خالد سعيد :

لعل اضطراب بعضنا في التعاطي مع المحنه التي تمربنا هذه الايام عائد لاننا نريدان نسير في طريق الدعوة ونسطر صفحات امجادهاوانتشارها وصمودها وفق ابتلاء نضعه نحن وتخيل للازمة والاحداث وعنف الفتنة يتناسب مع تصوراتنا ونفوسنا الضعيفة و طمعنا الكبير "ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي ولم نجد له عزما.. "

لقد نسينا عهدنا مع الله وانه سبحانه هو وحده من يضع ويقرر و يقدر الابتلاء على النحو الذي يريد وبالكم والكيف والزمن الذي يريده هو لانريده نحن

اننا نتناسى من الذي يبتلي وما حكمته من الابتلاء " وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم ..."

و مع شدة الابتلاء وقسوته نسينا اننا عاهدنا الله وبايعناه وانه سبحانه اشترى اموالنا وانفسنا بانا لنا الجنه
الم يكن هتافنا ليل نهار ان الله غايتنا والقران دستورنا والرسول قدوتنا و زعيمنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله اسمى امانينا ..

ترانا لم نفقه ام نسينا ام لميعد لنا عزما ونعوذ بالله ان نكون ممن نكث في بيعته
لقد اكد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الابتلاء من الله وان النتيجه لله يسيرها كيف يشاء وان على المؤمنين الصادقين الا تكون لهم غاية الا الله والجنة
فحين سئل صلى الله عليه وسلم من من ارادوا الاسلام ماذا لهم لو نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الجنة.

وعند شداد المحن وتبجح الباطل وتسلطه جاء سيدنا الخباب بن الارط يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم الا تستنصر لنا الاتدعو لنا

وانني لاستشعر ان سيدنا الخباب كان يطلب هذا الطلب شفقة على اخوانه وعلى نفسه وطمعا في اي بشرى او بارقة امل منه صلى الله عليه وسلم كما نشعرنحن الان

ولكنه صلى الله عليه وسلم وهو الرؤف الرحيم بالمؤمنين يأبي الان يعلمنا ان الرحمة والرأفة في هذه المواقف و عند اشداد الابتلاءات في ان نذكر انفسنا واخواننا بطبيعة الطريق وسنه الله في الصراع بينالحق والباطل

ووضح صلى الله عليه وسلم انه لابد للحق من رجال يحملونه ويتحملون تباعت حمله ولا يعطوا الدنية من دينهم ولا دنيا هم

فاخبره صلى الله عليهوسلم في حزم ان المؤمنين في الامم السابقة كان الرجل ينشر بالمنشار فيشق نصفين و كان يمشط بامشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصرفه ذلك عن دينه شيئا
ثم قال صلى الله عليه وسلم كلمة يجب ان نتواصى بيها جميعا "ولكنكم قوما تستعجلون"

نعم ! نحن جميعا نستعجل الفرج نستعجل النصر.

وانني استشعر ان هذه الكلمة "تستعجلون" تطمأنني ان الله يعلم ضعفنا وفقرنا وعجزنا وانه باذنه وبحوله وقوته سيستجيب لنا ولكن لنعلم انه هو من يضع الابتلاء وهو الذي يرفعه في الوقت الذي يريد على النحو الذي يريد "ويسألونك متى هو قل عسى ان يكون قريبا"