلابيين الخونة وتلك السلطة الغاشمة , والتي قال يوما وزير الرياضة فيها عن مباراة مصر وغانا , انه إذا انتصرت مصر ( سيكون نصرا رياضيا بطعم سياسي ) وسيتم إهدائه للسلطة الحالية , واليوم يعاقبك هؤلاء الأغبياء .. بحجة : خلطك الرياضة بالسياسة , بينما لو كنت رفعت صورة الخسيس , أو تغنيت ب ( تسلم الأيادي ) لأصبحت في نظرهم بطلا قوميا , ولن يكون وقتها خلطا للرياضة بالسياسة !!!!!
ولكن فلتصبر ولتحتسب , فتلك السلطة المسعورة لن تستمر بأي حال من الأحوال , وستتحرر مصر منها ( بإذن الله ) عما قريب ,
بينما ستبقى بطولتك مصدر فخر وعزة لك ولابنائك من بعدك , وستظل قدوة لكل شاب حر و شريف قرر ان يعيش لبلده ويضحي من أجلها بالغالي والنفيس , فمنهم من ضحى بروحه ونال الشهادة على ارض ميادينها ومنهم من ضحى بوقته وصحته ومنهم من ضحى بحريته حينما قرر الا يخاف الإعتقال او الحبس .. , ومنهم من ضحى مثلك بمستقبله القريب و حرم من فرحته بإنتصاره , ليفرح معنا قريبا ( بإذن الله ) بتحرر بلادنا و إفشال ذلك الإنقلاب , وتملؤني الثقة .. من أن الشباب المصري حينها سينزل ثانية للميادين ... ليطالب بتعيينك وزيرا للشباب والرياضة , فأنت خير من يمثل ذلك الجيل ...من شباب العزة والحرية والكرامة .