حازم سعيد :

 

مجموعة من المفاهيم تدبرتها أنا وأحد أعز وأحب أصدقائي وإخواني ، وكنا سوياً نتذاكر الوضع الحالي ونتدبره منذ انقلاب الخائن السيسي إلى لحظتنا الراهنة ، مع مجموعة المستجدات التي تعج بها الساحة على المستويين الدولي والمحلي ، ورؤيتنا للصراع الأمريكي الصهيوني الاستعماري معنا نحن العالم الإسلامي وخاصة الصحوة الإسلامية ، والوضع مع الانقلاب على الشرعية بمصر ... فرأيت أن أنقل الجزء الخاص بانقلاب السيسي مجوداً مرتباً في صورة خمسة مفاهيم ينبغى أن تصحح له .

وأنا أتمنى من رجال المخابرات أو أمن الدولة المختصين بقراءة مثل هذه المقالات أن ينقلوها له ، لعله يفيق من تخلفه ، ويهرب مبكراً قبل أن تأتيه سياط غضبتنا ، وهي وشيكة قريبة بإذن الله ، كما أتمنى منهم أن يتدبروها قبل أن يلحق بهم انتقامنا وثأرنا لعلهم يهدؤوا من غلوائهم ومن غيهم ، وقد ولدوا مجموعة من الثأرات لن يقف أمامها شئ إلا أن يتداركوا أنفسهم بعاجل توبة ثم إعلان ثم مساعدة في الانتقام من الانقلابي الخائن ....

 

المفهوم الأول : أنت غبي يا سيسي

وليس كل من يستطيع أن يداري ويخفي خيانته وغدره إلى أن يغدر ذكياً ، لأن الخيانة والمداراة والتقية فن يتقنه أي أحد بقليل مران ، أما الأذكياء فهم الذين يقدرون لخطواتهم وقعها قبل أن يسيروا ، وفي الغالب يتوافق وقع أقدامهم مع تقديراتهم ، أولئك هم الأذكياء .

وبما أن الانقلاب وسع منك قوي يا حاج سيسي ، ويرى العقلاء فشله بعين البصيرة ، حتى أنصاف العقلاء يدركون ذلك ، بل إن معسكرك يعج بمن يرى بعين الفهم والعقل فشل الانقلاب ، فأنت حقيقة ممن لا يقدر لقدمه خطوها ، وهو نوع واضح من الغباء .

لقد ورطت نفسك وارتقيت مرتقىً لا قبل لك به ، ولا طاقة لك بتحمل ضريبته ، وأنهيت الرتوش النهائية للانقلاب الذي – بتخلفك -  أعددت له نهاية فاشلة ، فأنت كاتب سيناريو مقبول ، مخرج فاشل ممثل باهت متخلف غبي .. فبؤ بتخلفك وأدرك فشلك وتيقن من غبائك ، لست ذكياً ... بل أنت قمة في الغباء ، هذا هو المفوم الأول .

 

ثانياً : انقلابك فاشل

الانقلاب فشل ، وعلامات وأدلة فشله أكثر من أن تحصى ، المئات والآلاف الذين ينضمون إلينا يومياً ، الوضع المتأزم في البلد على محاورها الاقتصادية والسياسية ، فشلك في إقناع العالم كله بانقلابك سوى حفنة الدول المتآمرة معك بهذا الانقلاب ، فشلك في إجبار الرئيس الشرعي على الانسحاب من المشهد أو التنحي ، وضعك ليدك مع الفلول ، استعانتك بالمشهد المسيحي ، مؤامراتك الخائبة بسيناء أو تفجيرات كنسية أو .... ، استخدامك العنف المفرط ، فشلك في تبييض نفسك أمام العالم ....

علامات وأثار وأمارات لفشل الانقلاب ، فبؤ بخزيك أيها الفاشل الخائن .

 

ثالثاً : أمريكا تستخدمك وتعرف دورك وأنت لا تعرفه :

أمريكا متيقنة من فشل الانقلاب ، وتتعامل معك على أنك آلة ، تحقق لها دوراً محدداً ، هم يظنون أنهم بك يضعفون الإخوان ، ويضعفون مصر ، ويدمرون الجيش المصري ، هم يستخدمونك كأداة لتخريب : مصر ( باتفاقياتك الاقتصادية الكثيرة الخفية المجحفة ) والجيش ( بشغله وإلهائه بحرب شعبه ) والإخوان بالاعتقال والمطاردة والقتل .

هذا هو دورك ، هم يستخدمونك لتطبيق النظرية الصهيونية بتجريف الأرض قبل الرحيل عنها ، وهم يعلمون أنك لا محالة راحل ، ولكن قبل أن ترحل فلتحقق لهم الحد الأقصى من المكاسب .

أما الثالثة ( إضعاف الإخوان )  فلا قبل لك ولا لهم بها ، وسأرد عليها في المفهوم الرابع .

وأما الثانية فبالفعل ، ربما تنجح جزئياً في إضعاف الجيش المصري ، وإنهاكه ، ووضع سياج ( وقد أفلحت فعلياً في هذه ) من الكراهية بين الجيش وبين المصريين الشرفاء ، ولكن ما أن تتولى قيادة طاهرة شريفة متمثلة في الرئيس الشرعي ومن يختاره إلا وسيقوى الجيش ويعود جزءاً من كيان مصر  .

وأما الأولى فإن مصر محفوظة بحفظ الله سبحانه وأجنادها الذين هم من أبناء شعبها ، ومنهم نحن الثوار خير أجناد الأرض بإذن الله ، فلن تتأثر مصر بمؤامراتكم ، وكم عدت عليها العوادي فما أثرت فيها وما أنهكتها ، وستعود مصر وتسود إن شاء الله .

فبؤ بحسرتك أيها الفاشل .

 

رابعاً : الإخوان جماعة لا تموت

أما الإخوان أيها الفاشل ، فإن من سبقك حاربها وحاول تجريفها بما أوتي من قوة فلم يستطع ، ومهما استخدمت من سحرة وإعلام ، ومهما استخدمت من بطش وعسكر وشرطة فلن تستطيع ، ولو تريد فسل فاروق وسل عبد الناصر والسادات وسل مبارك سيجيبوك : متنا وذهبنا وبقي الإخوان .

أيها الجاهل الأحمق : الإخوان دعوة ربانية تستمد قوتها من الله ، وأفرادها هم ورثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويستمدون مددهم من ربهم ، فمن كان الله معه من يكون عليه ؟!

إن دعوة أول مبادئها : الله غايتنا ، محفوظة بحفظ الله ، وثاني مبادئها : الرسول قدوتنا ، هي على بصيرة ونور في طريقها ، وثالث مبادئها : القرآن دستورنا ، تعرف ما لها وما عليها وينير الله لها طريقها لتعرف عدوها من قريبها وتعرف ما تحفظ به نفسها بحفظ الله ، ورابع مبادئها : الجهاد سبيلنا ، هي دعوة لا يقهر أفرادها ، وخامس مبادئها : والموت في سبيل الله أسمى أمنياتنا ، لا تستطيع أن توهنها بقتل أفرادها .

لا الشرع ولا العقل ولا سنن التاريخ تدلك على أنك تستطيع القضاء عليها ، والأساس في الأمر كله حفظها بحفظ الله لها لأنها تستمد عونها من الله سبحانه .

فبؤ بخذلانك أيها الفاشل .

 

خامساً  : حراك الشارع الحالي ليس ملكاً للإخوان

آخر ما ينبغى تصحيحه من المفاهيم الخمسة للخائن السيسي هو أن حراك الشارع الآن ليس حراكاً إخوانياً ، بل هو حراك وطني إسلامي حر شريف ، كل من فيه شرفاء ، وكثير ممن فيه ليسوا من الإخوان ، ولو تدبرت الرموز الذين يقفون الآن مع الإخوان لعجبت من عقلهم وخلقهم ، وأنا أحييهم وأكتبهم بقلمي في سجل الشرف ، وأعلم أن التاريخ سيذكرهم في الشرفاء الصالحين بإذن الله .

وسر العجب وسر الشرف هو أنهم كانوا من معارضي الإخوان ، فلما تحول الأمر لفسطاطين , ووضحت الصورة على أشدها أنها انقلاب على الثورة وأنها عودة وتمكين للفلول ، وأنه انقلاب علماني مسيحي خالص ، إذا بهم جميعاً يقفون مع خندق الحق ويدافعون عنه ، وهكذا كل من بالشارع الآن أيها الغبي الفاشل .

أما الرموز فأمثال حازم صلاح أبو إسماعيل وأبي العلا ماضي وعصام سلطان وسليم العوا وحاتم عزام ووائل قنديل ومحمد الجوادي وهيثم أبو خليل ووائل عباس ومحمد عباس وإسلام لطفي وسيف الدين عبد الفتاح ، وائل قنديل ، محمد شرف ، وسليم عزوز ، احمد حسن الشرقاوى ، سامى كمال الدين ،صلاح البديوى ، طارق البشرى ، محمد القدوسى ، منتصر الزيات .... تحية تقدير لهؤلاء الشرفاء جميعا..

كلهم شرفاء أنقياء ، وكثير منهم كان من معارضي الإخوان في سياساتهم ، إلا أنه وقت حان الجد رأي الحق وأبصره ، الثورة يا سيسي ليست ملك الإخوان .. بل هي ثورة الشرفاء الأنقياء .

فبؤ بإثمك أيها الخائن الفاشل .

 

كبسولة :  ثورجية آخر الزمان طالما صدعوا رؤوسنا بأن الإخوان باعونا في محمد محمود ، مع أن الأمر كان نوعاً من الاجتهاد ترتب عليه حقن الدماء وقتها ، والدخول مع العسكري في صراع سياسي بدل الدموي كاد الإخوان ورئيسهم الشرعي المنتخب أن يفوزوا فيه وأعدموا العسكري أي فرصة للتغلب فاضطر اضطراراً للانقلاب الذي كشف سوأته ،  إلا أنهم ضيقوا الأفق قليلي البصيرة ، ولم يدركوا ذلك .

الآن مع سيل الدماء والقمع والقهر والاضطهاد ، ولما استبان الحق من الباطل ، ولما ظهر النور من الظلام ، ولما انكشف الغبار وزاحت الغشاوة ، وتبينت مؤامرات العسكري وخداعه ، جلسوا في بيوتهم ، ولم يحركوا ساكناً .... ذلك لأنهم ثوار فشنك – ولا مؤاخذة - .

عن نوارة نجم و6 أبريل والتيار الشعبي والدستور وشباب الثورة وحماة الثورة وأحصنة الثورة وأشباههم أتحدث .

---------------

[email protected]